المحتوى الرئيسى

صور| "جراح".. قلعة صناعية صغيرة قهرت البطالة بالزجاج في الدقهلية

04/13 11:50

"القرية الزجاجية".. هكذا لقب أهالي المنصورة إحدى القرى الريفية الصغيرة التي تبعد عن مدينة المنصورة بما يقرب من 20 كيلو متر، إلا أنها تميزت بصناعة الكؤوس الزجاجية وزخرفة النقوش، حتى أصبحت القرية لاتعرف معنى البطالة المنتشرة بباقي المدن والمراكز لاشتغال أبنائها بتلك المهنة أبا عن جد.

قرية "جراح" التي تتبع مدينة أجا بمحافظة الدقهلية صاحبة اللقب والتي استطاعت أن تهزم البطالة، وتحوي العشرات من المصانع وورش زخرفة الكؤوس بعد صناعتها وأفران صهر الزجاج، حتى أصبحت بمثابة قلعة صناعية صغيرة داخل المحافظة.

صناعة الكؤوس الزجاجية وزخرفتها بالقرية بدأ مع أوال الثمانينات، حينما تعلم أحد أبناء القرية تلك المهنة بأحد المصانع المتخصصة ثم انتشرت بالقرية. 

وتتميز القرية بصناعة الكؤوس البلدية والشعبية أو مايطلق عليه "الشفشق"، بالإضافة إلى أطقم الشربات والكؤوس الزجاجية والتي تصنع جميعها من الزجاج الكسر بعد سحقه وخلطه بالرمل الجبلي ذي اللون الأبيض، ثم يوضع هذا الخليط في فرن من الطوب الحراري يعمل بالغاز والكهرباء مزود بماسورة هواء ويعمل في درجة حرارة عالية جداً قد تصل إلى 1000 درجة، حتى يتحول إلى عجينة سهلة لينة صالحة للتشكيل.

وتبدأ عملية تصنيع الكؤوس بأخذ قطعة صغيرة من العجينة بواسطة سيخ من الحديد مفرغ من الداخل لنفخ الهواء به مع كل مرة ووضع العجينة على قالب حديدي لعمل قاعدة الكأس، ثم قطعة أخرى لاستكمال جسم الكأس ثم قص الجزء الزائد لتبدأ عقب ذلك مرحلة التحميص بوضع الكاسات داخل الفرن وتحريكها بواسطة سير يعمل بماتور كهربائي، إلى أن يخرج حتى النهاية مكتملاً بعدها يصل مرحلة الزخرفة وهي المرحلة النهائية.

وقال أحمد معوض أحد العاملين في الزجاج، إن القرية استطاعت بالفعل قهر مفهوم البطالة، خاصة وأن معظم أبنائها يعملون بتلك المهنة، كما أن للسيدات دورا أيضا في مرحلة الزخرفة وهناك العديد من أبناء القرى الأخرى يلجأون للقرية للعمل بها.

وأضاف السيد حمادة، أنه في ظل ارتفاع أسعار المواد الخام خلال الفترة الأخيرة، يقوم أصحاب المصانع والورش بشراء أغلب المواد الخام بالقسط وبيع البضاعة بالقسط للتجار أيضا.

وبعد صناعة الكؤوس الزجاجية تبدأ مرحلة الزخرفة والرسم على الزجاج بأشكال مختلفة من الرسومات تتماشى مع السوق المحلية، وهنا تظهر النساء اللاتي يتميزن بهذا العمل، فقالت سحر محمد إحدى العاملات بهذا المجال إنها تعمل به منذ مايقرب من عشرات السنوات، موضحة أن الزخرفة تختلف بحسب حجم ونوع الكأس أو الكوب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل