المحتوى الرئيسى

أجندة النجاح: تطوير الموارد البشرية

04/10 09:48

تتصدّر الموارد البشرية اليوم العوامل التي تؤثّر على ثقافة الشركة. وعلى العاملين في مجال الموارد البشرية أن يستفيدوا من ذلك وأن يطوّروا أجندة الموارد البشرية باعتبارها داعماً حقيقياً للأعمال ومساهماً أساسياً في تطوير المواهب والمحافظة عليها.

بات عدد متزايد من المؤسسات يدرك قيمة ممارسات التوظيف الجيدة والتعليم والتطوير ويساهم تعيين الأشخاص المناسبين إيجاباً في تحسين أداء الشركة. وقد أصبح موضوع ارتباط الموظّفين وصحّتهم وسلامتهم وغيرها من المواضيع هاماً جداً. وتوسّعت مجالات العاملين في مجال الموارد البشرية فعلاً مع توافر المزيد من الفرص لذوي الخبرة العامة كما الاختصاصيين.

تشدد أنو داغا، مدير قسم الموارد البشرية في دي إتش إل الإمارات، على أهمية دور الموارد البشرية في مختلف المؤسسات، وتقول بأن دي إتش إل تعتمد على أربعة ركائز أوّلها «الأشخاص المندفعون» حيث تدرك الشركة أنّ لا سبيل لتقديم الخدمة الرائعة إلا باستخدام موظّفين مرتبطين. لذا يُعدّ دور الموارد البشرية أساسياً، بدءاً من توظيف المواهب الملائمة حتّى تطوير تلك المواهب لتقدّم أفضل إمكانيّاتها. فعظمة الشركة تتحقق من خلال عظمة موظّفيها.

نسلط الضوء في هذا الحوار مع أنو داغا على أهمية الموارد البشرية وسُبل تطويرها بالشكل الذي يناسب الشركات العاملة في المنطقة.

ما هي حلول الموارد البشرية التي تقدّمونها؟ وكيف تتوافق مع استراتيجية الشركة؟

ننتهج في دي إتش إل مقاربة تحسين مستمرة تجاه كل ما نقوم به. فنحرص على الإصغاء والتصرّف بسرعة، سواء أكانت المسألة تخصّ الموظّفين أم العملاء. ففي دي إتش إل نعتزّ بسمعتنا باعتماد المعايير الممتازة، ولا يمكن تحقيق ذلك من دون فريق عمل محفّز ومندفع ومتمكّن ومرتبط. وما يجعل من شركة دي إتش إل مكاناً رائعاً للعمل هو فلسفتنا الأساسية بأنّ موظّفينا هم مفتاح نجاحنا، وتقيّدنا بهذا الالتزام كل يوم. فما من خدع أو حيل أو ناحية واحدة ناجحة. يكمن السرّ في احترام الموظّفين، ودعم تطوّرهم المهني، وإنشاء بيئة عمل مسلّية جداً، والتحلّي بالشفافية، والإصغاء إلى ملاحظاتهم والاستجابة إليها. وبفضل تطبيق هذه الفلسفة دائماً، يعيش الاختصاصيون الدوليون المعتمَدون الألف «أفضل أيّامهم في كل يوم».

بالإضافة إلى ذلك، طرحنا عدّة مبادرات مميّزة، شأن «برنامج الاختصاصي الدولي المعتمد» CIS، وهو منصة للتعليم والتطوير تسمح بتمكين الموظّفين عبر المعرفة وتؤمّن فرص التطوّر لجميع موظّفي الشركة، وعددهم مئة ألف موظّف موزّعين على 220 بلداً ومنطقة. يبدأ البرنامج بدورة تأسيس (تشكّل برنامج التعريف بالشركة للموظّفين الجدد). ويشمل أيضاً دورات إضافية تركّز على وظائف محدّدة داخل دي إتش إل (مثلاً التخليص الجمركي أو الطيران)، فضلاً على برنامج «المدير الدولي المعتمد» للمدراء. إنّه التزام رائع من جانب الشركة يهدف إلى تنمية الموظّفين ليصبحوا الأفضل في القطاع.

تساهم مبادرات ارتباط الموظّفين شأن DHLs Got Talent («دي إتش إل تمتلك المواهب»)والمبارزات الرياضية، وأسابيع تقدير الموظّفين، في إنشاء بيئة عمل مسلّية. ونركّز أيضاً على العافية في مكان العمل، لذا أضفنا مركزاً للياقة البدنية إلى المكتب وأطلقنا مجموعة من برامج العافية حرصاً على أن يتّبع موظّفونا أسلوب حياة صحياً.

لدينا في دي إتش إل مفهوم «اليد الواحدة» الذي يشجّع التضامن وتكريم الموظّفين. فنحن نعمل في 220 بلداً، لكنّ لجميع موظّفينا وسائلَ للتواصل في أي وقت والاحتفال بنجاحاتهم وتشاطرها. ولا تتطلّب المسألة دائماً إنفاق الأموال الطائلة، بل تُطبّق الكثير من مبادراتنا من دون أي ميزانية تقريباً ويدفعها حماس موظّفينا وحسّهم الإبداعي.

العامل الذي يميّزنا هو أنّنا نطبّق هذه الاستراتيجية على نحو دائم ونبحث دائماً عن سبل لتحسينها كل عام. نعتقد بأنّ نجاحنا كمكان عمل يكمن في تركيزنا المستمرّ على التقدّم من «جيد» إلى «رائع». هذه الفكرة راسخة في عقليّتنا وثقافتنا عبر فلسفتنا بعنوان «تحسّن طفيف، في كل يوم، وفي أي مكان، ولدى أي موظف.» فالموظّفون يطمحون للعمل لصالح شركة يعلمون أنّها تحفّزهم لإحداث فارق بالنسبة إلى زملائهم والمؤسسة والعملاء.

ما هي التحديات الأولية التي واجهتكم؟ وماذا عن التحديات الراهنة؟

عندما تعمل الشركة على مدار الأسبوع، لا تخلو الأعمال من التحديات التي تواجه صحّة وسلامة سعاة البريد الذين يقضون وقتهم على الطرقات، فضلاً عن تولّي الشحنات الخطيرة التي تمرّ عبر شبكتنا. لذا نقدّم دورات تدريبية حول السلامة على الطرقات وحول السلع الخطرة لفريق العمليات برمّته. وما دامت قاعدة عملائنا متنوّعة جداً، نركّز أيضاً على التدريب المكثّف حول خدمة العملاء لجميع موظّفينا الذين يتعاملون مباشرة مع العملاء.

من ناحية أخرى، تُعدّ دولة الإمارات العربية المتحدة سوقاً حيوية ومتجدّدة جداً، وتسجّل نسب تغيير تفوق العشرة في المئة. أمّا نحن في دي إتش إل، فنفتخر بمعدلات تغيير موظفين أقلّ من العشرة في المئة في الأعوام الأربعة الأخيرة، وهي في تراجع من سنة إلى أخرى. ونحافظ أيضاً على معدل ترقية داخلي يتجاوز 80 % مما يبيّن أنّنا نركّز على تطوير المواهب والحفاظ عليها.

بحسب تجربتكم، كيف تغيّرت معالم الموارد البشرية في الأعوام الـ14 الماضية؟

تطوّر دور الموارد البشرية كثيراً، حتّى باتت تؤدّي دوراً استراتيجياً في تحفيز نجاح الشركة من خلال الحرص على أن تكون استراتيجية الموظّفين معدّلة بشكل يجذب المواهب ويحافظ عليها. ويحتلّ دور الموارد البشرية في إدارة المواهب وتطوير الموظّفين وكسب ارتباطهم الطليعة في المؤسسات التي تدرك أنّها العامل الرئيسي الذي يميّزها لتبقى ناجحة في بيئة تنافسية.

إلامَ تحتاج المنطقة لتطوير قطاع الموارد البشرية؟ وماذا عن الدعم؟

تُحرز المنطقة تقدّماً كبيراً لناحية الموارد البشرية والممارسات المتعلّقة بالموظّفين. ويشكّل مؤشّر السعادة الذي طرحته حكومة دبي مؤشراً رئيسياً للتركيز الذي تصبّه الحكومة على إدراك أهمية التحفيز في مكان العمل. ويدلّ تزايد عدد المشاركين والفائزين في حفل جوائز أفضل أماكن للعمل على أنّ المؤسسات والرؤساء التنفيذيين يعتمدون المقاربة الصحيحة ويعتبرون الموارد البشرية من الوظائف الاستراتيجية.

كيف للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن تتطوّر وهي تفتقر إلى إدارة للموارد البشرية بسبب عدم توافر الميزانية؟

تشهد هذه المقاربة تغيراً، تحديداً في دولة الإمارات. لقد عملت دي إتش إل بشكل مكثّف في السنتين الأخيرتين مع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية ولمست نموها. كنّا رعاة جائزة الموظّفين والثقافة في السنوات الثلاث الأخيرة، وبصفتي عضواً في لجنة التحكيم، يمكنني القول إنّ جودة ممارسات الموارد البشرية في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة رائعة. ونصيحتي لأولئك الذين لا يستطيعون تأسيس أقسام ضخمة للموارد البشرية أن يتعلّموا من مجموعات ومؤسسات التشبيك الأخرى. فكثيرة هي الممارسات التي لا يتطلّب تطبيقها ميزانيات كبيرة ولا تحتاج إلا إلى دعم الإدارة وموافقتها. فالمسألة تبدأ مع الأسس، كتمضية الوقت مع الموظّفين، والإصغاء إليهم، والأخذ بآرائهم، وإنشاء ثقافة إدارية منفتحة وشفّافة، وتأسيس بيئة عمل مسلّية. فالارتباط يتطلّب وضع الأسس السليمة، وإنشاء بيئة عمل يسود فيها احترام الموظّفين على نحو دائم.

ما هي معايير التوظيف التي تتّبعها الشركة؟

تعد دي إتش إل رب عمل يمنح الفرص المتساوية، إذ إنّنا نتيح فرص التوظيف المتساوية لجميع الأشخاص، بغضّ النظر عن العمر والعرق والدين واللون والجنسية والجنس.

وتشجّع دي إتش إل ثقافة مكافأة الأداء. فقد وضعنا برامج تحفيزية على أصعدة المؤسسة كافة، بدءاً من الموظّفين في الواجهة الذين نشجّعهم على ريادة الأعمال ونكافئهم على المبيعات وكسب العملاء، ومبيعات التأمين إلى جانب عدّة جوائز أخرى، وصولاً إلى البرامج التحفيزية الملفتة جداً التي لا حدود لها والتي نخصصها لفريقنا التجاري. ونراجع دائماً التعويضات والمزايا التي نقدّمها ونقارنها بالسوق، ونعدّلها من وقت إلى آخر حرصاً منّا على أن نبقى من أوائل أرباب العمل.

وأخيراً نحرص على التركيز على سلامة موظّفينا وعافيتهم وعلى إنشاء بيئة عمل رائعة لهم.

ما هي أهم الإنجازات التي حقّقتها الشركة؟

يمكن وصف ثقافة دي إتش إل بإيجاز بأنّها عبارة عن موظّفين مرتبطين ومحفّزين يمضون أفضل أيّامهم كل يوم! فما يجعل مكان العمل مكاناً رائعاً هو برأينا اعتماد الاحترام كقيمة أساسية، وتشجيع تطوّر الموظّفين المهني، وإنشاء بيئة عمل مسلّية، والشفافية، والإصغاء إلى ملاحظات الموظّفين والاستجابة إليها، والاحتفال بالنجاحات. ويحرص الفريق الإداري الذي يقضي الوقت مع الموظّفين الذين يتعاملون مع العملاء (نقل البريد/اتّصالات خدمة العملاء) على أن نبقى قريبين من موظّفينا وأن يعرف الموظّفون في كل خطوة أنّهم سرّ نجاحنا ونجاح عملائنا. وكان ذلك دافعاً رئيسياً في الحفاظ على معدلات ارتباط الموظّفين تفوق 90 % دائماً وتتحسّن من سنة إلى أخرى.

انتقلنا عام 2014 إلى منشأة جديدة حديثة في ميدان. ويشمل المكتب منشأة عمليات آليّة لسعاة البريد تسهّل عليهم عملهم. والملفت هنا أنّه قبل الانتقال إلى مكاتبنا الجديدة، أخذنا برأي موظّفينا وطلبنا منهم أن يعطونا لائحة بالأمور التي يتمنّون أن تضمّها المنشأة الجديدة لتصبح مسلّية أكثر لهم. وانطلاقاً من اقتراحاتهم وآرائهم، أضفنا مركزاً للياقة البدنية (يقدّم صفوف تمارين دورية)، ومقهى دي إتش إل (يُدعى Expresso)، فضلاً على غرف هادئة، ومساحة مخصصة للعبة بلاي ستايشن PlayStation، وطاولات بليارد.

ويحظى الموظّفون بفرصة لردّ الجميل في إطار برنامج المسؤولية الاجتماعية «روح العلامة ذات اللون الأصفر»، الذي يديره الموظّفون الذين يتحلّون بالشغف بعملهم ويُلهمون مَن حولهم للوصول إلى نتائج مستدامة. وعام 2015 وحده أدّى موظفونا 4 آلاف ساعة تطوّع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل