المحتوى الرئيسى

هايدي وهبة تكتب: «مالديف».. الرحلة والصدفة

04/12 23:04

قررت السفر فجأة كنوع من التغيير ولم أقرر وجهتى بعد. كنت أريد الاستجمام وتغيير الأجواء كما يقال. المهم بعد بحث طويل على الإنترنت ومواقع التواصل واستشارة الأصدقاء وكذلك مكاتب السياحة المختلفة التى أتعامل معها اتخذت قرارى بالسفر، ووقع الاختيار على جزر المالديف، ربما لأن درجة الحرارة هناك فى هذه الفترة من السنة تعد الأنسب. طبعًا إن صدقت توقعات الأرصاد الجوية، وليس هناك أمطار، وبالتالى يمكن الاستمتاع بالشواطئ والبحر والهدوء والطبيعة، وهى أجواء كل فرد يحتاجها من وقت إلى آخر كوقت لصفاء الأذهان.

وحينما أخبرت صديقاتى سمعت منهن العجب زى: «إيه ده يا بنتى دى أماكن لشهر العسل بس؟»، وفوجئت بردود أفعال غريبة، ولم أقتنع بفكرة مالديف متنفعش إلا لشهر العسل بس؟ لذا قررت الذهاب والتجربة، وأن أحاول أن أسجل وأكتب من أول لحظة فى رحلتى كل المشاهد لعلى أعرض كل ما رأيته وجربته وتعلمته من مالديف الرحلة والصدفة.. 

بداية ليس هناك طيران مباشر إلى جزر مالديف، نظرًا لبعد هذه الجزر الصغيرة التى تقع فى قارة آسيا، لذا اضطررت أن يكون طيرانى عبر الترانزيت، وهو ما أطال من عمر الرحلة، التى استغرقت حوالى عشر ساعات، لكن الإحساس بمغامرة اكتشاف مكان جديد جعل الرحلة الطويلة أكثر تشويقًا. 

رحلتى بدأت ليلًا من مطار القاهرة لأصل ظهر اليوم التالى، وبعد الإرهاق وصلت أخيرًا إلى وجهتى مطار مالى. وعند الوصول أخبر كابتن الطائرة الركاب بالمحظورات فى الجزر كالخمر والمخدرات، وأغرب ما حذّر منه أنه ممنوع دخول الكلاب للجزر.

ثم اتجهت إلى مكتب المسؤول عن التنقلات للفندق ووجدت طريقتين فقط للوصول للفندق، إما عبر الطيران بطائرات صغيرة، وهى الأعلى تكلفة، أو عبر المركب السريع وهى الأقل سعرًا، وحسب بعد مسافة كل جزيرة يتم تحديد نوع المواصلة. فأدركت منذ اللحظة الأولى أن الحياة بسيطة وطبيعية، فليس هناك داعٍ لأى نوع من التكلف خاصة فى الملبس. كما أن المالديف دولة مسلمة تمنع الخمور إلا فى الفنادق.

المهم توجهت للمركب بعد حوالى ٢٠ دقيقة من الوصول، وبدأت المتعة الأولى فى القارب السريع مع مياه المحيط الهندى على الرغم من الإرهاق والجو الحار جدًا. وصلت الفندق بعد ١٥ دقيقة، وبدأت عمل التشيك إن كى أحصل على غرفة الحجز. والفندق كان عبارة عن منتجع سياحى مكون من البامبو والخوص، وبه عدة أكواخ مطلة على البحر مباشرة، إضافة إلى خمسة مطاعم. ولاحظت أن الفنادق ذات الخمس نجوم أغلب نزلائها من كبار السن، أما الفنادق الأقل فى عدد النجوم أغلب نزلائها شباب وصغار فى السن. عمومًا دخلت الغرفة وطبعًا لم أستطع النهوض إلا بعد أن أيقظتنى خدمة الغرف فى الثامنة مساءً.

ذهبت للمطعم وجلست على طاولة قريبة من البحر كى أستمتع بالمشهد فى وقت العشاء مع مزيج من صوت الموج والموسيقى الخفيفة. بالطبع كان هناك عدد من الناس من حولى من جنسيات مختلفة ما بين عائلات صغيرة وكبيرة، وأيضًا كابلز أزواج ربما فى شهر العسل.

الجو كان مريحًا جدا للأعصاب، هدوء مع هواء نقى وخضرة وبحر مما جعلها اُمسية رائعة ومختلفة عن صخب وضجيج المدينة، الذى جئت منه، بعد انتهاء العشاء ذهبت لغرفة النوم، وأنا أحلم بالسباحة بالبحر فى اليوم التالى.

وفعلا استيقظت مبكرًا، وذهبت للفطور، وبعدها توجهت مباشرة للبحر إلا أن الحظ لم يكن فى صالحى، وعاندنى هذه المرة، فقد انهمرت الأمطار، وكانت الغيوم تكسو السماء ودرجة الحرارة مرتفعة والجو حار جدا. لكنى استمتعت على الأقل بالنظر إلى البحر والأمطار تنهمر عليه. بعدها ذهبت للغرفة، وحاولت كتابة ما شاهدت فى هذا اليوم من اختلافات فى نفس الوقت من أجواء خاصة هذا الفصل السنوى الحار والممطر معًا. 

فى اليوم التالى ابتسم الحظ لى أخيرًا، وسطعت الشمس الذهبية، ورأيت انعكاساتها الجميلة داخل البحر الفيروزى، الذى يخلو من أمواج، نظرًا لأن الجزيرة بها حواجز من الأمواج من جميع الجهات.

ملخص الجو إذن شمس قوية حارقة وماء بحره دافىء. ولم يكن حولى الكثير من الناس على الشاطئ الكبير، وهذه خاصية واضحة، وربما كان هذا السبب فى القول إنه مناسب لشهر العسل. خاصة مع مشهد الأسماك الملونة من حولى والشاليهات الخشبية على جانبى الشاطئ. وبالطبع هناك بعض الرياضات المائية لمن تستهواه المغامرة واللعب. وهى نشاطات بحرية تشبه مثيلاتها فى شواطئ العالم.

وحينما يأتى المساء والليل ليس هناك شىء سوى الجلوس فى الكوفى شوب على البحر. وهذا هو العنصر الترفيهى الوحيد المتواجد على هذه الجزر. ومع اختلاف الجنسيات من حولى تشعر بالمكان، وكأنه خليط من اللغات والعادات التى يندر تواجدها فى آن واحد.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل