المحتوى الرئيسى

إعلان الهدنة بين أرمينيا وأذربيجان.. والمخاوف قائمة بتجدد الاشتباكات

04/08 18:05

أعرب رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، عن أمله بأن يتم حل قضية إقليم (ناجورني كاراباخ) قرة باغ الجبلي المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان بالطرق السلمية وعبر المفاوضات.

وفي لقاء مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في باكو قال ميدفيديف: "نأمل بأن يصبح السلام القائم في الوقت الراهن، سلاما دائما وبأن يتمكن الجانبان من استئناف مفاوضات التسوية وراء طاولة المفاوضات". وأعرب عن أمله في أن تثمر الجهود المبذولة وتأتي بنتائج إيجابية، مؤكدا أن روسيا ستبذل كل ما في وسعها من أجل ذلك.

من جانبه أعرب الرئيس الأذربيجاني عن شكره للقيادة الروسية على خطواتها الرامية إلى الحد من التوتر في الوقت المناسب، مشيدا بالمباحثات التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معه ومع نظيره الأرميني بغرض التهدئة.

هذا وأكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية تبني طرفي النزاع فترة "صمت" على خط التماس في قرة باغ للبحث عن جثث القتلى. بينما أعلنت وزارة خارجية أذربيجان أن المحادثات حول تسوية النزاع في قرة باغ ستجريها باكو مع يريفان حصرا، متهما أرمينيا بـ"احتلال أراضي أذربيجان". وذكر المتحدث باسم الوزارة حكمت حاجييف أن "اتفاقية وقف إطلاق النار تم التوصل إليها في الخامس من أبريل الحالي بين القوات الأذربيجانية والأرمنية"، مضيفا أن "أرمينيا التي تحتل أراضي أذربيجان كانت وستظل طرفا في المفاوضات مع أذربيجان حول تسوية نزاع قرة باغ".

وأشار حاجييف إلى وجود قوات أرمينية في أراضي بلاده، متهما يريفان بإقامة "نظام معلن من طرف واحد كستار لعدوانها واحتلالها لأراضي أذربيجان". وذكر المتحدث باسم الوزارة أن ثمة في قرة باغ "جماعتان أذربيجانية وأرمينية"، موضحا أن "باكو الرسمية دعت دائما إلى بناء جسور الحوار فيما بينهما".

من جهة أخرى تصر كل من يريفان وسلطات قرة باغ غير المعترف بها على إشراك الأخيرة في العملية التفاوضية. وذكر رئيس "جمهورية قرة باغ" غير المعترف بها باكو سآكيان، إن قرار قمة بودابست عام 1994 لمجموعة مينسك بشأن تسوية النزاع لا يزال واردا، مشيرا إلى أنه وفقا لنص هذا القرار فإن جمهوريته تعد طرفا في النزاع، "ويجب أخذ ذلك بعين الاعتبار في نشاطات الوساطة". وأضاف قائلا إنه "لا يمكن تنفيذ أي قرار من دون قرة باغ وليس في العالم نزاع واحد يتم البحث عن سبل حله دون مشاركة الطرف الرئيسي".

في الحقيقة، لم يكن من المستبعد احتواء الأزمة المفاجئة التي ظهرت في منطقة ناجورني كاراباخ (قرة باغ الجبلية) بشكل فعال وسريع يتماشى مع مصالح جميع الأطراف. لقد هبت أوروبا تشجب وتدعو وتناشد من أجل التهدئة. وطالبت الدول الـ 11 الأعضاء في مجموعة مينسك حول قضية قرة باغ بالتهدئة أيضا. غير أن التحرك الروسي السريع والفوري جاء بنتائج توافقت مع مصالح الأطراف المتنازعة، وتم وقف إراقة الدماء واستنزاف الموارد.

موسكو أرسلت على الفور رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف إلى كل من يريفان وباكو. وأثناء تواجده في العاصمة الأرمينية، كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يلتقي مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ونظيره إلمار ماميدياروف لوضع النقاط على الحروف وإعادة الأمور إلى نصابها مع التأكيد على ضرورة الحل النهائي لهذه المشكلة التي تثير التوتر في منطقة ما وراء القوقاز، وتطغى على مصالح تلك الدول وتشغلها عن التنمية وحل القضايا الملحة لمواطنيها، وتسمح لأطراف خارجية بدس أنفها في شؤون لا تعنيها.

رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف وعد في يريفان بأن روسيا ستبذل كل جهد ممكن لضمان إبقاء أرمينيا وأذربيجان على قنوات اتصال مفتوحة من أجل حل النزاع. وفي الحقيقة، لم يتوجه ميدفيديف إلى الدولتين الصديقتين لروسيا من أجل الوساطة فقط، وإن كانت روسيا إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا تترأس مجموعة مينسك لتسوية قضية قرة باغ، بل أيضا من أجل وضع حلول واقعية على الأرض، لأن الأمر بالنسبة لروسيا يشكل أهمية، ويعتبر جزءا من مصالحها وأمنها المباشرين.

أما الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف فقد أكد على أن التطبيع السريع للأمور جاء بفضل التحركات الروسية السريعة والفعالة. وهذا التصريح كاف لتوضيح الكثير من الأمور ليس فقط للشعبين الأذربيجاني والأرميني، بل وأيضا للأطراف التي سارعت بصب الزيت على النار والإدلاء بتصريحات غير مسؤولة بهدف التصعيد ومن أجل أهداف أخرى تضر بالجميع. ولا يخفى على أحد تصريحات كل من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس حكومته أحمد داود أوغلو اللذين أعلنا وقوفهما إلى جانب الطرف الأذربيجاني حتى النهاية، وحتى النصر المبين على "الأعداء". هذا على الرغم من أن موسكو أكدت أن لا دخل لتركيا بهذه القضية، سواء على مستوى التورط في التصعيد أو على أي مستوى آخر. ولكن يبدو أن إردوغان وأطراف أخرى يحاولون البحث عن أدوار للتغطية على المشاكل والأزمات والكوارث التي تتفاقم في بلادهم. وربما من أجل تصفية حسابات أو تسخين الأوضاع بالوكالة.

في واقع الأمر، لم تتعامل باكو مع تصريحات أنقرة بجدية، ولم تأخذها على محمل الجد. فهي تصريحات معنونة ومعروفة الأهداف. وإذا كانت هناك روابط ما تاريخية وإنسانية وجغرافية تربط أذربيجان بتركيا، فالروابط بين الشعبين الأذربيجاني والأرميني هي روابط أكثر قربا، وأكثر تحقيقا للمصالح في إطار منطقة ما وراء القوقاز عموما، وللدولتين على وجه الخصوص.

لقد أكدت موسكو قدرتها على مساعدة الأطراف المتنازعة للتوصل إلى اتفاقيات والإسهام بآليات تمنع خرق هذه الاتفاقيات. وعلى الرغم من أن مجموعة مينسك تحركت على مستوى التصريحات فقط، وقامت فرنسا بالاتصال مع روسيا يوم 7 أبريل فقط، إلا أن موسكو أكدت على أنها تدعم بشكل كامل عمل مراقبي مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل