عبد الحميد بكوش يكتب: الواقع الافتراضي: آفاق جديدة نحو المستقبل | ساسة بوست

منذ 22 دقيقة، 17 أبريل,2016

بالتعاون مع شركة Oculus أطلقت شركة فيسبوك جهازًا جديدًا بتقنية الواقع الافتراضي يشبه إلى حد كبير نظارات جوجل ثلاثية الأبعاد، لكن يختلف من حيث عدم حاجته لهاتف ذكي لاستخدامه, فالجهاز الجديد يأتي مزودًا بنظام تشغيل مدمج، وعصا تحكم، وسماعات مرتبطة بالجهاز، بالإضافة إلى إضافات خارجية أخرى.

قبل الحديث عن مميزات ومساوئ هذه التقنية, لنتعرف عليها أولًا

هي محكاه حاسوبية لبيئات مادية في الواقع المعزز؛ إذ تسمح لنا هذه التقنية بتجسيد البيئة المادية, فمثلًا بدلًا من زيارتك لبرج «إيفل» في فرنسا حمِّل محاكاة للبرج, ثم كل ما عليك فعله ببساطة هو توصيل الملف بجهاز Oculus والاستمتاع بجولة شبه واقعية.

جهاز إنشاء محاكاة للمستخدم العادي

في العادة يتطلب إنجاز محاكاة في جهاز الحاسوب إلى برامج باهظة الثمن، ودراسة أكاديمية للهندسة، ولكن مع التكنولوجيا الحديثة كل ما يتطلبه الأمر هو كاميرا رقمية يبلغ سعرها ستين ألف دولار أمريكي، ومن المتوقع انخفاض السعر مستقبلًا.

أصدرت هذه الكاميرا، والتي تحمل الاسم OZO من قبل شركة نوكيا, تأخذ شكل مستديرًا، ويحمل سطحها 16 حساسًا, 8 عدسات لتسجيل الصور و 8 ميكروفونات لتسجيل الصوت, وتقوم بتسجيل وبث الفيديوهات بمقياس 360 درجة لتستطيع توفير مشهد كامل للمشاهد يستطيع التجول بداخله كواقع افتراضي.

بقدر ما أنا متحمس لهذه التقنية، أنا أيضًا خائف مما قد تسببه من مشاكل في المستقبل؛ فكما لها جانب مشرق كاستعمالها في التعليم، ودراسة المعالم الأثرية، دون الحاجة لصرف تكاليف كبيرة في السفر، وخسارة الوقت والجهد والمال, كذلك لها جانب مظلم، فكما استطاع فريق التسويق في شركة فيسبوك جعلنا نقضى أكثر من 12 ساعة يوميًا أمام الموقع الأزرق, لا نفعل شيئًا غير الثرثرة ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو, سيستطيع أيضًا جعلنا نفقد لذة السفر وزيارة الأماكن والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، فبدلًا من السفر لزيارتها سنكتفي بتحميل محاكاة لها فقط.

قد يبدو الأمر للوهلة الأولى عاديًا, ولكن عند التمعن في التفكير نجد أنها ستسبب كوارث، إن صح التعبير، بعيدًا عن الأضرار الصحية, فهي قد تؤدي إلى انهيار اقتصادي، خاصة في البلدان التي تعتمد بشكل أساسي على السياحة في توفير العملة الصعبة.