المحتوى الرئيسى

محلل إسرائيلي: السيسي "أد كلمته"

04/13 16:03

"منذ عملية "الجرف الصامد" تزايد الحوار بين مصر وإسرائيل وبات أكثر عمقا. أثبتت إسرائيل أنها ترى في مصر حليفا قويا. وفي منظومة الأمن كثيرا ما أطروا على الرئيس السيسي لأنه ينفذ وعوده، ولا يطلق كلاما في الهواء ، بل أفعال في الأساس".

جاء هذا في مقال لـ"أمير بوحبوت" محلل الشئون العسكرية بموقع "walla” الإسرائيلي بعنوان" ردا على محور الشر: مكسب إسرائيل من نقل الجزر بالبحر الأحمر".

واعتبر أن أبرز ما في موافقة إسرائيل على الاتفاق بين مصر والسعودية بنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير هو التقارب بين تل أبيب والرياض، مشيرا إلى أنه وحتى إن كان الحديث لا يدور عن افتتاح سفارات بين الدولتين، فليس هناك شك في أنه سيكون لتلك الخطوة الكثير من الانعكاسات الإيجابية بالنسبة لإسرائيل.

أصر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون خلال عملية "الجرف الصامد" على رفض مقترحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بالموافقة على وساطة قطر وتركيا لوقف إطلاق النار مع حماس.

رغم استمرار المعركة 52 يوما من القتال، فضل الاثنان الحفاظ على منظومة علاقات وطيدة مع مصر وإعطاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وزنا كبيرا في الوساطة وعملية اتخاذ القرار. بذلك قلصوا في القدس النفوذ التركي والقطري، رغم احتجاج البيت الأبيض. فلم يحب كيري التعنت الإسرائيلي على أقل تقدير.

بعد المعركة العسكرية تحدث رئيس الحكومة ووزير الدفاع عن فرص غير مسبوقة تفتحت أمام إسرائيل على الساحة السياسية بالشرق الأوسط، لكنهما رفضا التصريح بأسماء الدول التي تطورت معها علاقات. لم يذكر أحد اسم السعودية.

بدأت الصورة في الاتضاح. هناك نقطتان محوريتان شكلتا التغير الدراماتيكي في مزاج المحور السني المعتدل وفي مقدمته السعودية.

الأولى، بحثوا في القدس عن شريك، لتحقيق التوازن في الفوضى الإقليمية، المتمثلة بوجه عام في الحرب بسوريا وتأييد إيران وحزب الله للرئيس بشار الأسد.

الثانية، نشاط الإخوان المسلمين بالشرق الأوسط، وتأييد تركيا وقطر لحماس.

منذ "الجرف الصامد" تزايد الحوار بين مصر وإسرائيل وبات أكثر عمقا. أثبتت إسرائيل أنها ترى في مصر حليفا قويا. وفي منظومة الأمن كثيرا ما أطروا على الرئيس السيسي لأنه ينفذ وعوده، ولا يطلق كلاما في الهواء ، بل أفعال في الأساس.

فعلى سبيل المثال، تعهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك مرات لا حصر لها بتدمير أنفاق التهريب، على محور فيلادلفي، ومنع تهريب السلاح لحماس في غزة، ومواجهة الإرهاب الذي ينمو بشبه جزيرة سيناء- لكنه لم ينفذ شيئا البتة. السيسي وعد ويوفي.

خسرت حماس جزءا كبيرا من أنفاق التهريب بين رفح الفلسطينية ومصر، التي كانت بحوزتها قبل المعركة العسكرية بصيف 2014.

أعلنت القاهرة التنظيم الذي يحكم في غزة عدوا وشددت الرقابة على مرور القطع البحرية الفلسطينية التي تحاول على مدار الساعة تهريب وسائل قتالية للقطاع.

علاوة على ذلك، يشن السيسي حربا شاملة على عناصر حماس المتواجدين بسيناء، ويوقف تهريب السلاح من الجارة ليبيا لشبه جزيرة سيناء ومن هناك إلى غزة.

رغم أن تطبيع العلاقات بين الدولتين لم يعبر عن نفسه في صورة علاقات اقتصادية وثقافية، فإن التعاون بين المستويات الميدانية للجيش الإسرائيلي المصري توطد.

تأتي الموافقة الإسرائيلية على الاتفاق بين السعودية ومصر فيما يتعلق بتسليم جزر صنافير وتيران للرياض ، وكذلك بناء الجسر بين السعودية وسيناء، على خلفية سخونة منظومة العلاقات بين القدس والقاهرة والرغبة في تعزيز الأخيرة كعنصر إقليمي يحقق التوازن.

وبشكل لا يقل عن ذلك، لاحت أيضا إمكانية التقارب مع السعودية، التي لا تربطها بإسرائيل منظومة علاقات دبلوماسية رسمية.

طلبت إسرائيل، وحصلت على ضمانات مصرية وأمريكية تضمن حرية ملاحة سفنها بالبحر الأحمر، وكذلك حضور للقوات الدولية متعددة الجنسيات في المنطقة. مثلما ينص الملحق العسكري لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.

في المقابل، تحصل مصر على مساعدات سخية من السعودية بقيمة 16 مليار دولار، لاستخدامها بما ذلك في زيادة قوتها العسكرية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل