المحتوى الرئيسى

مدير مركز الأبحاث العلمية:منهج «ريفز» أدلته غير كافية والرادار يحدد مكان الفراغ وليس شكله | المصري اليوم

04/11 18:52

أكد عالم الآثار الفرنسى كريستيان لوبلان، أن أدلة العالم البريطانى نيكولاس ريفز غير كافية، مشدداً على ضرورة تحرى الدقة قبل الحديث عن كشفه الأثرى، وقال فى حواره مع «المصرى اليوم»، إن الرادار الجيولوجى يحدد مكان الفراغ، لكنه لا يحدد شكله، مشيراً إلى أن جميع الاحتمالات قائمة، وأن العالم الأثرى فى انتظار ما ستسفر عنه نتيجة الردار، وإلى نص الحوار:

■ بداية ما هى الخلفية التاريخية لمنطقة وادى الملوك ولماذا أطلق عليها هذا الاسم؟

ـ فى البداية أقام أول ملوك الأسرة الـ18 مقابرهم فى منطقة دراع أبو النجا ودفن فيها الملوك والملكات، وبعد عشرات السنين بدأ استخدام وادى الملوك وحتى الآن لا نعرف من دفن فى هذا الوادى، وهناك نظرية تقول إن تحتمس الأول هو أول من شغلهم، ولكن هناك أدلة قوية أيضاً على أن حتشبسوت الملكة الشهيرة قد تكون أول من دفنت فى هذا الوادى ثم سار على هذا النهج بقية ملوك الدولة الحديثة حتى نهاية الأسرة العشرين، ووادى الملكات يحوى إلى جانب مقابر الملوك عددا من مقابر الملكات، فخلافاً لمقبرة حتشبسوت هناك مقبرة لمريت رع حتشبسوت الثانية فقد عثر كارتر على ودائع الأثاث الذهبية الخاصة بها فى المقبرة 42، وكذلك هناك مقبرة الملكة تى عا وزوجة أمنحوتب الثانى وغيرها من المقابر مثل زوجات الملوك رمسيس السادس ورمسيس العاشر وأم الملك رمسيس الحادى عشر. وإلى الجنوب من هذه المنطقة تقع وادى الملكات وهى فى البداية كانت تحوى مقابر الأمراء والأميرات أبناء الملوك ثم دفن فيها الزوجات الملكيات وبقية أفراد العائلة، وقد أطلق لصوص المقابر اسم بيبان الملوك وبيبان الملكات باللغة العامية نسبة إلى الأبواب الحجرية الضخمة التى كانت تزين مداخل هذه المقابر وبمرور الزمن تمت التسمية باسم وادى.

■ ما رأيك فى إمكانية العثور على مقبرة الملكة نفرتيتى داخل مقبرة توت عنخ آمون؟

ـ لقد عملت فى مجال الحفائر والترميم فى وادى الملوك ووادى الملكات لمدة تقترب من نصف قرن، وقد تعلمنا منذ الصغر أن عالم الآثار يتحدث عن الكشف بعد أن يقع وبعد أن يقوم بالعمل بدراسات لازمة وليس قبل ذلك، وبخصوص مقبرة الملكة نفرتيتى زوجة الملك إخناتون فإننا فى الحقيقة يجب أن نبحث عن مقابر لملكات كثيرات وشهيرات من تلك الفترة مثل الملكة الميتانية – آسيوية- كيا والتى يرجح أنها كانت أما لتوت عنخ آمون، وعلينا أن نبحث عن مقابر الأميرات مثل مريت أتون وفوق كل هذا مقبرة زوجة توت عنخ آمون الملكة عنخ إس إن آمون، ونفرتيتى قد عاشت مع زوجها فى مدينة طيبة فى سنوات حكمه الأولى والتى بلغت 6 أعوام ثم انتقلت مع زوجها إلى مدينة تل العمارنة وهناك حفر إخناتون مقبرة ملكية خاصة به صارت فيما بعد مقبرة ملكية له ولعائلته، ويعتقد جيفرى مارتن أستاذ نيكولاس ريفز أن نفرتيتى شغلت جزءاً كبيراً من هذه المقبرة ومنذ سنوات قام عالم الآثار الفرنسى مارك جابولت بالبحث عن هذه المقبرة فى تل العمارنة ولم يبحث لها عن أثر ويبقى التساؤل هل دفنت نفرتيتى فى تل العمارنة ثم قاموا فى عهد توت عنخ بنقل ما تبقى إلى مدينة طيبة، وقد تم العثور على مومياء الملكة تى فى مقبرة أمنحوتب الثانى، وقام الدكتور زاهى حواس بعمل أبحاث علمية عليها، وعثر على جثة وبقايا أثاث الملك إخناتون فى المقبرة المعروفة رقم 55. ومن المرجح أن تكون نفرتيتى قد أعيد دفنها فى طيبة من ملكات تل العمارنة، لكن يبقى التساؤل أين دفنت.

■ ما هو تقييمك لأدلة نيكولاس ريفز عن الكشف عن مقبرة نفرتيتى داخل مقبرة توت عنخ آمون؟

ـ فى حقيقة نحن نستدل على الاكتشافات بناء على معطيات وشواهد تاريخية وأثرية وما يقوله ريفز بأنه عثر على خطوط مرسومة لأبواب فكما تعلم قبل حفر ممر أو باب يقوم الرسام برسم حدود الباب بالحبر الأحمر أو الأسود لكى يبدأ النحات بعدها فى نحته، ويبقى التساؤل هل تم حفر هذه الممرات أم لأ، وعلى حد تجربتى وعلمى فى هذا المجال فإن الشىء الوحيد الذى يدلنا على وجود فراغات فى الصخر هو الرادار الجيولوجى، والذى قمت باستخدامه منذ سنوات.

■ إذن من الممكن أن تكون هذه الفراغات لا تحوى شيئاً بالمرة؟

ـ وأذكر أننى كنت أعمل فى وادى الملكات فى فترة الثمانينيات وعثرت على مدخل مقبرة مغلقة تماماً وانتظرنا أن نعثر هناك على مقبرة كاملة لكن كانت المفاجأة أن المقبرة كانت قد جهزت ولم يتم تجهيزها. وفى حالة توت عنخ آمون فربما كانت مقبرته قد حوت فى التخطيط الأولى ممرات أخرى ولظروف وفاته المفاجأة تم سد هذه الفجوات. وأذكر فى شبابى فى بداية السبعينيات عندما كنت أعمل فى وادى الملكات عثرت على مدخل مقبرة مغلق بعناية فائقة وعشت أياماً أحلم وأتخيل ما الذى سيكون خلف هذا الباب، وبعد أن فتحته وجدته قبر نظيف تماماً قد أعد ليكون مقبرة مهمة لكنه لم يستخدم على الإطلاق.

■ ما هى خبرتكم فى استخدام الرادار الجيولوجى؟

ـ لقد قمت باستخدامه فى عمل مسح كامل لمنطقة وادى الملكات واكتشفنا الكثير من المقابر، والرادار يحدد وجود تجويف أو فراغ لكنه لا يحدد معالمه، ومنطقة وادى الملوك بالذات مليئة بالتجويفات الطبيعية، لذلك يجب أن ننتظر نتيجة هذا العمل، و الرادار لا يؤثر بأى صورة على الألوان أو الصخور وحتى أن وجد تجويف فعلينا الانتظار. وسأحكى قصة طريفة تؤكد أهمية استخدام الرادار فمنذ 15 عاماً كنت أعلم عن طريق خرائط وصور فوتوغرافية تركها عالم الآثار الإيطالى سكياباريلى فى منطقة مرتفعة فى وادى الملكات عن مكان مقبرة حددها ولم يحفرها وبمرور الزمن أغلقت الصخور المكان المؤدى إلى المقبرة تماماً، وحين استخدمنا الرادار فإننى لم أبلغهم بمكان هذه المقبرة فقام المهندسون الفرنسيون بتحديد مكان المقبرة بدقة كما وضحها سكياباريلى فى الجبل وقد قمنا بحفرها والعثور عليها.

■ ما العلاقة بين توت عنخ آمون ونفرتيتى؟

ـ أشك كثيراً فى أن يكون توت عنخ آمون هو ابن لنفرتيتى ففى التى وصلت إلينا من فترة تل العمارنة لا نرى مطلقاً توت عنخ آمون ممثلاً مع بنات إخناتون ونفرتيتى بل، لأن المدهش فى الأمر أن وريثة إخناتون، والتى أعدت لتحكم من بعده هى الأميرة ميريت أتون ولو كان توت عنخ آمون هو الوريث الشرعى لتم تصويره بصورة لائقة بين أفراد عائلة إخناتون، وهذا الأمر تكرر مع ملوك آخرين حيث رأينا أن وريث العرش يمثل بألقابه وبحجم أكبر من الأمراء الآخرين.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل