المحتوى الرئيسى

ننشر حيثيات الحكم على المتهمين بـ«أحداث ماسبيرو»

04/17 16:38

أودعت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار حسن محمود فريد حيثيات حكمها، بمعاقبة 15 متهمًا بالسجن المؤبد وتغريم كلا منهم عشرون ألف جنيها، ومعاقبة 3 متهمين بالسجن المشدد لمدة خمسة عشر عاما وتغريم كلا منهم عشرون ألف جنيها، ومعاقبة 5 متهمين بالسجن المشدد لمدة عشر سنوات وتغريم كلا منهم عشرون ألف جنيها عما أسند إليهم، ووضع المحكوم عليهم تحت مراقبة الشرطة لمدة خمس سنوات، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ "أحداث ماسبيرو".

وقالت المحكمة إنه استقر في يقينها واطمأن إليه ضميرها وارتاح له وجدانها، مستخلصة من أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل في أنه ونزولا على ثورة الشعب المصري في الثلاثين من يونيو ضد حاكمه التي خرج محتشدًا لها في قوام غير مسبوق ليُعلن رفضه لاستمرار مسيرته كرئيس للبلاد مطالبًا بإزاحته عن منصة الحكم ومستنجدًا بجيشه باعتباره الدرع الواقي الذي لم ولن يرضى بمهانة الشعب المصري.

وعلى أثر ذلك أصدرت القوات المسلحة بيانها بتاريخ "3/7/2013" والذي أعلن فيه قائدها العام أنه قد آن الأوان لأن تنزل القوات المسلحة على رغبة الشعب المصري وتضطلع بدورها في حماية البلاد لتجنبها ويلات الفتنة التي طلت برأسها فشقت الصف وعظمت الفرقة وكادت أن تجر البلاد إلى جرف هار أو تهوى به في مكان سحيق، وانحاز للشعب ضد حاكم كانت تحركه أهواء انتماءاته وتحكمه أفكار جماعاته، فغابت الحيدة عن كثير من قراراته.

وقالت الحيثيات إن ذلك الحاكم اتخذ من الإسلام شعار ومن الشريعة ستار فوعد بتطبيقها وليته على الدرب سار، إلا أنه ما لبث أن بلغ مأربه واعتلى منصة الحكم حتى ظن أنه قد جاء وقت الحصاد وجنى الثمار، فخرج على الشعب بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر ببال بشر فأمر بإخراج من كانوا من شعبته من المسجونين، وكرم من كانوا لرئيس البلاد سلفًا بقاتلين، وأكد في خطابه على سلامة الخاطفين قبل المخطفوين.

فأوجس في نفس الشعب منه خيفة، وشهد عليه اعوجاج مسار وبلغ من لدنه الأعذار وأيقن أن لا يلتقي ورئيس البلاد على قرار، فلما استيأسوا منه خلصوا نجيًا، ودعوا ربهم أنهم مغلوبون فانتصر، واستنهضوا الجيش لينجيهم ممن كان عليهم شقيا، فهب الجيش قائلاً "من تظنون أنه كان علىَّ عصيًا وأمهل الجميع أيامًا معدودات ليتداركوا أمرهم ويدركوا أن أجلاً محتومًا لابد آت، فلما إستحكم الشقاق لم يجد سبيلاً إلا نصره الوطن ومن هم عليهم بعزيز، من بطش حاكم اتخذ آلهة هواة وجماعته وطن وسياستها دين فكان بقاؤه غير بعيد وما لبث في الحكم إلا قليل".

وأشارت الحيثيات إلى أن هذا الحدث بقدر ما أثلج صدور المعترضين على سياسة الرئيس المعزول وعمت الفرحة أرجاء البلاد وخاصة بميدان التحرير احتفالاً بما اعتبروه نجاحًا لثروتهم، إلا أن هذا الحدث لم ينزل بردًا وسلامًا على جماعة المخلوع من الإخوان المسلمين، والمؤيدين له والموالين من الجماعات المتشددة، حيث عقدت قياداتهم عدة لقاءات لتدارس الموقف وتم الإتفاق على البدء في تنفيذ مخطط يتمثل في استخدام العنف المسلح ضد المواطنين والهجوم على المنشآت العامة والتعدي على سلطات الدولة وقوات الشرطة لإحداث حالة من الفوضى وتكدير الأمن العام وتهديد السلم الإجتماعي.

وعليه فقد صدرت تكليفات لمسئولي منطقة الجيزة والمعروفون بلجان الردع بتنظيم مسيرة مسلحة تخرج من ميدان النهضة بالجيزة وكذا عناصر التنظيم الإخواني وعناصر التنظيمات الإسلامية المتشددة الموالية لهم في القاهرة لميادين التحرير وعبد المنعم رياض والمتواجدين باعتصام رابعة العدوية، ومنطقة ماسبير ووذلك عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي، وقد وصلت منهم مجموعات من بينهم المتهمين وآخرين مجهولين وتتخذ وجهتهم صوب مبنى الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو ومحاولة اقتحامه والسيطرة عليه في إطار تنفيذ مخطط التنظيم في نشر الفوضى بالبلاد وترويع المواطنين وتم دعمهم بالأسلحة النارية والبيضاء والخرطوش والنبل والبلي الحديدي وزجاجات المولوتوف وذلك لإلقاء بيانات منه مفادها عودة المعزول وسيطرتهم على مقاليد الأمور في البلاد.

ونفاذًا لذلك فقد تم الحشد عبر مواقع التواصل الإجتماعي والتحريض من قبل بعض قيادات من حزب الحرية والعدالة بالتحرك يوم الجمعة الموافق"5/7/2013" حيث تجمع المتهمون وآخرون مجهولون بميدان النهضة وكانوا يحملون الشوم والعصى وطلب منهم أحد خطباء المنصة التوجه بمسيرة لمبنى ماسبيرو وأمدهم مجهولون بالأسلحة النارية والخرطوش والأسلحة البيضاء والنبال والبلي الزجاجي وزجاجات المولوتوف لإستخدامها ضد كل من يدافع عن المبنى أو يمنعهم من إقتحامه وذلك لإحداث حالة من الفوضى والإشتباك مع المواطنين وترويعهم وتعطيل المواصلات .

وتحركت المسيرة التي كانت تضم أعداد كبيرةمن المتجمهرين وتقابلت مع مسيرات أخرى من المتجمهرين من أماكن وميادين مختلفة وفي أوقات متفاوتة من خلال التعليمات والتكليفات التي صدرت إليهم سواء بمواقع التواصل الإجتماعي أو التحريض من قبل بعض قيادتهم وكذاعناصر التنظيم الإخوانى وعناصر التنظيمات الإسلامية المتشددة الموالية لهم فى القاهرة لميادين التحرير وعبد المنعم رياض و مبنى الإذاعة والتليفزيون أو المتواجدين بإعتصام رابعة العدوية ومن خلال أحد خطباء منصة ميدان النهضة تملكتهم الضغينة وسيطرت عليهم غريزة الانتقام من جراء عزل رئيسهم، واتخذت طريقها عبر كوبري 6 أكتوبر، وما أن بلغوا محيط منطقة ما سبيرو – التي كانت تشهد أعداد من المحتفلين بثورتهم – حتى قاموا بإطلاق الأعيرة النارية صوب المتواجدين بالمنطقة ورشقهم أخرون بالحجارة واشتبكوا معهم في إحدى صور استعراض القوة والتلويح بالعنف، وقد اقترن بذلك وترتب عليه مقتل المجنا عليه حمدي محمد بسيوني مع سبق الإصرار.

وأطلق عليه مجهول من بين المتجمهرين عيارًا ناريًا قاصدًا من ذلك إزهاق روحه تحركه في ذلك ضغينة آمتلأت بها نفوسهم وعدوانهم للفصيل الآخر الذي انتصر لرأيته وإرادته وكان السبب الرئيسي في إقصاء الرئيس المعزول الذي كان يشكل لجماعته أملاً سعوا لتحقيقه وحلمًا طال انتظاره فما لبثوا أن يهنئوا بتبؤهم مقاليد الحكم حتى جاءت ثورة الثلاثين من يونيو لتقضي على آمالهم وتنتزع فرحتهم.

فخرجوا في حشدهم المهيب يكتظون الغيظ وتملئ صدورهم مرارة الهزيمة ويشهد حالهم بأنهم ماخرجوا إلا ليثأرون، فبعضهم يُحرز السلاح والذخيرة وبعضهم يحمل البلي والنبال وآخرون يحتفظون بالزجاجات الحارقة (المولوتوف)، واختلطت وجهتهم بالمكان الذي يحتفل فيه الشعب بثورته بميدان التحرير المترامي الأطراف وأنهم لا ريب لملتقون.

وما أن التقوا حتى قام بعض المتجمهرين بإطلاق الأعيرة النارية صوب المواطنين فأصابت أحداها المجني عليه  حمدي محمد بسيوني والذي تم نقله إلى مستشفى معهد ناصر مصابًا بطلق ناري بالرأس أدى إلى نزيف تحت الأم الجافية وقد أورى تقرير الطبيب الشرعي أن أصابته بالرأس كانت في الأصل ذات طبيعة نارية حدثت من الإصابة بمقذوف ناري مفرد يتعذر تحديد عيارة نظرًا لعدم استقرار المقذوف بجسد المتوفي وأن الكدمات المتسحجة بالوجه هي أصابات رضية احتكاكية حدثت كل منها من الاحتكاكات بجسم صلب ذو سطح خشن أيًا كان نوعه، وتعزي الوفاة لمضاعفات الإصابة النارية بالرأس وما أحدثته من كسور بعظام الجمجمة ونزيف دماغي أدت إلى غيبوبة مخية والتهاب رئوي رقودي انتهى بالوفاة.

وأشارت الحيثيات إلى أن الجرائم محل الاتهام كانت تنفيذًا لرغبتهم وإرادة جماعة غير شرعية وليس لها الشخصية الاعتبارية المعترف بها قانونًا ألا وهي جماعة الإخوان المسلمين، تلك الجماعة التي نمت وتوغلت على أرض الوطن من غير أن يكون لها الغطاء الشرعي الذي تستظل به والذي يسمح للدولة مراقبة أعمالها في الوقت الذي لم يشهد الواقع سلامة نواياها أو حرص رئيسهم على صالح البلاد، وقد أسفر الشروع في قتل المجني عليهم.

واستندت المحكمة إلى أقوال الشهود، ومنهم سائق تاكسي من أصيب من جراء جناية الشروع في القتل كان المصاب على خلف محمود محسب الذي بسؤاله بتحقيقات النيابة العامة قرر أنه حال استقلاله سيارة أجرة (تاكسي) بميدان عبد المنعم رياض فوجئ بمسيرة للإخوان المسلمين من الملتحين تقوم برشق الأشخاص الموجودين بميدان التحرير بالحجارة، وتمكنوا من إلقاء مادة قابلة للإشتعال على مقدمة السيارة فاصطدمت بالرصيف فتوجه إليه بعضًا من أفراد المسيرة وقاموا بضربه بالشوم على رأسه وما أن اكتشفوا أنه يحمل كارنيه يفيد أنه مجند بالإدارة العامة للعلاقات الإنسانية بوزارة الداخلية حتى قاموا بطعنه بسلاح أبيض لم يتبين نوعه وقاموا بسحله أرضًا إلى أعلى كوبري أكتوبر وقاموا بإلقائه من أعلى، كما أصيب بطلقتين بقدمه.

وبعرض المجني عليه على مصلحة الطب الشرعي ثبت من تقريرها أن إصابته بمقدم يمين الصدر كانت ذات طبيعة قطعية طعنية حدثت من المصادمة والإصابة بجسم صلب ذو حافة حادة وطرف مدبب أيًا كان نوعه من مثل مطواة أو سكين أو ما شابه.

أما الإصابة الموصوفة بالفخذ الأيمن كانت ذات طبيعة نارية حدثت من الإصابة بمقدمة عيار ناري يتعذر تحديده بدقة فنيًا لعدم استقرار مقذوفه، أطلق عليه من سلاح ناري معد لإطلاق الأعيرة النارية المفردة (رصاص) ومن مسافة جاوزت مدى الإطلاق القريب، علاوة على إصابات باقي المجني عليهم.

وأشارت الحيثيات إلى أن المتجمهرين من المتهمين وآخرين مجهولين قد جمعهم وحدة الغرض المعلوم لديهم جميعًا من خلال التعليمات والتكليفات التي صدرت إليهم سواء بمواقع التواصل، الإجتماعي أو التحريض من قبل بعض قيادتهم وكذالك عناصر التنظيم الإخواني وعناصر التنظيمات الإسلامية المتشددة الموالية لهم في القاهرة لميادين التحرير وعبد المنعم رياض ومبنى الإذاعة والتلفزيون أو المتواجدين باعتصام رابعة العدوية ومن خلال أحد خطباء منصة ميدان النهضة بالتوجه إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون واقتحامه والتعدي بالقوة على كل من يتصدى لهم أو يقف حائلاً بينهم وبين تنفيذ هذا الغرض.

وثبت للمحكمة توافر ركن العلم لدى المتهمين تجمعهم بميدان النهضة يوم الواقعة في"5/7/2013" ومن ميادين أخرى وتحركهم في مسيرات مختلفة وأوقات مختلفة ومتفاوتة وكان بعضهم يستقل سيارة، وتوجه بعضهم بمسيرات حاشدة صوب هدفهم وحمل بعضهم للأسلحة النارية والخرطوش والأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف والنبال والبلي الزجاجي والشوم وهو ما يقدح بعدم سلمية التجمهر وأنه في سبيله لإرتكاب جريمة التعدي على المنشآت العامة لو ما قدر لهم تحقيق هدفهم باقتحام مبنى الإذاعة والتليفزيون وأنهم لا محالة على أعتاب الإصطدام بجموع الشعب القابعة بمحيط ماسبيرو للإحتفال بثورتهم أو بالأقل مواجهة قوات حفظ الأمن المرابطة أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون لحمايته من رجال الشرطة أو القوات المسلحة أو غيرهم.

إلا أنهم قد عقدوا العزم على تنفيذ غرضهم المتفق عليه غير عابئين بما عسى أن يتحقق من جرائم محتملة من جراء فعلهم الذي استعدوا له بالسلاح والعتاد، وهو ما يكشف عن علمهم بالغرض وقبولهم لتبعاته.

ليس هذا فحسب بل إن ما يؤكد هذا العلم ويقطع به بما لا يدع مجالاً للشك هو استخدام المتجمهرين للأسلحة النارية والخرطوش والأسلحة البيضاء في الإعتداء على المجني عليهم وكذا رشقهم بالحجارة، كما أن بقائهم على مسرح الأحداث يكشف عن قبولهم وعزمهم إرتكاب هذه الجرائم في سبيل بلوغهم هدفهم المنشود وهو ما يرتب تضامنًا في المسئولية ويحقق مسئوليتهم الجنائية عن جميع الجرائم المرتكبة من قبل المتجمهرين.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل