المحتوى الرئيسى

مجدي منصور يكتب: مصر بين تحديات الواقع وأسئلة المستقبل؟ | ساسة بوست

04/12 20:27

منذ 1 دقيقة، 12 أبريل,2016

التساؤل هو بداية الوصول للمعرفة. أرسطو

في مصر مجلدات من الأسئلة تنتظر الإجابة عليها. أسئلة كثيرة وكبيرة وعويصة عن الماضي والحاضر والمستقبل. أسئلة تنطلق في كل الاتجاهات سياسية واقتصادية واجتماعية.

إما أن يستطيع الرئيس «عبد الفتاح السيسي» أن يحافظ على مدى (التماسك) الذي حققه في الفترة الماضية في (بنية) المجتمع المصري وأن (يزيد عليه) مستخدمًا في ذلك كل الوسائل بدءًا من القبضة الحريرية المخملية (الإعلام)، يحاول به (تغييب العقول) و(ترقيق القلوب) على الرجل الذي تحمل مسئولية البلاد في فترة عصيبة ومهما كان من أخطاء يقع فيها الرئيس فيكفيه أنه أبعد الشيطان المرتدي لعباءة الإسلام!

وانتهاءً بـ(القبضة الحديدية) استخدام وسائل (القمع والقسر) إلى آخر المدى في (تركيع) كل من الإسلاميين التكفيريين وقطاع من الشباب الذي يرى أن الثورة لم تحقق أهدافها التي قامت من أجلها.

تجاوزات الأجهزة الأمنية أمر يقلق النظام ولا يستطيع أن يجد له حلًّا

ولكن المشكلة أن هذا الخيار مثلما له إيجابياته له أيضًا سلبياته؛ لأن ذلك الخيار مع التوسع فيه كما نرى اليوم (يمكن أن يُعجل بانفجار الجماهير وخاصة الشباب منهم وإظهار (غضبهم) الذي يتراكم بداخلهم منذ أن اعتلى المجلس العسكري بقيادة المشير (طنطاوي) الحكم وحتى اليوم).

فهناك قطاع كبير من الشباب يشعر بأنه قد (خُدع) و(ظُلم) في الوقت ذاته. وهذا القطاع من الشباب يرى أنه قد تم تشويه دوره وشيطنة صورته عن عمد مع سبق الإصرار والترصد من قبل النظام الحاكم اليوم بواسطة أدواته الإعلامية.

ناهيك عن أزمة اجتماعية واقتصادية تأخذ بخناق الجميع وذلك كله يتفاعل مع مشكلة فساد لم يعد له حل فيما يبدو في الأفق، مما نتج عنه حالة إحباط لقطاع عريض من الشعب رغم كل (المسكنات) الإعلامية من قبل النظام المصري.

يُضاف إلى كل ما سبق ويزيد عليه صراعات بين أجهزة الحكم أصبحت مرئية للجميع، ويقف الرجل وسط ذلك الصراع حائرًا في كيفية التصرف معه دون إغضاب أحد ولكن دون فائدة. والواضح أن الرجل تنقصه خبرة الإدارة وهذا أمر غريب لأنه قادم من إحدى مؤسسات الإدارة الكبرى (الجيش).

ويزيد على كل ذلك قصور في كفاءة الإدارة من جانب أجهزة الدولة المختلفة يُضطر الرجل من أجل تجنبه إلى إسناد العديد من الأمور إلى المؤسسة العسكرية، وذلك يستتبع المزيد من السخط من قبل الطبقة الرأسمالية التي تطمع في جني الأرباح مضاعفة، وذلك يسهل اتهامه من قبل معارضيه بأنه ما زال يتصرف بعقلية الجنرال العسكري وليس بمنطق الرئيس المدني!

الرئيس (السيسي) هل ينجح في الحفاظ على تماسك المجتمع المصري؟

أو أن (يعود المجتمع المصري إلى حالة السيولة التي كان عليها بعد ثورة يناير) وحينها تتبقى خطوة تتخذها الجماهير وهي (الخروج للمطالبة بالتغيير من جديد) لكن (المشكلة) أن تلك الخطوة ليس عليها (إجماع أو حتى شبه إجماع) وطني.

مشهد من ثورة 25 يناير

ففريق يراها (وصفة مؤكدة للوصول لكارثة محققة) أو في أفضل الأحوال (قفزة إلى المجهول أكثر مما هي إصلاح من أجل العبور)!

وفريق آخر يراها الإصلاح الذي تأخر كثيرًا عن موعده (واستردادًا للثورة المخطوفة من الإخوان تارة والعسكر تارة أخرى) من جديد بمنطق أنه (الآن، الآن وليس غدًا، أجراس الثورة فلتقرع)!

وبعد كل هذا العرض في الحالة المصرية يجب أن يثار سؤال ما الذي فعلناه بأنفسنا وما الذي فعلته (النخب المُزيفة) بنا حتى نجد أنفسنا واقعين بين اختيارين أحلاهما مُر. وهو أن نجد أنفسنا محاصرين بين المطرقة والسندان؟ فإما:

(الرضوخ للأمر الواقع تحت مبرر الحفاظ على الاستقرار). وإما

(الذهاب إلى الفوضى التي ستقضي على الأخضر واليابس تحت يافطة استعادة الثورة من جديد).

ولقد كان شاعر العرب الأكبر (أبو الطيب المتنبي) هو الذي أبدع في وصف ما نعيشه اليوم حين قال

نزلنا بنجد وسألنا ونحن أدرى        أطويل طريقنا أم يطول

وكثير من السؤال جواب               وكثير من رده تعليل

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل