المحتوى الرئيسى

سلمان.. «الملك المحارب» | المصري اليوم

04/11 19:15

بدأت علاقاته بأرض الكنانة عندما قدم شاباً فى مقتبل العمر، رشيقاً يرتدى الزى العسكرى، يقف ممشوق القوام مع إخوة له جاءوا تلبية لنداء الواجب للتطوع ضمن صفوف المحاربين، ضد العدوان الثلاثى على مصر عام 1956.

أما فى بلاد الحرمين فهم يرونه رمانة الميزان فى الأسرة المالكة، لأنه يعتنى بقيم الأسرة وأسسها، ويعمل على بث الروح التى تلقاها من والده الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، لذلك يوصف من جانب شعبه دائما بأنه شبيه الملك عبدالعزيز فى أفعاله وتصرفاته وحكمته، وبُعد النظر الذى يتمتع به، وحبه لمجالس العلماء والخبراء وأهل الفكر والرأى.

إنه سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذى بويع فى يناير 2015 ملكًا للمملكة العربية السعودية، ورئيس مجلس الوزراء السعودى والقائد الأعلى للقوات العسكرية، هو الابن الخامس والعشرون من الذكور المولود فى 1935 ميلادية للملك عبدالعزيز آل سعود المؤسس للمملكة والذى تقلد منصب أمير الرياض 1965 ثم وزيرا للدفاع فى نوفمبر 2011 ثم وليا للعهد يونيو 2012، ثم بويع ملكا يناير 2015 عقب وفاة الملك عبدالله.

«سلمان» هو الأخ الشقيق للملك الراحل فهد، والأمراء سلطان وعبدالرحمن ونايف وأحمد بن عبدالعزيز، أبناء الأميرة حصة بنت أحمد السديرى.

«الرياض» العاصمة كانت البداية التى منها شق «سلمان» طريقه ليكون عاهل السعودية وخادم الحرمين، وتولى القيادة كأمير لمنطقة الرياض عام 1963، وهو المنصب الذى شغله لخمسة عقود، وترك أثره عليها، حيث حولها من بلدة صحراوية إلى مدينة مترامية الأطراف، يقطنها أكثر من سبعة ملايين نسمة وبها ناطحات سحاب، وسلاسل من الشركات والوكالات العالمية للملابس والمطاعم السريعة.

هذه النجاحات دفعت الملك الراحل فهد لتكليف سلمان فى بداية عام 1985 برئاسة «معرض المملكة بين الأمس واليوم» الذى تمكن من خلاله من نقل «المعجزة السعودية»، الصورة الحقيقية للمملكة فى شتّى أنحاء العالم، وكانت مصر محطة استضافت هذا المعرض ودشن «سلمان» افتتاحه بخطبة بمجلس الشعب، كانت مؤشرا هاما بعودة العلاقات المصرية السعودية لطبيعتها التى تأثرت بالمقاطعة العربية لمصر عقب توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد.

ووجه إعلان مبايعة سلمان ملكاً، عقب وفاة الملك عبدالله مباشرة، وقيامه فى نفس اليوم بإجراء تغييرات كبيرة فى بيت الحكم السعودى، رسالة للعالم ومؤشرا قويا على ثبات أركان الحكم وتجنيب المملكة أى مؤثرات سياسية داخلية وخارجية، لكن هذا الثبات والاستقرار فى بيت الحكم السعودى يواجه تهديدات داخلية وخارجية، ففى الداخل يواجه سلمان تبعات الانفتاح السياسى ونتائج ما سمى «الربيع العربى» على المنطقة العربية والسعودية خاصة.

ويواجه «سلمان» تحديا اقتصاديا هو تراجع عوائد النفط إلى أقل من 30 دولارا للبرميل الفترة الماضية، ما شكل عبئا على الموازنة السعودية ولجوء المملكة لطلب قروض من مؤسسات دولية لمواجهة الالتزامات المالية على المملكة تجاه المشروعات التنموية الكبرى.

تبقى التحديات الخارجية للسعودية، وعلى رأسها التوتر فى العلاقات بين السعودية وإيران، اختبارا مهما للسياسة الخارجية السعودية.

أخذ الملك سلمان زمام المبادأة فى الفترة القصيرة لتوليه الحكم، لتكون «السعودية» رقما فاعلا فى الحرب والسلام فى تقرير أوضاع المنطقة العربية، حيث قام بتشكيل تحالفين عسكريين الأول التحالف العربى للحرب على «الحوثيين» وهى الجماعة المنقلبة على الشرعية فى اليمن، والثانى التحالف العربى الإسلامى الذى يضم أكثر من 35 دولة لمحاربة الإرهاب.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل