المحتوى الرئيسى

فضيحة أثرية على شاطئ الدخيلة بالإسكندرية

04/12 11:11

رصدت «الوفد» فضيحة أثرية على رمال شاطئ البحر بمنطقة الدخيلة بغرب الإسكندرية، تقدمها لوزير الآثار الدكتور خالد العنانى.. منطقة أثرية عبارة عن طابية وبرج حربى ترجع للعصر العثمانى ومصنع أثرى لتضع المراكب الحربية ومنارة لإرشاد السفن فى البحر ومجموعة مدافع حربية ترجع للحملة الإنجليزية على مصر لم تدرج فى سجلات الآثار ودون حماية وملقاة على رمال الشاطئ منذ سنوات، تعرضت خلالها لكافة أنواع التدمير والتخريب تحت سمع وبصر المسئولين عن الآثار بالإسكندرية، كما تحولت إلى وكر لتعاطى المخدرات ليلاً وتجميع القمامة، كما تعرضت حوائط المبنى الأثرى إلى عمليات تخريب على أيدى المارة الذين قاموا بكتابة عبارات وأسماء على الحوائط ناهيك عن استخدام المبنى من الداخل مرحاضاً عاماً للمارة.

وحول المهازل الأثرية.. تقول الدكتورة أمل العربى: إن من الطوابى الأثرية  بالإسكندرية.. غير المسجلة فى وزارة الآثار طابية الدخيلة وبرج الدخيلة وموقعهما يقع على شاطئ البحر بالقرب من مستشفى الدخيلة وتاريخ إنشائهما، الأولى الطابية الحربية من أيام عصر محمد على، أما البرج فهو من العصر العثمانى والوصف المعمارى لهما برج الدخيلة الحربى عبارة عن مبنى مربع ويقع مدخله فى الجانب الغربى على شكل فتحة مستطيلة ويفتح بها صفان من الفتحات الأولى السفيه هى المزاغل والعلوية فتحات مستطيلة ويغطيه سقف من البراطيم الخشبية وكانوا فى الأول يعتقدون أنه جزء من طابية الدخيلة.. أما طابية الدخيلة الحربية الأثرية تقع إلى الشمال من البرج، وقد تبقى منها أجزاء من السور الخارجى فى جهة الشمال وأجزاء من الغرب وأجزاء من السور الداخلى من الجنوب والشمال وأيضاً هى عبارة عن مبنى مستطيل تحيط بها الأسوار وقد تبقى منها أجزاء من السور الخارجى فى جهة الشمال وأجزاء من الغرب وأجزاء من السور الداخلى من الجنوب والشمال الخارجية والداخلية ويقع المدخل المؤدى للطابية فى جهة الجنوب، ويؤدي المدخل إلى فناء مكشوف تفتح عليه مجموعة من الحواصل المستطيلة، ويوجد فى الركن الجنوبى من الفناء ممر مستطيل معقود بعقد نصف دائرى يفتح عليه عدد من الحواصل التى تفتح على بعضها ويفتح فتحات مزاغل، ويوجد فى الركن الجنوبى الغربى فتحة مدخل مستطيل معقود بعقد نصف دائرى تؤدى إلى السراديب الذى يؤدى مساحة مستطيلة تؤدى إلى مدخل آخر فى الركن الشمالى الغربى وهى غير مسجلة فى عداد الآثار الإسلامية والقطبية بالإسكندرية.. أما إطلال المصنع عبارة عن طابق متعدد الأبواب من الحجر الجيرى يرجع للعصور الإسلامية القديمة، ومن الناحية المطلة على البحر توجد مكان لقطعة من الرخام المصقول بعناية فى شكل دائرى التى كانت تستخدم فى إرسال إشارات عن طريق المصابيح للسفن القادمة للشاطئ حتى لا تصطدم بالصخور القريبة وتبين اختفاء القطعة الرخامية.

جدير بالذكر أنه عندما احتل العثمانيون مصر 1517 سيطروا على موانئ البحر الأبيض المتوسط وكان أهمها  «ميناء الإسكندرية» الذى يعد أهم ميناء استراتيجى فى مصر، لما له من أهمية كبرى فى التبادل التجارى مع الدول الأوروبية، ومن ثم شيدت الدولة العثمانية فى الإسكندرية واحداً من أهم الموانئ البحرية فى الشرق التى شكلت أساساً مركزياً للتبادل التجارى بين موانئ مصر وأسطنبول، ومصر وأوروبا.

وقامت الدولة العثمانية بعقد معاهدات تجارية مع الغرب منذ القرن السادس عشر، وقد نشرت هذه المعاهدات ودرست بعناية، بيد أن تأثير هذه المعاهدات على وضع المبادلات التجارية فى المدن التجارية بالدولة العثمانية لم تدرس بعد ومن بينها ما يتعلق بمدينة الإسكندرية التى كانت واحدة من المدن الأكثر انفتاحاً على عالم البحر المتوسط، الذى انعكس بوضوح فى ارتفاع درجة كثافة حضور الأجانب بالمدينة.

كانت نصوص المعاهدات تعطى امتيازات خاصة لجاليات دون أخرى، وكانت المشكلة أن الواقع فرض نفسه، فلم تمض المبادلات التجارية وفقاً لنصوص المعاهدات، فالمشكلات الخاصة بالرسوم الجمركية ونوعيات السلع المحظورة كالغلال والبن وغيرها، ومشكلات التهريب والأوضاع الأمنية للأجانب داخل المدينة، ظلت حلولها وفقاً للظروف المحلية.

يمكن القول إن الإسكندرية شهدت فى بدايات العصر المملوكى فترة من الازدهار نتيجة ازدهار الحركة التجارية فيها، غير أن هذا الازدهار أخذ فى التلاشى رويداً رويداً مع اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح فى نهايات القرن الخامس عشر الميلادي، وقد أدى اضمحلال الإسكندرية إلى ضعف الإمبراطورية المملوكية بصفة عامة نتيجة الضعف الاقتصادى، ومع دخول مصر فى حوزة العثمانيين، وتحولها من قاعدة لإمبراطورية إلى مجرد ولاية تابعة، دخلت الإسكندرية مرحلة من الاضمحلال، أثرت عليها فانكمشت مساحتها، وقل دورها، ولم يتبق منها سوى رقعة صغيرة من الأرض حول منطقة الميناء الشرقى عرفت بـ «الحى التركى» منطقة المنشية والأنفوشى الحالية، كانت بمثابة مدينة الإسكندرية العثمانية.

وقد زخرت تلك المنطقة بالعديد من المنشآت الأثرية، خاصة المساجد، التى نذكر منها مسجد عبدالباقى الجوربجى، ومسجد إبراهيم تربانة، ومسجد طاهر بك، ومسجد دسوقى الكلزة، ومسجد الشيخ إبراهيم.

وفى منتصف القرن العشرين، عثرت فرق الآثار على مجموعة من شواهد القبور الإسلامية عثر عليها فى الجبانة الواقعة بالقرب من مسجد أبوالعباس المرسى قبالة منطقة الميناء الشرقى للإسكندرية، ويعود معظم تلك الشواهد إلى العصر العثماني.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل