المحتوى الرئيسى

بروفايل| غسان كنفاني.. الرجال ما زالوا في الشمس

04/08 11:32

"نعم لقد اخترت ألّا أكون متفرجًا، وهذا يعني أني اخترت أعيش اللحظات الحاسمة من تاريخنا مهما كانت قصيرة"، فكان سلاحه قلمًا وميدانه صفحات الجرائد، فهو الصحفي والقائد والمبدع، تختلف أسماء الأديب الذي عمل محررًا في جريدة الأنوار، الحوادث، المحرر؛ ليؤسس "الهدف" التي ما زالت تمتد من تمرد دمه إلى يومنا هذا، هو "غسان كنفاني".

صاحب "رجال تحت الشمس" و"ما تبقى لكم" و"أرض البرتقال الحزين"، وصاحب مفهوم "أدب المقاومة"، "موت سرير رقم 12"، وغيرها الكثير من الشهادات الحية للجرح الفلسطيني النازف، الذي لم يكل الأديب المولود في أحراش عكا في 8 أبريل عام 1936 أن يعبر عنه، حتى وصفته رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير، بأنه "أخطر على إسرائيل من كتيبة من الفيدائين"، لذا اغتيل في بيروت بتفجير سيارته عام 1972، وكان برفقته ابنة أخته لميس، كما ذكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في فيلمها الوثائقي عنه.

"رجال تحت الشمس" رواية خالدة لصاحب "عائد إلى حيفا"، نالت الرواية إعجاب الكثير من القراء، حيث إنها تعد أحد أفضل أعماله، وترجمة للعديد من اللغات، يُعرف بأنها تحكي عن تفاصيل المشقة والنضال من قبل 3 رجال فلسطينيين هم أبوقيس، أسعد، ومروان، الذين يسعون من أجل الحصول على حياة أفضل، وتمثل الصراعات الفردية الحقائق القاسية لحياة العديد من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين اضطروا للجوء إلى المنفى وهجر الوطن، لكنها في حقيقتها كانت نتيجة لتجربة كنفاني نفسه.

كان العام 1962، وقع فيه محاولة من "القوميين السوريين" لإحداث انقلاب، فجال عناصر الجيش على المباني، يفتّشونها، وكان حينها يعيش في بناية "صيدلية المدينة" في الحمراء، فلما وصلوا إلى بنايته، سألوا الناطور عن البيت فأبلغهم بأن سيدة أجنبية تقطن فيه وحدها، وذهبوا.. وكان غسان لم يمتلك أوراقًا رسمية تخوّله للإقامة في البلد، كان وجوده غير شرعيّ وبقي لشهرٍ في البيت.

وخلال هذا الشهر، كتب "رجال في الشمس" إلى حالة الأسر، استحضر جزءًا آخر من حياته، فهو كان يعمل في الكويت، ويقضي الصيف في دمشق، فكان يقود سيارته أو يستقل الباص إليها، تحت شمس الصيف في الصحراء، تلك رواية زوجته "آني" في إحدى حواراتها الصحفية.

فلسطيني القلب والهوى، يقول الكاتب يوسف إدريس عن غسان "من أنا لأقدّم كاتبًا رفع عن الأدب العربي كل عاره وغسل بدمه تقاعس مئات السنين"، مات عن عمر 36 عامًا، أنجز في 16 عامًا منهم 18 رواية، ناهيك عن الدراسات، والرسوم، والمقالات، والأوراق التي قدمها في المؤتمرات، والبيانات، وتوصفه زوجته بأنه كان يمتلك قدرة مدهشة على أن يكتب مقالاته بينما الناس حوله، وكان سريعًا جدًا في الكتابة، وفي الليل، كان يكتب الرواية والقصة القصيرة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل