المحتوى الرئيسى

بروفايل| ابن رشد.. عالم "الأفكار المنفية"

04/14 14:10

أحد من أهم وأشهر فلاسفة الإسلام، ظهر بمنتصف القرن السادس الهجري في الأندلس، وتمتع بشهرة واسعة بين فلاسفة وعلماء عصره في العالم العربي، والغربي أيضًا، ودافع كثيرًا عن الفلسفة، وخاصة في كتابه "تهافت التهافت"، الذي ألفه ردًّا على الهجوم الشديد الذي وجَّهه الإمام "الغزالي" لأفكار وآراء بعض الفلاسفة في كتابه "تهافت الفلاسفة"، كان مصححًا لأفكار بعض الفلاسفة السابقين، أمثال: "ابن سينا"، و"الفارابي" في فهم بعض نظريات "أفلاطون" و"أرسطو"، ورغم ذلك نُفي "ابن رشد" بسبب أفكاره.

أسرة ابن رشد من أكبر الأسر الأندلسية وتعتبر بوجه خاص من مفاخر قرطبة، والتي شغلت زمنًا طويلًا مركزًا ممتازًا في الفقه والقضاء والسياسة، وكانت موضع إجلال دولة المرابطين، ثم دولة الموحدين، على اختلاف هاتين الدولتين في النزاعات والميول من ناحية العلم والعلماء وحرية التفكير، حسب ما ذكر الكاتب محمد يوسف موسى في كتابه "ابن رشد الفيلسوف".

ولم تخل حياة ابن رشد، المولود في 14 أبريل 1126 ميلاديا، من متاعب وآلام كالتي حّت بمجددين غيره، بعد أن توفي الخليفة يوسف ابن يعقوب، تولي ابنه يعقوب المُقب بالمنصور، وكان يحمل لابن رشد مكانة خاصة كالتي كان يكنها له أبوه وقرّبه من مجلسة على كل أصحابه، وجاءته أيام الآلام تسعى كما ذُكر بالكتاب عن قول المراكشي، أن المنصور أخذ عليه أنه في شرحه لكتاب "الحيوام" لأرسطوطاليس قال عند ذكره للزرافة: "وقد رأيتها عند ملك البربر ـ يريد المنصور"، فرأى ذلك إهانة له ولأسرته المالكة، إلا أنه أسرّها في نفسه ولم يُبدها له، ولم يشفع له عنده، كما يذكر ابن أبي أصيبعة، ما اعتذر به من أنه كتب "ملك البرَّين" أي إفريقيا والأندلس، فغلط الكاتب لتقارب الحرفين.

والعثرة الثانية واجهها ابن رشد، بإيصال مَن ينازعونه الشرف والمجد إلى المنصور، عبارة كتبها الفيلسوف بخط يده في بعض تلاخيصه حاكيًا عن بعض قدماء الفلاسفة: "فقد ظهر أن الزُّهرة إحدى الألهة"، وطاروا بتلك الكلمات فرحًا إلى المنصور، الذي نصي إلى القاضي محاكمة في حفل ضم رجال الدين والرؤساء والأعياب بالمسجد الجامع الأعظم بقرطبة، وخيّل منازعيه للناس بأن الأمر ليس إلا الاختيار بين الدين والفلسفة وانقلبت الجلسة إلى دفاع عن الشريعة الإسلامية.

"لعنه وطرده ونفيه".. القرار الذي اتخذه المنصور ضد ابن رشد، ونفي مَن كان معروفًا على مذهبه، وبإحراق كتب الفلسفة كلها، اللهم إلا الطب والحساب وما يكون وسيلة من علم النجوم إلى معرفة أوقات الصلاة واتجاه القبلة، وأمر بكتابة منشور عام للبلاد كلها بفضيحة هؤلاء ومروقهم من الدين ووجوب الاعتبار بهم.

قاسى ابن رشد في محنته كثيرًأ، كما أشار "محمد يوسف"، وكان أكثر ما آلمه طرده وابنه من المسجد يومًا في قرطبة، حينما همّا بدخوله لأداء صلاة العصر وتم طردهما.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل