المحتوى الرئيسى

نبيلة عبيد: كان نفسى «أمى» تموت راضية عنى

04/17 09:41

«العمر لحظة».. جملة تستوقفنى كثيراً، هل المقصود بها الوقوف أمام لحظة سعادة تترك فى النفس أثرا كبيرا، أم أنها تعنى الفاصل بين الحياة والموت، بحثت فى هذه الجملة كثيراً بعد حوارى مع الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد، فهى تقف مع نفسها وتحاول تقييم مشوارها الطويل، لا تفصل «نبيلة» بين مشوار الفنانة والإنسانة الكامنة تحت جلدها، عاشت للحب ورفضت تسلط الرجل، تعلقت بالأطفال ولم تفكر فى الإنجاب، تعيش بقلب مفتوح وحياتها لغز يصعب حله.

بدأت «نبيلة عبيد» العمل فى السينما من شرفة النجومية، وكانت إطلالتها الأولى من خلال فيلم «رابعة»، والذى حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه، وبحثاً عن الانتشار والظهور، شاركت فى أعمال فنية كثيرة فى سوريا ولبنان وعندما أدركت أنها تمشى فى الطريق الخطأ، قررت إعادة حساباتها وقدمت أعمالا تحمل اسمها ومنها «الراقصة والسياسى، اغتيال مدرسة، الشيطان يعظ، كشف المستور، التخشيبة»، وبعد تجارب فنية شديدة الثراء فى الأداء والمحتوى منحها الجمهور لقب نجمة مصر.

حول البدايات ولحظة الانتصار والانكسار فى حياة نجمة مصر.. وأصعب قراراتها واختياراتها دار معها هذا الحوار.

> عندما تجلس نبيلة عبيد بمفردها فى أى اتجاه يميل مؤشر الذاكرة؟

- تستوقفنى دائماً البدايات، فقد تزوجت المخرج الكبير عاطف سالم، وكان واحدا من أكبر خمسة مخرجين فى العالم العربى، وبعد ذلك اشتغلت مع الفنان العالمى عمر الشريف وكان وقتها بطل لورانس العرب، وبحثاً عن انتشار أكثر وظهور كبير شاركت فى بطولة أفلام كثيرة فى سوريا ولبنان ونيجيريا، ولأنى أحاسب نفسى باستمرار أدركت أننى أمشى فى الاتجاه الخاطئ، كيف أقدم رابعة العدوية وأعمل مع عاطف سالم وفطين عبدالوهاب، وأقدم أعمالا متواضعة فنياً، لذا قررت التوقف وندمت على أعمالى فى هذه المرحلة.

> عدم الرضا على أفلام لبنان وسوريا سببه الأساسى أنها كانت تعتمد على الإثارة أم شىء آخر؟

- يجب أن تعرف أن أغلب نجوم الفن هاجروا من مصر بعد نكسة 67 حيث توقفت صناعة السينما فى ذلك الوقت، وفى الخارج لم أجد وزملائى الراغبون فى تقديم فن جيد الفرصة الحقيقية، ولم تقدم ما يرضى طموحاتنا وقناعتنا.. لكنى لم أقدم عملا فنيا مثيرا أو يخدش الحياء وأرشيفى الفنى لا يحتوى على أعمال فنية أخجل أو أتبرأ منها.. باختصار شديد لست راضية عن الأفلام التى قدمتها فى مرحلة الانتشار لم تضف إلى رصيدى أى شىء وكنت زعلانة من نفسى بسببها، بالمناسبة فى هذه الرحلة قدمت أفلاما مع فريد شوقى ودريد لحام ونيللى وناهد شريف.

> كيف كان التحول فى اختيارات نبيلة عبيد؟

- عندما عدت للقاهرة بدأت قصتى مع الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس والمخرج أشرف فهمى، حيث بدأت ملامح طريقى تتشكل، وأصبحت فنانة واعية قدمت أفلام رائعة مثل «المرأة الأخرى» و«الشيطان يعظ» و«رحلة داخل امرأة» مع الفنانة الكبيرة نادية لطفى، ورغم ذلك كنت غير راضية، كنت أريد أن يحمل الفيلم اسمى فقط، وبذلت مجهودا كبيرا من أجل البحث عن موضوعات شيقة وابتسم لى الحظ عندما قدمت فيلم «وسقطت فى بحر العسل» و«لا يزال التحقيق مستمراً» و«أرجوك أعطنى هذا الدواء» للمخرج حسين كمال و«أيام فى الحلال» وتوالت أعمالى الجيدة والتى تحمل اسمى.. وقدمت أفلاما لها بعد ومغزى سياسى مثل «الراقصة والسياسى» للكاتب الكبير وحيد حامد والذى دائماً ما يتنبأ فى أفلامه بأحداث سياسية واشتغلت مع يوسف شاهين فى فيلم «الآخر»، ولكن كانت أمنية حياتى العمل مع بركات وبكل أسف لم تتحقق.

> من هم المبدعون الذين أثروا فى حياتك؟

- مشوارى تغير عندما التقيت بالأديب الكبير إحسان عبدالقدوس ومصطفى محرم ووحيد حامد ومحمود أبوزيد، والمخرجين الكبار حسين كمال وصلاح أبوسيف وعاطف الطيب وكل واحد من هؤلاء المبدعين ساعدنى فى تثبيت أقدامى، ودعمنى من أجل تقديم أعمال تعيش فى وجدان الناس حتى لو رحل أبطالها عن الحياة.

> من يتأمل أفلامك يجد فى أغلبها الطابع السياسى، هل كان ذلك مقصودا؟

- بداية أنا أكره السياسة، ولا أحب الحديث فيها ولم أتعمد تقديم أعمال تعالج وضعا معينا أو تناقش قضية سياسية.. أنا فنانة يعرض عليها موضوعات وعندما أقتنع أقوم ببطولة العمل، ولكن دائماً كنت أقول لوحيد حامد إنك تحمل رؤية مستقبلية ولديك قدرة كبيرة على توقع الأحداث، فقد تنبأت أفلامه بأحداث سياسية كثيرة.

> فى سبيل النجاح والانتشار، هل تأثرت حياتك الشخصية؟

- بدون شك تأثرت كثيراً حياتى، فقد ضحيت بأشياء كثيرة ولا أبالغ إذا قلت إن أمى تعبت معى كثيراً، كانت تتمنى أن ترى أطفالى وهى على قيد الحياة وكنت عنيدة جداً ولم أعط أذنى لأمى أو أى أحد، وقررت أن أعيش لفنى فقط ولم أفكر فى الإنجاب.

> وكيف تقبلت الأم هذا القرار؟

- تبكى نبيلة عبيد بحرقة قائلة: أنا حزينة لأن أمى ماتت وهى غير راضية عن قرارى، وكان نفسى أرضيها لكن الدنيا سرقتنى، وفى غمضة عين مرت السنوات ومرضت أمى ورحلت عن الحياة، كلما أتذكرها أشعر بألم شديد كانت صديقتى وحبيبتى وأشعر بالغربة والحزن لرحيلها، ربنا يرحمك يا أمى، كنت أتمنى أن أحقق لك أمنيتك.. الله يرحمك، حبى للتمثيل أفقدنى الاستقرار العائلى وجعلنى أقدم تضحيات كثيرة.

> بعد هذا المشوار الحافل بالعطاء، ما الشىء الذى يزعجك؟

- يزعجنى جداً أن يتوقف رنين التليفون، جرس التليفون يشعرنى بوجودى، ويشعرنى بأن الناس تتذكرنى والحمد لله لا يتوقف رنين التليفون، جمهورى يسأل عنى وأصدقائى من الصحفيين وهذا شىء طيب.

> فى رأيك كيف يضمن الفنان لنفسه البقاء فى وجدان الجمهور؟

- أتصور أن الفنان الذى يريد أن يعيش فى وجدان الناس يجب عليه أن يجتهد من أجل تقديم أعمال فنية هادفة وأن يحترم وعى الجمهور.. باختصار شديد الفنان الجيد يجتهد فى شغله ولا يلجأ إلى الاستسهال، وقد كان الاجتهاد منهجى فى الحياة لذا أصبحت نجمة الجماهير، وكنت رهان شباك التذاكر لسنوات طويلة.

> الرجل.. فى حياتك كان عبئا أم عاملا مساعدا؟

- تزوجت عاطف سالم وكان الفرق فى سنوات العمر كبيرا جدا، وبسبب صغر سنى كانت الغيرة أحد أسباب فشل الحب، وانفصلت عنه بعد خمس سنوات فقط، ودخلت قصة حب أكثر من مرة، ولكن كانت دائماً تنتهى بسبب غيرة الرجل ورغبته الملحة فى أن أترك عملى وأتفرغ لتدبير شئون المنزل، ولست نادمة على اختياراتى.

> زواجك المبكر من المخرج عاطف سالم كان يهدف المصلحة أم شىء آخر؟

- كنت مدركة أن كثيرا من الأصوات سوف تهاجمنى بسبب زواجى من عاطف سالم لكن لا أبالغ إذا قلت إن زواجى منه دعمنى جداً وكان بمثابة الحماية لى، لكن الزواج لم يستمر بسبب غيرته الشديدة.

> هل نبيلة عبيد راضية عن كل أعمالها؟

- الحمد لله لم أقدم تنازلات أخجل منها أمام الجمهور، واجتهدت من أجل تقديم شىء محترم ولذا منحنى الجمهور لقب نجمة مصر.

> تردد أنك ندمت على العمل مع فيفى عبده فى الجزء الثانى من «كيد النسا»؟.

- لم يحدث فقد اقتنعت بشخصية حلاوتهم فى المسلسل وقدمتها بشكل جيد وأتصور أن الجمهور استقبل العمل ورحب به.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل