المحتوى الرئيسى

بالصور| جاليري «مسار» يعيد لوحات «رائد الكاريكاتير» للحياة

04/12 19:52

رائد فن الكاركاتير يصور مصطفى النحاس ضد فؤاد سراج الدين في «ماتش كرة»

كانت ليلة دافئة يملؤها الحب والعرفان، وتغطى فيها الضحكات والمداعبات على ما عاداها من أحداث، حلقت فيها أسرة الفنان الراحل صاروخان، فازدانت قاعة جاليرى "المسار" بالحضور المتميز، بعد أن تم تزيينها بلوحات الفن الرفيع، لرائد فن الكاريكاتير في مصر.

عشرات اللوحات السياسية، اختارتها "سيتا"، ابنة الفنان الراحل وزوجها جاريا يعقوب، بعناية ليشاركوا في المعرض الذي أقامه جاليري المسار، تحت عنوان "الكوميديا السياسية لصاروخان" ويستمر حتى 30 أبريل الجاري، في مبادرة تستحق التقدير، لإعادة تسليط الضوء على أعمال هذا الفنان الكبير، وتعريف الجيل الجديد به.

على جدران جاليري المسار، تشبثت لوحات سياسية عديدة رسمها "صاروخان" الآرميني الأصل، معبرًا بها عن الأحداث السياسية في مصر، وراصدًا ومحللا لها بعناية ودقة فائقتين، وناقدًا لها في أحيان أخرى، فلا تستطيع سوى أن تنبهر، وأن تدقق النظر وتشبع عينيك من جمال ما ترى.

ضم الجاليري العديد من اللوحات المتعلقة بوزارة النحاس باشا، وفؤاد سراج الدين، وحزب الوفد، وجامعة الدول العربية، وعن ثورة يوليو، وعبد الناصر، وفي حب شديد يتحدث "جاريا يعقوب" عن صاروخان فيقول: إن صاروخان كان يرسم ويعبر عن ثورة يوليو والضباط الأحرار بإخلاص، وكان دائمًا يرسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حتى أنه استدعى ذات يوم إلى قسم الشرطة بسبب أحد رسوماته في جريدة أخبار اليوم.

وأخذ يعقوب في شرح لوحات "صاروخان" بشغف شديد، فيتحدث عن تلك اللوحة بعنوان "مصر ضد مصر في كرة القدم"، والتي صور فيها فؤاد سراج الدين، ومصطفى النحاس كأنهم في مباراة كرة قدم، وعن تلك التي صور فيها وعود وزارة النحاس على أنها جنازة أقيمت في ميدان جامعة القاهرة، وأخرى عن جامعة الدول العربية، واصفًا فيها عبد الرحمن عزام باشا، رئيس الجامعة حينذاك بالنائم.

شهادات أخرى قدمها عدد من الفنانين المصريين عن رائد فن الكاريكاتير صاروخان، فيقول الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، وفد صاروخان إلى مصر ضمن ألاف الأرمن، حيث الملاذ الاَمن, والمساواة فى الفرص، وأصبح مرموقاً في الأوساط الجماهيرية والصحفية السياسية والفنية، لرسومه اللماحة، وأسلوبه المتميز في الرسم الكاريكاتيري، وانصهر في البيئة المصرية، وأصبح وطنياً غيوراً، ورسخ لفنه موقعاً مركزياً في تاريخ فناني الكاريكاتير المصريين، وارتبط اسمه بقراء الصحف المصرية منذ العشرينات، ولمدة تزيد عن الخمسين عام.

ويقول عنه الفنان"جمعة فرحات"، لا يمكن أن ينسى تاريخ الكاريكاتير في مصر هذا الفنان العبقري الذي دفع بحركة الكاريكاتير المصري إلى درجة غير مسبوقة في اتجاه فن حديث، يخرج بالكاريكاتير من دائرة الرسم الكلاسيكي.

ويصف جمعة فرحات، صاروخان بأنه فنان عبقري، ويقول: لا تحس أبداً أن رسوم صاروخان ممكن أن تشيخ، هي دائماً الخطوط دائبة الحركة في رصانة قوية أو ضعف لين، فشخوصه فوق أنها تعبر تعبيراً دقيقاً عن روح الشخصية، لا مجرد محاكاة مظهرها، إلا أنك تحس بها دائما أمامك، وكأنها صورة فنية لكنها كاريكاتيرية، ولا تملك نفسك ساعتها إلا أن تبتسم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل