المحتوى الرئيسى

ديفيد هيرست: سمعة السيسي تتراجع محليًا وعالميًا

04/15 22:13

ذكر رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، ديفيد هيرست، في مقالٍ له نُشر اليوم الجمعة أن سمعة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتراجع محليًّا وعالميًّا بعد التنازل عن أراض لصالح السعودية، وحادثة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، والتدهوّر الأمني في البلاد.

ويعمل ديفيد هيرست خبيرًا بشئون الشرق الأوسط، وعمل في جريدة الجارديان ككاتب بارز في الشئون الخارجية، وفيما يلي نص المقال:

يعمل الرئيس عبد الفتاح السيسي بصورة متواصلة، حيث تخلّص سريعًا من أكبر حزب سياسي في مصر "الإخوان المسلمون"، واتجّه السيسي لمعاملة الليبراليين، نفس المعاملة من حيث السجن، والتعذيب والنفي، ويوجد جزء كبير من النخبة السياسية والفكرية المصرية الآن في المنفى، وتبقّى للسيسي الآن مصدرا واحدا للشرعية، وهو المجتمع الدولي، وفي هذا الأسبوع يتخلّص السيسي منه أيضًا.

بدأ السيسي أسبوعه على مستوى عالٍ، بزيارة ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بعد التوتر بين الدولتين، أثناء عهد الملك عبد الله أطلق الإعلام الخاضع للسيسي على الملك  سلمان، الذي كان أميرًا في هذا الوقت، أنّه غير مناسب للخلافة، وبعد كل التقارير التي تم تداولها عن وقف المساعدات المالية لمصر، لابد أنّ تلك الزيارة كانت مناسبة لإسكات كل المُشككين، حيث استثمر سلمان 22 مليار دولار في مصر، ووصفت الرئاسة المصرية الزيارة بأنها تتويج للعلاقات الأخوية بين الدولتين.

جزء من الصفقة كان يتضمن تسليم السعودية الجزيرتين الاستراتيجيتين غير المأهولتين بالسكان في خليج العقبة، واللتان كانتا تحت الحكم المصري في أغلب القرن الأخير، وسلمتهما إسرائيل إلى مصر في عام 1982، وأخبرت مصر إسرائيل بنيّتها المُسبقة بتسليم الجزيرتين إلى السعودية.

تسليم مصر الجزيرتين لم يمض بشكل جيد محليًّا بالنسبة إلى رئيس بنى صورته على أن يكون ناصر الجديد، فالإعلامي إبراهيم عيسى، أحد مؤيدي السيسي الشرسين، انقلب عليه، وقال: إن مصر السيسي تضع نفسها وراء السعودية وليس أمامها كما فعل عبد الناصر والسادات وليس بجانبها كما فعل مبارك، وقال أحمد شفيق بغض النظر عن تاريخ الجزيرتين فقد كانت تلك العملية كارثة لمصر، وتحولّت الزيارة التاريخية إلى كابوس للرئيس المصري.

تسليم الجزر في مقابل التمويل السعودي المهم خلّق انطباعًا بأن السيسي كان يبيع الأراضي المصرية مقابل الفائدة المالية، أيمن نور رئيس حزب غد الثورة سرّب ما ادّعى أنّه وثائق من السفارة السعودية توضّح أن السعوديين سلموا ساعات يد غالية من نوعية "روليكس" إلى الرئيس ورئيس مجلس النوّاب ورئيس الوزراء، وساعات أخرى لكل عضو من أعضاء البرلمان، ولكن السفير السعودي قال إن الوثائق كانت مُزوّرة.

الكارثة الثانية التي أصابت الرئيس المصري كانت سحب السفير الإيطالي، بعد تعذيب وقتل الطالب الإيطالي في القاهرة، ما حدث لطالب جامعة كامبريدج جوليو ريجيني لا يختلف كثيرًا عن المصير الذي يُصيب آلاف المصريين الذين يقعون ضحايا القوات الأمنية، والذي أعطاهم السيسي حصانة كاملة، وطبقًا لتقرير الطبيب الشرعي فتم انتزاع أظافر يديه وقدميه، وكانت هناك حروق سجائر حول عينيه وجروح في وجهه وتم كسر عموده الفقري، وصمد الطالب الإيطالي لمدة 10 أيام.

خالد شلبي، رئيس وحدة تحقيقات الجيزة، ادّعى فورًا أن ريجيني قُتل في حادثة تصادم ثم ادّعى أن مجرمين قتلوه، ولكن ما اختلف هذه المرة أن الإيطاليين هم من يُكذب عليهم، وكان هناك غضب في جميع أنحاء إيطاليا.

ماتيو رينزي رئيس الوزراء الإيطالي، وصف السيسي بأنه قائد عظيم وطموح، في مقابلةٍ له مع الجزيرة، ولكن رأي رينزي في السيسي فرصة للتعاون معًا من أجل حزم الأمن القومي لإيطاليا في المنطقة، والأعمال والسياسات الخارجية، شركة النفط الإيطالية "إيني" والتي تُعد أكبر شركة حقل غاز في البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية، أكبر بنوك إيطاليا "بانكا انتيسا" له مصالح كبيرة في مصر، إيطاليا كانت مؤيد متحمس للسيسي في محاربة الإرهاب وليس فقط في مصر ولكن في ليبيا أيضًا.

وأصبحت أول دولة أوروبية يزورها السيسي هي أول دولة تسحب سفيرها من مصر، واكتشفت إيطاليا فجأة ماذا تعني أن تكون هي من تستقبل انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وتطالب بتضامن الاتحاد الأوروبي في مطلبها للحقيقة عن ريجيني.

هاجم السيسي منتقديه يوم الأربعاء الماضي، للمرة الثانية خلال شهر، ولام الجميع إلا نفسه، وذكر أن إنجازات مصر غير مسبوقة في 20 سنة، ودافع عن البرلمان ومخابراته العامة، وأشاد بترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وقال إن المصريين يسيئون لأنفسهم بتحدثّهم عن اتفاقية الحدود.

وألقى السيسي باللوم على الإعلام في الغضب الدولي على حادثة مقتل ريجيني قائلًا: "نحن رجال الإعلام من نصنع ذلك لأنفسنا، نحن من صنعنا المشكلة، فقط أحضر كل ما نشر، هناك أناسٍ أشرار بيننا وداخلنا الذين يجلسون فقط ويعملون مثل هذا العمل، فعندما نعلن عن مشروع أو قرار فهم يلقون ظلالًا من الشك على هذا الموضوع، ويتهمون الدولة".

وناقش السيسي المشكلة العائقة التي لا يريد أحد أن يتحدث عنها، الرجل الذي عيّنه وزيرًا للدفاع، والذي وضعه السيسي في السجن محمد مرسي، وقال عن مرسي: "أنا قلتله الشعب اختارك وإحنا هنساعدك لأجل خاطر الناس والبلد، مش زي ما هما بيعملوا بيأذوا البلد ويكسروها".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل