المحتوى الرئيسى

أنجلينا جولى.. هل ترحل الملائكة وتبقى الشياطين؟!

04/16 22:19

العالم يصلى من أجل أنجلينا جولى التى تمر بأزمة صحية خطيرة أدت إلى انتشار شائعة وفاتها على «الفيس بوك» بعدما صار وزنها لا يتعدى الـ35 كيلو، القصة بدأت منذ أن اختارت أن تمنح أولادها الأمان والحنان بدلاً من أن ترحل عنهم سريعاً كما رحلت أمها ضحية للسرطان، بدأت القصة بإجراء أنجلينا جولى اختبار دم للجينات فاكتشفت أن لديها جين «BRCA1» الذى يرجح بنسبة 87% إصابتها بسرطان الثدى و50% بسرطان المبيض، وهى بالفعل لم تكن قد أصيبت بالسرطان، لكنها فقط تتوقع، فقررت أن تجرى جراحة استئصال ثديين تضحية من أجل أولادها الذين سألوها: هل سيصبح مصيرها مثل مصير جدتهم التى اختطفها الموت وهى فى منتصف الخمسينات؟!، فى منتصف الشهر المقبل سيكون قد مر ثلاث سنوات على إعلان أنجلينا جولى عن جراحة استئصال الثدى التى كانت قد أجرتها، فقد كتبت الفنانة الجميلة والملاك الطيب الرقيق فى منتصف مايو 2013 مقالاً مؤثراً بعنوان «اختيارى الطبى» فى صحيفة الـ«نيويورك تايمز» قالت فيه: «فى 27 أبريل كنت قد أنهيت كل الإجراءات الطبية، لكنى أكتب تجربتى الآن لكى تستفيد منها امرأة أخرى تعرف أن مجرد تحليل دم سيوضح لها إمكانية إصابتها بالسرطان لتتخذ قرارها، فى أوائل فبراير بدأت بالحفاظ على الحلمة بما يسمى (NIPPLE DELAY) لكى تمدها بتروية دموية أكثر أثناء وبعد الجراحة، بعدها بأسبوعين أجريت الجراحة الكبرى التى استغرقت 8 ساعات وتمت فيها إزالة أنسجة الثدى وتركيب وزرع الـIMPLANT المؤقت وبعدها بتسعة أسابيع أجريت الجراحة النهائية واستعدت شكل الثدى بجراحة تجميلية، الجراحة ليست سهلة، لكنى أستطيع الآن طمأنة أولادى من خوف فقدى بعد أن انخفض توقع إصابتى بالسرطان إلى 5% فقط، أنا أحبهم وعلى استعداد للتضحية من أجلهم بأى شىء، أنا لم أفقد أنوثتى، ومن حسن حظى أن معى رفيق حياتى، براد بيت، الذى دعمنى أثناء وجودى فى مركز بينك لوتس، وكان يتبادل معى الضحكات ويمنحنى حبه فى هذه الفترة العصيبة، سرطان الثدى يقتل كل عام 458000 سيدة حول العالم ومعظمهن فى الدول الفقيرة والمتوسطة وبتحليل بسيط من الممكن أن تتوقعى السرطان، لكنه ما زال تحليلاً مكلفاً، 3000 دولار، ليس فى طاقة معظم السيدات»، لم يكن قرار أنجلينا جولى باستئصال ثدييها قراراً شخصياً طبياً فقط، بل كان قراراً اجتماعياً فى المقام الأول يهم المجتمع كله، ليس لأن «أنجلينا» نجمة سينمائية، ولكن لأنها وضعت الوسط الطبى كله أمام سؤال فلسفى عويص وصعب ومعقد، وهو هل من حق وواجب الطبيب والأبحاث والمعامل أن تخبر المريض أنه سيصاب بالسرطان ويحدد له النسبة والتوقيت أيضاً؟!، رسم الخريطة الوراثية للإنسان أو مشروع الجينوم الذى بدأ 1990 وانتهى 2003 والذى شاركت فيه 18 دولة هو ثورة فى عالم الطب ستفتح آفاقاً لا نهائية أمام طرق العلاج، ربما تؤدى لنهاية الصيدليات التقليدية بكبسولاتها وحقنها وبرشامها ومراهمها، ويحل محلها قص ولصق ونسخ الجينات واستبدال التالف منها وإلقاؤه فى سلة المهملات ووضع الجين «الصح» المضمون المعروف، لكن بالرغم من كل هذا ظهرت عدة مشاكل تتعلق بخوف الإنسان من مواجهة الموت ومعرفة ميعاده وتفاصيل المرض بالدقيقة والثانية، وقد اتخذت «أنجلينا» قراراً آخر بعد استئصال الثدى وهو استئصال المبيض!!، وهو قرار ليس سهلاً فالمبيض يعنى الهرمونات، يعنى الأنوثة، يعنى كونها امرأة، يعنى كل حياتها كزوجة وأم وإنسانة ونجمة سينمائية هى الأشهر فى العالم! ماذا ستفعل؟ «أنجلينا» قررت الاستئصال فى خطوة أكثر جرأة وجسارة وربما جنوناً، ولكن ليست كل امرأة أنجلينا جولى بشخصيتها الساحرة وفكرها غير التقليدى، وليس كل زوج هو «براد بيت» بعاطفته الفياضة وفهمه المرن! شركات التأمين بدأت بعد الجينوم التفكير فى طلب الخريطة الجينية للمؤمن عليهم ورفض التأمين على من يثبت أنه سيصاب بالذبحة أو السرطان.. إلخ، بدأ بعض الأمريكيين والأوروبيين يفكرون فى أطفال على المقاس، أطفال تفصيل «هاند ميد» بعيون حسب الطلب وبذكاء حاد وبقامة أطول.. إلخ، ظهرت مشكلة المواجهة مع جسد واضح المعالم والتفاصيل، بدأ السؤال هل المعرفة الشديدة بهذا الجسد والاقتراب الحميم من أسراره وفك شفرتها كلها ستضع الإنسان فى مأزق ليسكنه الخوف والرعب، أم سيحدث العكس ويبدأ التعامل مع الجسد وكأنه سيارة نغير لها «رفرف وكاوتش وبوجيهات» ونضع بمنتهى السهولة بدلاً منها، وكذلك سيصبح الجسد غيّر وبدّل جينات ووضع جينات أخرى أكثر نفعاً؟، أسئلة سيواجهها العالم الحديث الذى يتقدم بطرح الأسئلة ولا يخاف منها بالرغم من صعوبتها، والسبب كان أنجلينا جولى أيقونة الجمال ورمز الخير ونبع الحب فى هذا الزمن البخيل الشرس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل