المحتوى الرئيسى

جدل حاد في ألمانيا حول تجنيد نازيين جدد كمخبرين

04/10 11:25

خبر سار لأصحاب نظرية المؤامرة. إذ يبدو أن هيئة حماية الدستور جندت نازيين جددا كمخبرين للحصول على معلومات عن أنشطة اليمين المتطرف في ألمانيا وعن خلية نازية متهمة بقتل تسع ألمان من أصول مهاجرة. قاد تحقيق أجراه فريق من مراسلي صحيفة "دي فيلت" الألمانية بقيادة رئيس تحريرها شتيفان آوست إلى معطيات جديدة في قضية ما بات يعرف بخلية النازيين الجدد المتهمة بقتل تسعة أشخاص من أصول مهاجرة وشرطية ألمانية. إذ من المرجح أن عضوين في الخلية الإرهابية اختفيا عن الأنظار للعمل في شركة متخصصة في هدم الأبنية بمدينة تسفيكاو في شرقي ألمانيا. يؤكد مراسلو الصحيفة الألمانية أن أوفه موندلوس كان يعمل باسم مستعار بين سنوات 2000 و2002 في قسم الخدمات بالشركة التي تعود ملكيتها لرالف مارشنر. مارشنر كان من النازيين الجدد وفي ذات الوقت كان يعمل مخبرا لدى هيئة حماية الدستور الألمانية (المخابرات الداخلية) وقدم لها معلومات عن نشاطات اليمين المتطرف. في تلك الفترة تم كشف الستار عن خمس جرائم من مجموع عشر جرائم ارتكبت بدوافع عنصرية، اعترفت الخلية الإرهابية بارتكابها من خلال فيديو مصور نشر في الرابع من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2011. تم العثور في نفس اليوم على جثتي أوفه بونهاردت وشريكه أوفه مونلدوس في سيارة محروقة متفحمة في مدينة أيزناخ. رجح المحققون آنذاك انتحار الشريكين لتجنب القبض عليهما بعد عملية سطو فاشلة على أحد البنوك. صمت الحكومة لحماية "هيبة الدولة" بآته تشيبه هي العضو الثالث والمتهمة الرئيسية في القضية، لا تزال تمثل إلى اليوم أمام المحكمة العليا في ميونيخ. تشير شكوك عديدة أن أن تشيبه عملت أيضا في شركة هدم الأبنية التي كان يملكها المخبر النازي. لكن تحقيقات الصحفيين بشأن ذلك لا تزال ضبابية، ما يعني أن هذه "الشكوك يمكن أن تكون صحيحة ويمكن أن تكون خاطئة أيضا" حسب شتيفان آوست رئيس تحرير "دي فيلت" في حديثه لإذاعة "أم دي آر" الألمانية، آوست أنتج فيلما وثائقيا بعنوان "تعقيدات خلية النازيين الجدد" بثته مؤخرا القناة الألمانية الأولى "إي آر دي". وهذه هي المرة الأولى التى يتم فيها الحديث عن صلة تربط أوفه مونلدوس بالمخبر النازي. الغموض يلف مجريات القضية، لأن هناك شكوكا بتدخل أطراف سياسية فيها. وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير قال في إجابة عن سؤال وجهته له صحيفة "دي فيلت" إن الحكومة الألمانية لا تدلي بأي معلومات عن المخبرين "حماية لهيبة الدولة". كما أن رئيس هيئة حماية الدستور هانز غيورغ ماسن أشار إلى أنه لا يوجد ما يفيد بعمل موندلوس لدى المخبر مارشنر. علاقة غامضة بين هيئة حماية الدستور والمخبرين هذه المعطيات الجديدة أوالإشاعات تصب في اتجاه أن الدولة كانت على علم بخلية النازيين الجدد أكثر مما كانت تدعي. وما يعزز هذه الفرضية هو أن كل محاولات التحقق من وجود دور ما لهيئة حماية الدستور باءت بالفشل، سواء في لجان التحقيق المنبثقة عن البرلمان الألماني أو في قضية خلية النازيين الجدد. من جهة أخرى، تثير حالة مخبر آخر مزيدا من الفضول، إذ أن المدعو أندرياس ت يعتبر قائدا للمخبرين النازيين. أندرياس كان حاضرا عند إطلاق النار على خالد يوزقات، أحد ضحايا الخلية الإرهابية في محل خدمة الانترنت الذي كان يملكه في مدينة كاسل. أنكر أندرياس في البداية معرفته بمكان الجريمة، لكن ذلك لم يمنع الشرطة من فتح تحقيق معه واتهامه بالضلوع في قتل يوزقات. معطيات هامة قد تكشف عن خيوط جديدة في القضية، بيد أنها بقيت طي الكتمان بين دفات محاضر هيئة حماية الدستور في مقاطعة هيسن. مخبر آخر بقيت نشاطاته السرية غامضة، إنه المخبر بياتو الذي لم يتم الكشف عن معلومات بشأنه. حكم عليه بالسجن بسبب جرائم عنف وواصل العمل كمخبر لصالح هيئة حماية الدستور من زنزانته في السجن. يرجح أن بياتو كان على علم بمكان أعضاء الخلية بعد اختفائهم أواخر التسعينات. كوريلي هو أيضا مخبر كانت تربطه علاقات متينة بشخصيات من الوسط النازي في مقاطعة بادن فورتمبيرغ. توفي كوريلي قبل عامين، في السابع من أبريل 2014، وذلك قبيل استجوابه من قبل الشرطة. المحققون كانوا آنذاك يطمعون في الحصول منه على معلومات بشأن قتل الخلية للشرطية ميشال كيزنفتر (39 عاما) في هايلبرون، والتي سبب وفاتها الرسمي هو مرض السكري. تينو "خائن" في نظر النازيين تينو براندت يعتبر عضوا مركزيا في العلاقة المشبوهة بين هيئة حماية الدستور وخلية النازيين الجدد. كشف أمره كمخبر للسلطات مع نهاية عام 1999 ويعتبر خائنا في أوساط النازيين. وكان براندت على علم بتطرف أعضاء الخلية الإرهابية. حكم على براندت بالسجن بسبب جريمة اعتداء جنسي. وفي الفيلم الوثائقي تحدث عن حياته المزدوجة: "الذكريات الجميلة في الماضي لن تغير شيئا في حياتك". لم يشعر أعضاء الخلية بالعار بسبب انتمائهم السياسي. "ولهذا لم يفكر أي واحد منهم في خيانة شركائه". وأثارت المعطيات الجديدة جدلا كبيرا في أوساط السياسيين ومحامي ضحايا خلية النازيين الجدد. كليمانس بيننغر، رئيس لجنة التحقيق البرلمانية الثانية في قضية الخلية قال إن هذا الأمر أكد شكوكه التي اعترته منذ زمن طويل وأضاف "لا أستطيع تصور أنه لم يكن هناك مخبر واحد لم يعلم مكان اختفاء أعضاء الخلية". بدوره طالب محمد دايماقولر، محامي أحد الضحايا، برد فعل من أعلى هرم السلطة "ننتظر توضيحات من ميركل أيضا". ويعتمد دايماقولر في كلامه على جملة وردت في كلمة المستشارة الألمانية في حفل تأبين لضحايا الخلية أقيم في برلين سنة 2012 حيث قالت "سنفعل كل شيء لكشف خفايا هذه الجرائم".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل