المحتوى الرئيسى

«النطف المهربة».. حيلة فلسطينية للتفوق على الاحتلال و«الإنجاب عن بعد»

04/17 09:53

>> النطف يتم تهريبها في نوى البلح أو «الملبس»>> 49 سفيرًا للحرية من مركز «رزان» المتخصص الوحيد في عمليات «تهريب الأجنة»

>> مؤسس المركز لـ«الوطن»: تكلفة العملية 3.5 دولار ونجريها بدون مقابل لزوجات الأسرى بالتنسيق المسبق ونشبة نجاحها 55%

>> الدكتور سالم أبو خيزران درس في جامعة الإسكندرية وعاد إلى فلسطين لمساعدة شعبه فأسس مركز «رزان»

>>الفكرة جاءت من ترك أسير «نطف مجمدة» لإدراكه دخول المعتقل

>> المتحدث الإعلامي للمركز: وجدنا تحديات اجتماعية ودينية وسياسية.. ولكن في النهاية الشعب تقبل الفكرة

تطارد قوات الاحتلال الإسرائيلي أحد الفلسطينيين من المجاهدين والذي هرب إلى العديد من الأماكن بحثًا عن «مخبأ» له، ولكنه عندما أيقن أنه لا مفر من حصار الاحتلال ومطاردته، قرر أن «يعيش» بأمل يتركه خارج قضبان السجون المتمثل في «نطف مجمدة» يستطيع الإنجاب من خلالها أثناء وجوده في السجن متفوقًا على رغبة الاحتلال في «قطع دابره».. كانت تجربة الأسير الفلسطيني المهندس «عباس السيد» الذي فتح الباب أمام عائلات الأسرى للإنجاب رغم اعتقال رب الأسرة.جاءت فكرة «تهريب النطف من السجون» إلى مركز «رزان» الطبي لعلاج مشاكل العقم في فلسطين ومؤسسه الدكتور سالم أبو خيزران، من تجربة الأسير المحكوم عليه حاليًا بـ«18» مؤبدًا عباس السيد، لتُجرى بعدها أولى التجارب الناجحة لـ«تهريب النطف» على أول أسرة وهي أسرة الأسير عمار الزبن الذي أنجب الطفل «مهند» من وراء القطبان عام 2012.

«كان شعورًا رائعًا».. بهذه الجملة وصف محمد قبلان المتحدث الإعلامي لمركز «رزان» إحساسه وقت نجاح العملية ومجيء مهند إلى الحياة، مشيرًا إلى أن «عملية تهريب النطف وزرعها واجه العديد من التحديات، وتمثلت في 3 تحديات رئيسية، دينية واجتماعية، وسياسية، فالدين لم نجد فيه مشكلة إذا كانت العينة من الزوج ويوجد عقد زواج مستمر وكذلك وجود الزوج بالأسر، أما عن القرار السياسي فكان هناك تشجيع، خاصة أن الفكرة كانت في عام 2003 قبل استشهاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وما تبقى إلا المشكلة الاجتماعية فالمجتمع شرقي محافظ صغير وهم يعيشون في قرى صغيرة، فماذا يعتقدون بزوجة الأسير حين يرون حملها وزوجها داهل المعتقل منذ عشر سنوات، فكانت الإجابة صعبة إلى حد كبير، فعالجنا الأمر بالاشتراط على أول زوجة أسير طرح الفكرة على الأقارب بتهريب النطف لتتمكن من الإنجاب».يوضح المتحدث الإعلامي أن كل هذه المجهودات استغرقت وقتًا طويلًا ما يقرب من 5 سنوات حيث نشر الأمر بين نساء قرية «ميثلون» في جنين، وتابعوا معها تطورات العملية، كيف هربت وكيف زرعت، ومراحل الحمل، لافتًا إلى أن أول حمل لزوجة الأسير أُجهض في الشهر الثالث ولكنها أعادت التجربة مرة أخرى، مضيفًا: «فوجئنا أنها دعت كل وسائل الإعلام لحضور ولادتها لايف، ووقتها خشينا من إجراءات الاحتلال ورد فعل المجتمع، ولكن شعبنا شجع الأمر كثيرًا وغطتها كل وسائل الإعلام المحلية والإعلامية، وأصبح هناك مصطلح -تهريب الأجنة- صدرته فلسطين إلى العالم، فالعالم لم يكن يعرف سوى تهريب المخدرات والأموال، ولكن أن يتم تهريب الحياة.. هذا جديد وارتبط بالفلسطيني وحده ولذلك أُطلق على المواليد سفراء الحرية».

محمد قبلان المتحدث باسم مركز "رزان"

وقال قبلان إنه بعد نجاح التجربة وتدفقت عشرات العينات السرية، وبعد 5 شهور من ولادة مهند حمل 4 نساء من زوجات الأسرى، ومرة تلو الأخرى أصبح الأمر روتينيًا، مضيفًا أن آخر ولادة كانت لزوجة أسير من القدس لثلاث توائم. وتابع: «المعتاد أن الأهل يرتبوا مع الأسير ولحظة خروج العينة يتم الاتصال بالمركز ويتم الترتيب في استقبال العينة بحضور الشهود من أهل الزوجة وأهل الزوج وبعد فحصها والتأكد من سلامتها يقر الأطراف بأن هذه العينة تعني الأسير فلان الفلاني زوج فلانة ويوقع الجميع على الإقرار، وأحيانًا تصل العينة منتصف الليل، ولا يهم المركز بأي آلية تخرج به، لكن أحيانًا تصلنا في حبة تمر منزعة النوى، وأحيانًا في ملبس، أو شوكولاتة للتحايل على السجان».

نرشح لك

Comments

عاجل