المحتوى الرئيسى

ملخص حياة الإيطالى «ريجينى»

04/09 23:10

1 - جثة الشاب الإيطالى جوليو ريجينى التى تم العثور عليها يوم 3 فبراير الماضى محملة بآثار تعذيب فى الطريق الصحراوى.. كانت منذ شهرين و4 أيام مجرد كرة ثلج صغيرة، ولكن تم التعامل معها باستهتار واستسهال، أجهزة صامتة لا تغرق سوق الإعلام وظمأ الناس للمعلومة ببيانات رسمية أو تحركات توحى بأن الدولة مهتمة، ومتبرعون فى الإعلام والسياسة يمارسون مؤخراً ما يُعرف بالنفاق والتطبيل، كتبوا روايات غير موثقة؛ أحدهم قال إن «ريجيى» توفى فى حادث سيارة، ولما وجدوا آثار التعذيب قالوا مؤامرة إخوانية، ثم تحدث بعضهم عن علاقات نسائية متعددة، ثم تحدث آخر بخيال أكبر عن علاقات شاذة.

2 - هنا كانت كرة الثلج تكبر، والذين يبتغون من وراء تسفيههم للأمور، وتبسيط ما يحدث من أخطاء، الرضا والقرب والمكسب، لا يعرفون ما هو تأثير كرة الثلج «snowball effect». تلك العملية التى تبدأ من حدث صغير، يبنى نفسه بنفسه، ويتحول بمرور الوقت وتكرار الأخطاء إلى كرة أكبر وأكثر خطورة، مثله مثل كرة الثلج التى تتدحرج صغيرة من فوق قمة الجبل، وكلما طال تدحرجها التقطت المزيد من الثلوج، ليزيد حجمها حتى تهوى بقوة فوق رؤوس من ظنوها مع النظرة الأولى مجرد كتلة ثلجية صغيرة.

هذا ما حدث بالضبط، كل المطبلاتية الذين استغلوا صمت الدولة فى موضوع «ريجينى» ونشروا هذه الروايات، تحول كلامهم فى ظل غياب بيانات الدولة إلى روايات متداولة فى الإعلام المصرى والإيطالى فحصلت على صيغة الرسمية وبدأ الرأى العام الإيطالى وخصوم الحكومة يستخدمون هذه الروايات فى الضغط على الحكومة الإيطالية برفع شعار «المصريون يستهترون بنا ويكذبون علينا».

3 - الحكومة المصرية بدأت تشعر بخطورة الموقف بعد بيان البرلمان الأوروبى والهجمات المتتالية فى الصحافة الإيطالية والأوروبية، وبدأت موجة اتهام مصر بالتعذيب تعلو إلى حدها الأقصى، وبدلاً من أن نبدأ فى تأسيس منهج علمى للتحقيق فى هذه القضية بأداء يوحى على الأقل بالاهتمام، استمرت تصريحات «الداخلية» الغريبة عن «ريجينى»، واستمر أداء المتطوعين يشوه فى سمعة مصر سواء عبر هذا الإعلامى الذى استخدم شاهد عيان كاذباً، أو النائب الذى بدأ هجوماً على إيطاليا ووالدة «ريجينى»، حتى بات واضحاً أمام الرأى العام الإيطالى أن المصريين فعلاً يستهترون بالقضية، خاصة بعد ظهور الرواية الهزلية الخاصة بالعصابة التى قيل إنها قتلت «ريجينى»، ثم نفى علاقة هذه العصابة بـ«ريجينى»، بعد سخرية الجميع من الرواية غير المحبوكة، لتخسر مصر مزيداً من ثقة الجانب الإيطالى فى أدائها بهذه القضية.. لتكبر كرة الثلج أكثر وتنزل فوق دماغنا مع طلب إيطاليا وفد التحقيقات المصرى للاجتماع فى روما..

4 - كان المفترض أن يسافر الوفد المصرى جاهزاً لإبهار الإيطاليين وإظهار جدية التحقيقات المصرية، ولكنه صدم الإيطاليين بملف من 2000 ورقة غير مترجم للإيطالية، وتلك كانت بداية المشاكل، وبالتزامن مع ذلك كنا ننتظر أن تطلب الدولة من المتطوعين الصمت وعدم الإدلاء بأى روايات غريبة، ولكن ما حدث أن بعض النواب والسياسيين والإعلاميين استمروا فى الهجوم على إيطاليا، وكانت النتيجة الواضحة بعد اليوم الأول لزيارة الوفد المصرى لروما أن الخارجية الإيطالية استدعت سفيرها للتشاور، وفى هذا الاستدعاء رسالة عدم رضا على ما قدمه الوفد المصرى من معلومات، ثم تأكد ذلك مع ما نشرته وكالة «آكى» الإيطالية تأكيداً على أن السلطات القضائية الإيطالية أعلنت قطع التعاون مع الفريق القضائى المصرى الموجود فى روما لبحث قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى.

5 - كيف وصلنا إلى تلك المحطة؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل