المحتوى الرئيسى

جابر طاحون يكتب: أنقذونا من هذا الشعر

04/12 19:59

هل بقى ما قاله شيللير مرة :”الشعراء يحطمون إضراب التاريخ”؟ أو ما قاله هولدرلين في مرة أخرى: “ما تبقى يؤسسه الشعراء”؟ 

يحاولون إضفاء بعد جمالي على المأساة. هم متخمون بالتشخوفية، حتى أن شاعر كتب لامرأته : " أغرقُ فيكِ كما يغرقُ السوريونَ في البحار" . أي فظاعة!

أكره الشعر، ذلك الشيء المزهو بنفسه. الشعراء يقولون لتبرير انحساره : " الشعر بحاجة إلى قارئ نوعي متذوق للجمال". 

إذا كان الواحد قارئًا نوعيًا، فما حاجته للشعر؟

شاعرة كندية ملامحها تشبه ملامح محاربة نجت من حرب طويلة اسمها غوندلين ماك إيون ، ذهبت إلى بنك حاملةً كتبها المنشورة للحصول على قرض بضمانتها ، فأخبروها أن كتبها لا تساوي شيئًا. 

الشعراء ، اليوم، مرغمون، على التخلي عن زهوهم و الاعتراف بعجزهم فعلًا. دعوتهم أكثر الدعوات عقمًا، إن كانوا أنبياء فهم أنبياء الهزيمة، إن كانوا رسلًا فهم رسل السواد. بحسن نية و سذاجة نصدقهم حين يصفون الكتب بأنها مقابر القصائد، بينما هم أنفسهم قتلة محترفون و حفارو قبور الجمال. 

الشعراء يرفضون الاعتراف بعدم جدوى الشعر، خشية أن يكون ذلك اعتراًفا بهزيمتهم. 

كيف سيحارب أصلًا شاعر العالم بالجمال و الجمال قد انتهى مع كل أول قطرة دم أراقها الإنسان. 

ماذا تفعل قصيدة لطفل جائع؟ و ما الحب الذي سينقذ العالم؟ هل شوق امرأة لحبيبها يقدر أن يجذبه بعيدًا عن الرصاص؟ هل عرق أم تطهو لأبنائها يقدر أن يُنبت شيء من البارود؟ 

الخيال نفسه أصبح خطرًا و الشعر نفسه ليس ضروريًا للعالم.

جمهور الشعر؟ هم بالأصح مريديه أو للدقة مجاذيبه. كتابه أيضًا مجاذيب . 

يحكي أرثر رامبو ، الوحش النقي ، أنه في احدي مرات هروبه ، راقب جندي بروسي لوقت طويل ليدرك أنه كان ميتًا لا نائمًا . يقول أن هذا ما وضّح له الأشياء ، لكي يصبح شاعر القرن ، الأول ، لن يكفيه أن يكون شخصًا واحدًا ، بل أن يكون الكل ، كل واحد . قرر ، أن يكون عبقريًا ، أن ينظم المستقبل. 

عرّف الحب أنه غباء أو أنانية أو خوف . الحب غير موجود . الحب بحاجة لأن يُخترع . 

" ماذا يفعل شاعر جاء بعد رامبو " هو مزق الشعر تمامًا ، قبل أن يعتزله نهائيًا و يتجه للتجارة و كان " بول فيرلين " قد أصابه برصاصتين في معصمه .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل