المحتوى الرئيسى

78 عاماً على ميلاد "الخال" عبد الرحمن الأبنودي

04/11 17:03

"خرج الشتا وهلِّت روايح الصيف.. والسجن دلوقتي يرد الكيف.. مانتيش غريبة يا بلدي ومانيش ضيف" كلمات خالدة من قصيدة "الجزر والمد" التي تقول بعض كلماتها: "خايف أموت من غير ما أشوف تغيير الوشوش" لشاعر العامية المصري الخال "عبد الرحمن الأبنودي" والذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده الـ78.

و"الأبنودي" شاعر لهجي مصري، يعدّ من أشهر شعراء العامية الذين ناضلوا لإخراج القصيدة الدارجة من قالبها الزجلي القديم إلى القالب الحر، ويوصف بأنه استطاع تطويع الشعر اللهجي لـ"نصرة قضايا أمته" ونجح في "إبهار المدينة بلهجة القرية وتراثها" في وقت كان من الصعب فهم اللهجة الصعيدية.

ولد "عبد الرحمن محمود عبدالوهاب" الشهير بـ"الأبنودي" عام 1938 بمحافظة قنا في صعيد مصر لأسرة فقيرة أجبرته بساطة حالها على رعي الغنم في طفولته، وتأثر كثيراً بوالدته فاطمة قنديل التي قال عنها: "أرضعتني الأشعار والطقوس والأغنيات والتراث وهي ملهمتي ومعلمي الأول". وتزوج الإعلامية" نهال كمال" وله منها ابنتان.

بدأت علاقة "الأبنودي" بالأدب مع  سيرة بني هلال "السيرة الهلالية"، التي تجلى شغفه بها في قيامه بجمعها بعد أن تلقاها من ألسنة الشعراء، وبعد تخليه عن الوظيفة الحكومية في إحدى المحاكم، غادر قنا متجها شمالاً إلى العاصمة القاهرة، وهناك التقى برفيقه وابن مدينته الشاعر أمل دنقل سنة 1956.

لم ينجح "الأبنودي" ذلك الشاب النحيل الأسمر في الوصول إلى كبار المطربين إلا عندما نشر له الشاعر صلاح جاهين أولى قصائده في مجلة "صباح الخير" وغنى له المطرب الشعبي محمد رشدي أغنية "تحت الشجر يا وهيبة" التي حققت رواجاً كبيراً آنذاك.

وبعد نجاح أغنية "عدوية" التي غناها الفنان محمد رشدي، استقطبه الملحن بليغ حمدي والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي تعرف عليه عام 1965 وكتب له نحو 31 أغنية، أشهرها "أنا كل ما أقول التوبة، أحضان الحبايب، عدى النهار، أحلف بسماها وبترابها، ابنك يقولك يا بطل، بركان الغضب، وصباح الخير يا سينا".

كما غنت له الفنانات فايزة أحمد، نجاة الصغيرة، شادية، صباح، وردة الجزائرية، محمد قنديل، محمد رشدي، نجاح سلام، ماجدة الرومي، ومحمد منير، وكتب أغاني العديد من المسلسلات مثل "النديم" و"ذئاب الجبل". ومن الأفلام "شيء من الخوف" و"البريء".

لم تشغل كتابةُ الأغاني الأبنوديَّ عن القصيدة السياسية التي كانت مبتدأه ومنتهاه، فكتب مئات القصائد خاصة في فلسطين وأطفالها ومقاوميها، ، وأشهر أعماله في هذا المضمار القصيدة الديوان "الموت على الأسفلت" في رثاء "ناجي العلي".

ويعد "الخال" - كما يسميه شعراء مصر ومثقفوها - واحداً ممن تخطت شهرتهم حدود بلدانهم، فتغنى بقصائده المثقفون والعوام في الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه، خاصة أنه عُني بقضايا أمته، ونكأ جراحها التاريخية لتظل حية في مواجهة محاولات إماتتها أو تسكينها، ولا سيما "جرح فلسطين".

اعتقل "الأبنودي" لشهور خلال فترة حكم "جمال عبد الناص"ر لكنه كان محباً له، ولم يكن على وفاق مع الرئيس "أنور السادات" خاصة بعد اتفاقية كامب ديفيد، حتى اعتبر أن موت "السادات" كان نعمة، كما لم تكن علاقته بالرئيس الأسبق "حسني مبارك" جيدة طوال الوقت.

أيد الأبنودي ثورة 25 من يناير/كانون الثاني 2011 التي أسقطت الرئيس حسني مبارك، وكتب قصيدته "الميدان" التي قال فيها "آن الآوان ترحلي يا دولة العواجيز" غير أنه أيد الانقلاب العسكري بقيادة "عبد الفتاح السيسي" على "محمد مرسي" أول رئيس مدني منتخب.

ترك "الأبنودي" أكثر من 22 ديواناً، أشهرها الأرض والعيال، جوابات حراجي القط، وجوه على الشط، أنا والناس، الموت على الأسفلت، صمت الجرس، المشروع والممنوع، الأحزان العادية، والمد والجزر، فضلا عن السفر الذي جمع فيه "السيرة الهلالية".

ومن أشهر كتبه كتاب "أيامي الحلوة" والذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام تم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي "الأبنودي" قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل