المحتوى الرئيسى

مفاوضات الست سنوات

04/15 22:42

غاضب بشدة وحزين جداً كملايين غيرى من فرط الإحساس بالألم والفقد والمهانة.

بعد يومين من تجاهل التكهنات القلقة بما يدور فى محادثات سلمان - السيسى، فاجأونا بنزع جزيرتين مصريتين استراتيجيتين تماماً من لحم مصر.

لم نكن سمعنا عن خلاف حولهما أو أن بشأنهما محادثات يدّعون الآن أنها تجرى منذ ست سنوات. مفاوضات مصر وإسرائيل لم تستمر ست سنوات. ست سنوات ولم يتسرب خبر يتيم من هنا أو هناك عن مفاوضات! من يثق أن ذلك كان حقيقياً وحادثاً؟

لماذا يثار ذلك الآن فقط؟ ما الضرورة الملحة والحتمية التى تلزمنا أن نسلم جزيرتين من وطننا بادعاء وعد شفهى وملكية بدأت فى الخمسينات؟ أو كانت جحافل المغول والتتار والصليبيين وتجار العملة والمستثمرين على أبواب البلاد؟

كشعب مصرى ولا أحد غيرى، بما فى ذلك وكلائى، صاحب السيادة والملكية والقول الفصل والرفض والقبول بما يتم على أرض فى حوزتى وملكيتى منذ آلاف السنين. الآن فوجئت بما يدبر لها ولى إذ ينزع علمى عنها وتؤخذ منى بليل دون أن أدرى بعد لذلك سبباً ولا سنداً مع من نقلت إليه الجزيرتان.. هل رأى أحدكم وثيقة ضدى؟! فعل ذلك ببساطة من يحكم أمر وطنى وهو بوكالته ليس إلا خادماً لهذا الشعب ولكنه تجاهله واحتقره ولم يشركه فى أمر التسليم والتنازل واعتبره ميتاً، أو كأن المصريين لا عقل لهم، أو كأنهم وقّعوا له شيكاً على بياض يبيع به ويشترى وهو ما لم يفعلوه وليس فى استطاعتهم أن يفعلوه فيما يتعلق بالأرض التى تؤويهم وتطعمهم من جوع لأنهم كأجيال حالية لا يملكون وحدهم هذه الأرض إذ يملكها معهم هؤلاء الآباء الماضون الذين دمهم ولحمهم ورفاتهم يُكوّن ترابها ويسيرون عليه ويأكلون منه. هل يبيعون أو يتنازلون عن أو يسلمون أجساد أسلافهم لأحد؟

بالأساس فإن مالك الأرض أبناؤهم وأحفادهم من الأجيال المقبلة وليس للحاليين من منطلق فلسفة وعلم البيئة والسياسة وقوانينهما الجديدة، أن يفرطوا فى أى مما هو حق الأجيال المقبلة فى مناسبة أو مقابل حفنة من الاتفاقيات والأموال، وعليه فليس للجيل الحالى التصرف فى الأرض لا بالبيع ولا بالتنازل ولا بالتسليم ولا بالبرلمان ولا بالاستفتاء.

عليهم حمايتها وصونها والذود عنها بحياتهم كما استلموها وعاشوا عليها. الدول العظيمة تُزيد مساحاتها ولكنهم يقولون إن الخبراء بذلوا جهداً خرافياً فى هذه المحادثات التى يقال إنها كانت فهل نفهم أنهم كانوا يريدون الهرم أيضاً؟!

ولكن من هؤلاء الخبراء لنقول مع القائلين: خبراء وما الجهد الذى رأيناه بعد الصاعقة إلا تفانى المسئولين الشديد بدءاً من الرئيس فى إثبات أننا لا نملك ما نملك، وما يدعو للأسى والرعب ما يكون عليه الحال عندما يثار الموضوع ولابد أن يثار بعد هذه الفعلة فى محاكم دولية فى مقتبل الزمان عندما يواجهوننا بتصريحات مسئولينا المدهشة والسابقة فى التاريخ. من ثمرة هؤلاء الخبراء نستطيع تبين حقيقتهم فهم لا أخلاقيون إذ أنكروا حق المالك الأصيل فى المعرفة والمتابعة بينما نسقوا مع إسرائيل وأمريكا، وهم يشبهون أولئك الخبراء الذين عملوا على سد النهضة ووقعوا اتفاق المبادئ بلا فائدة، وهم الاقتصاديون الذين ارتفع فى عهدهم الدولار والأسعار وانخفض الإنتاج، وهم الخبراء فى الأمن الذين تتكرر أخطاؤهم بذاتها مع المواطنين ولم يبلوا حسناً فى قضية «ريجينى» وأضروا البلاد.

إنّا لسنا قبيلة من القرون الوسطى لنعطى ثقة مطلقة لأشخاص ونسلمهم أمرنا وأمر بلادنا، فلا هم آلهة ولا هم أنبياء. هم بشر يسرى عليهم ما يسرى على الناس أجمعين بالضبط. الناس متغيرون ومتحولون بين يوم وليلة والناس يتبدلون قبل السلطة وبعدها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل