المحتوى الرئيسى

فرنسا تُدرّب القوات الخاصة العراقية لمحاربة "داعش"

04/12 14:53

تستعد وحدات من القوات الخاصة العراقية التي تُشكّل رأس حربة القتال ضدّ تنظيم "داعش"، بمساندة عسكريين فرنسيين لاستعادة الأراضي التي استولى عليها "الجهاديون" من ضمنها الموصل.

ويعلن اللفتنانت فلوريان أمام حوالي عشرة "متدربين" متحلّقين حول مجسّم يُمثّل مبان وطرقات ومسالك، "سأعرض عليكم الوضع لمهمة اليوم".

ويُلخّص المدرّب الفرنسي الوضع للعسكريين العراقيين في معسكر في بغداد: "أنتم في محيط الرمادي (التي استعادتها القوات العراقية في كانون الأول)، وقامت احدى فرقكم بمراقبة مصنع للعبوات الناسفة اليدوية الصنع".

ويترتّب على القوات الخاصة الاقتراب من المصنع والتثبّت من المباني المجاورة وتأمين الطرق المؤدية إليه، بما في ذلك طرق إجلاء أي جرحى.

ويهمّ عناصر الوحدات الخاصة في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الذي يُشرف عليه مباشرة رئيس الوزراء حيدر العبادي، بتنفيذ المهمة الموكلة إليهم.

وعدوهم الأول هو هذه العبوات الناسفة اليدوية الصنع التي يستخدمها تنظيم "داعش"، وكذلك حركة "طالبان" في أفغانستان وعناصر تنظيم "القاعدة" في مالي.

 وهذه العبوات التي توضع في الجرافات والأحزمة الناسفة والأدوات المنزلية، تتسبّب بنسبة 80 في المئة من الخسائر في صفوف القوات العراقية التي تُقاتل تنظيم "داعش"، بحسب بعض التقديرات.

ويقوم "الجهاديون" بتفخيخ المنازل التي يخلونها بهذه المتفجّرات، ومهاجمة الحواجز العسكرية بالسيارات المفخّخة وتفجير أنفسهم في أماكن عامة.

وحذّر اللفتنانت فلوريان: "انتبهوا هنا إلى الطريق الترابي، من المرجّح أنه ملغّم بالعبوات اليدوية الصنع"، قبل أن يتأكد أن "المتدرّبين" استوعبوا المعلومات الأساسية لتفكيك هذه الأفخاخ.

وعند إعطاء المدرّب إشارة الانطلاق، يقفز عناصر جهاز مكافحة الإرهاب في آليات "هامفي" أميركية قديمة مُصفّحة حاملين رشاشاتهم، ويُباشرون تطبيق ما تعلّموه.

ومن المقرّر نشر هذه الوحدات الخاصة في مواقع الأهداف المقبلة للتنظيم التي سيتمّ تحديدها سواء غرب بغداد أو شمالها حيث الموصل، التي دعا وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان إلى استعادة السيطرة عليها من التنظيم خلال العام الحالي.

ويتولى حوالي 150 عسكرياً فرنسياً تدريب قوات جهاز مكافحة الإرهاب على التعامل مع العبوات اليدوية الصنع وخوض معارك في المدن، ويُقدّمون النصائح لهيئة أركان فرقة المشاة السادسة في الجيش العراقي في بغداد، كما ينتشر عدد مساو من العسكريين الفرنسيين في شمال العراق إلى جانب قوات "البشمركة" الكردية.

وفيما يبقى عناصر القوات الأميركية في "موقعهم المُحصّن"، يتمركز المظليون الفرنسيون في معسكر جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، فينامون ويأكلون مع العراقيين.

ويتولى الفرنسيون حوالي 10 في المئة من جهود تدريب القوات العراقية ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضدّ تنظيم "داعش"، وهذه المساعدة العسكرية على تواضعها تُمكّنهم من الوصول إلى معلومات ثمينة لتقييم الوضع على الأرض.

وقال قائد القوة المكلفة تدريب العراقيين الكولونيل رينو سينيتير: "نجمع معلومات من هؤلاء الجنود عندما يعودون من الجبهة"، موضحاً أنه مع اشتداد الضغوط عليه، "يتّجه داعش إلى استراتيجية تقوم على سياسة الأرض المحروقة، مع عمليات خطف رهائن وإعدامات جماعية وتفجيرات وانتحاريين وإطلاق مواد كيميائية".

ولم يعد بوسع التنظيم الجهادي الذي خسر 40 في المئة من الأراضي التي احتلها عام 2014، حشد قواته من دون التعرّض لضربات من التحالف.

وقال قائد منطقة المحيط الهندي البحرية في الجيش الفرنسي الاميرال انطوان بوسان: "انتقلوا بالتالي إلى أعمال المضايقة، الكر والفر، إنهم يحاولون الافلات".

وقال عباس، البالغ من العمر 17 عاماً وهو من بغداد، إن هذا التدريب الذي استمر أربعة أسابيع تحت إشراف العسكريين الفرنسيين مهم للغاية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل