المحتوى الرئيسى

يوري غاغارين.. روسيا تحيي الذكرى الـ 55 لصعود أول إنسان إلى الفضاء

04/12 06:26

يصادف يوم 12 أبريل/نيسان الجاري الذكرى الـ 55 لأول رحلة فضائية في العالم قام بها المواطن السوفيتي يوري غاغارين في مدار حول الأرض.

"روسكوسموس" تنوي وضع صورة غاغارين على كل الصواريخ الفضائية

ولد يوري غاغارين، أول إنسان انطلق الى الفضاء، في أسرة من الفلاحين  بقرية صغيرة في غرب روسيا يوم 9 مارس/آذار عام 1934.

وأمضى يوري طفولته في القرية. ثم التحق بالمدرسة في خريف عام 1941، بعد بضعة أشهر من هجوم ألمانيا الفاشية على الاتحاد السوفيتي. وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول عام 1941 احتل الغزاة الألمان قريته. وكاد جندي ألماني يشنق، بواسطة وشاح، شقيقه الأصغر بوريس، لكن أمه أفلحت في تخليصه منه لدى توجه الألماني لجلب آلة التصوير بغية توثيق هذا المشهد البربري. وفي 9 أبريل/نيسان عام 1942 حررت القوات السوفيتية القرية.

في 24 مايو/ أيار عام 1945، انتقلت أسرة غاغارين إلى مدينة صغيرة هي غجاتسك (غاغارين حاليا). وفي عام 1949، التحق بالمدرسة المهنية، وفي الوقت نفسه ارتاد مدرسة العمال الشباب المسائية.

في أغسطس/آب عام 1951 التحق غاغارين بالمعهد الصناعي في مدينة ساراتوف. وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه جاء لأول مرة إلى نادي الطيران في ساراتوف. وفي عام 1955 حين تخرج يوري غاغارين من المعهد الصناعي حلق لأول مرة بمفرده بالطائرة ياك-18. ونفذ في النادي إجمالا 196 طلعة جوية لمدة 24 ساعة و23 دقيقة.

في 27 أكتوبر/تشرين الأول عام 1955، استدعي غاغارين للخدمة في الجيش وتخرج من كلية الطيران الحربي. وخدم طوال عامين في فوج المقاتلات في أسطول الشمال.

في 9 ديسمبر/كانون الأول عام 1959، قدم غاغارين طلبا لضمه إلى مجموعة المرشحين لارتياد الفضاء. وبعد أسبوع نقل إلى موسكو حيث أجريت له الفحوص الطبية اللازمة في المستشفى المركزي للبحوث العلمية الخاصة بالطيران. وفي مطلع العام التالي أجريت له فحوص في لجنة طبية خاصة أخرى أصدرت قرارا بان الملازم أول غاغارين صالح للقيام بتحليقات فضائية. وفي 3 مارس/آذار عام 1960، تم ضمه إلى فريق المرشحين لارتياد الفضاء ، وفي 11 مارس/آذار توجه غاغارين مع أفراد أسرته إلى مكان عمله الجديد.

بلغ العدد الإجمالي للمرشحين للتحليق لأول مرة في الفضاء 20 شخصا. وذلك بعد أن تولى كبير مصممي الصواريخ الفضائية سيرغي كوروليوف انتقاء المرشحين، وكان من المهم أن تتوفر في المرشح عدة صفات منها الطول والوزن والصحة الجيدة: فيجب ألا يتجاوز العمر 30 عاما، والوزن 72 كغ، وطول القامة 170 سنتيمترا. توفر هذه المواصفات فقط يمكنه أن يفسح المجال لجلوس المرشح في أول مركبة  فضائية هي مركبة "فوستوك"، حيث أن كبر المركبة ووزنها مقيدان بقدرة الصاروخ الحامل.

علاوة على ذلك وجب أن يكون رائد  الفضاء عضوا في الحزب الشيوعي السوفيتي (انضم يوري غاغارين إلى الحزب الشيوعي السوفيتي في صيف عام 1960).

وقد تم انتقاء ستة أشخاص من بين المرشحين العشرين، وكان كوروليوف في عجلة من أمره بعد ورود معلومات عن استعداد الأمريكيين لإرسال أول إنسان إلى الفضاء في 20 أبريل/نيسان عام 1961. ولهذا تحدد موعد الإطلاق في 11 أو 17 أبريل/نيسان عام 1961. وتحدد في آخر لحظة اسم المرشح الذي سيحلق إلى الفضاء. فوقع الاختيار على يوري غاغارين. أما بديله الاحتياطي فكان غيرمان تيتوف. وتم إعداد ثلاثة نصوص لإعلان وكالة (تاس) حول تحليق غاغارين إلى الفضاء: الأول – "النجاح " والثاني إذا ما سقط في أراضي بلاد أخرى أو في المحيط العالمي- "نداء إلى حكومات البلدان الأخرى" لتقديم المساعدة في البحث عنه، والثالث – إعلان النبأ "المحزن"، إذا لم يرجع غاغارين إلى الأرض حيا.

وجرى إطلاق مركبة " فوستوك – 1" وعلى متنها غاغارين في الساعة التاسعة والدقيقة السابعة من صباح يوم 12 أبريل/نيسان عام 1961 (حسب توقيت موسكو) من مطار بايكونور. وبعد القيام بدورة واحدة حول الأرض هبطت المركبة على الأرض في الساعة العاشرة والدقيقة 55 و34 ثانية، بعد مرور 108 دقائق (قبل دقيقة واحدة مما كان مقررا سابقا)، علما أن خللا في جهاز الفرملة أدى إلى هبوط الكبسولة التي أقلت غاغارين في غير المكان المحدد سابقا. ولهذا لم يكن هناك أحد في استقبال غاغارين عند الهبوط. وفيما بعد جرى استقبال حافل لغاغارين بموسكو وحصل على تلك الشهرة المنقطعة النظير في العالم.

زار غاغارين خلال عام 1961 فقط تشيكوسلوفاكيا، وبلغاريا، وفنلندا، وبريطانيا، وبولندا، وكوبا، والبرازيل، مع توقف في جزيرة كيوراساو، وكذلك في كندا مع توقف في ايسلندا، والمجر، والهند، وسيلان ( سريلانكا حاليا) وأفغانستان.

وفي يناير/ كانون الثاني- شباط عام 1962 زار غاغارين مصر، تلبية لدعوة المشير عبد الحكيم عامر نائب الرئيس والقائد العام للقوات المسلحة في الجمهورية العربية المتحدة. وأمضى غاغارين في مصر 7 أيام. ومنحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر "قلادة النيل" أرفع وسام في البلاد.

حياته وعمله بعد التحليق في الفضاء   

لقد غيرت الـ108 دقائق من التحليق في الفضاء مجرى حياة يوري غاغارين إلى الأبد. فتحول الطيار في فوج المقاتلات بين يوم وضحاه إلى أشهر الأشخاص في العالم. وكانت رغبة أبناء الاتحاد السوفيتي في لقاء أول رائد فضاء عظيمة إلى حد أن لقاءاته وجولاته خلال ثلاثة أعوام سلبت من يوري وقتا طويلا. وما زاد في الطين بلة أن هذه اللقاءات غالبا ما كانت ترافقها مآدب واحتفالات. وفي النتيجة ازداد وزن غاغارين بحوالي 7 – 8 كغ وكف عن ممارسة التمارين الرياضية. وما كان يحول دون استمرار ذلك سوى التدرب على القيام بتحليق جديد والتحليق على متن الطائرات والنظام الواجب الالتزام به في هذه الحالة.

وفي عام 1964 تولى غاغارين منصب نائب مدير مركز إعداد رواد الفضاء.

كما قام بنشاط سياسي واجتماعي كبير وبدأ الدراسة في أكاديمية جوكوفسكي الحربية لهندسة الطيران، ولهذا لم تتوفر لديه خلال فترة معينة الفرصة لممارسة الطيران، كما أثر فيه كثيرا القيام بنشاط اجتماعي. فقام بأول تحليق منفرد بطائرة ميغ – 17 في مطلع كانون الأول/ديسمبر عام 1967. وهبط بها خلال الدورة الثانية بسبب خطأ في الحساب لدى الهبوط، وهو ما يميز الطيارين من ذوي القدرة الضعيفة بعد ترك الطيران لفترة من الزمن. ولهذا بدأت السلطات تبدي مخاوفها من احتمال فقدان هذا البطل المعروف في حادث مؤسف. وقد تبين لاحقا أن هذه المخاوف كانت في محلها.

شرع غاغارين بممارسة الطيران بعد تخرجه من أكاديمية جوكوفسكي، وصار يتدرب في الطائرة (ميغ – 15 و ت ي). وقام في الفترة من 13 إلى 22 مارس /آذار بـ18  طلعة لفترة 7 ساعات.  وكان عليه القيام قبيل التحليق المنفرد بتحليقين اختباريين مع الطيار-المرشد قائد الفوج بطل الاتحاد السوفيتي فلاديمير سيريوغين.

وفي 27 مارس/آذار وعند الساعة العاشرة والدقيقة 18 صباحا انطلق غاغارين، وسيريوغين، بطائرة "ميغ 15" من مطار تشكالوفسكي بضواحي موسكو. وكان مقرراً أن يتم تنفيذ مهمة التحليق في المنطقة خلال أقل من 20 دقيقة تقريبا، لكن بعد مضي أربع دقائق أبلغ غاغارين الأرض أن المهمة اختتمت وطلب السماح له بالعودة إلى القاعدة. وبعد ذلك انقطع الاتصال بالطائرة. وفي الساعة الثانية والدقيقة 50 بعد الظهر عثر على حطام الطائرة (ميغ – 15 و ت ي) في مكان يبعد حوالي 65 كم عن المطار.

وقد شكلت لجنة حكومية من أجل التحقيق في الكارثة الجوية. لكن اللجنة لم تستطع أن تحدد بشكل قاطع أسباب المأساة حتى بعد مضي عدة أشهر من عمل خبراء اللجنة. وفي النتيجة فرضت السرية على تقرير اللجنة. ولا تعرف حتى اليوم أسباب وظروف الكارثة. وتوجد عدة روايات متناقضة للحادث. وقد وضع رماد رفات غاغارين وسيريوغين عند سور الكرملين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل