المحتوى الرئيسى

بالأرقام| عام على عاصفة الحزم .. الخسائر للجميع

04/07 15:19

عام مضى على إطلاق عملية "عاصفة الحزم" وأقل من عام على عملية إعادة الأمل، وكل الدلائل السياسية والعسكرية تشير إلى عدم اكتمال أهداف "عاصفة الحزم" التي أطلقتها دول التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في عامها الأول، في وقت ما زالت المعارك متصاعدة في عدد من المحافظات بين القوات الموالية للأخير من جهة، والحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، وسط ترقب لمفاوضات سلام قريبة يأمل اليمنيون أن تضع حدا لسيل الدماء الجاري.

واستطاعت "عاصفة الحزم" التي دشنت أولى ضرباتها الجوية فجر 26 مارس 2015، وسيطرت على المجال الجوي لليمن في دقائق، تأمين محافظات الجنوب، وأجزاء من أخرى في الشمال الشرقي في حين تقول الحكومة الشرعية وحلفاؤها في التحالف العربي، إن 75% من الأراضي اليمنية باتت تحت سيطرتها، لكن الرقعة الأهم، وهي صنعاء، ما زالت في قبضة الحوثيين.

ومع إكمال العملية العسكرية عامها الأول، وقرب انطلاق جولة جديدة من مباحثات وقف إطلاق النار بين أطراف الصراع، يرصد مراسل "مصر العربية" بالأرقام أعداد الضحايا والخسائر البشرية والدمار التي رافقت عام من الصراع المسلح في اليمن.

دفع اليمنيون ثمنا فادحا في الحرب، بسبب اجتياح الحوثيين لمدن الجنوب (تعز، لحج، عدن) وما تبعها من عمليات جوية للتحالف العربي، دعما للشرعية.

ووفقا لآخر إحصائيات أممية، صدرت قبل أيام بمناسبة ذكرى مرور عام من الصراع، فقد تسببت الحرب في وقوع 35 ألف ضحية، بينهم 6100 قتيل منذ منتصف مارس 2015 وحتى أواخر يناير  الماضي، أي بمتوسط 113 ضحية كل يوم.

وقال تقرير لمكتب الشؤون الإنسانية الأممي، إن 8 أطفال يُقتلون أو يُصابون أو يُشوهون كل يوم، وأن 1.8 مليون طفل باتوا خارج المدارس.

لقد تسبّبت الحرب واشتداد النزاعات بين كل تحالف الحوثي وصالح من جهة والمقاومة الشعبية من جهة أخرى،وكذا غارات قوّات التحالف، بمقتل الآلاف (29.612) الفا من اليمنيين، الّذين أصبحوا أهدافاً سهلة للقتل على يد مليشيات الحوثي وقوّات "صالح" التي استهدفت التجمعات السكنية والمستشفيات في المدن المقاومة لها، كمدينة عدن وتعز والضالع ولحج، أو من جراء مضادات الطيران التي تطلقها جماعة الحوثي وتسقط على الأحياء السكنية مما ألحق خسائر بالأرواح كما تسببت الأخطاء المتكررة للطيران السعودي في قصف المنازل ومخيم للنازحين والقرى.

وكذلك الغارات الجوية على مواقع عسكرية ومخازن أسلحة قريبة من أحياء سكنية، وتركيز قصف طيران التحالف على مدينة صعدة معقل جماعة الحوثي، واستخدام ذخائر عنقودية، بحسب تقرير "هيومن رايتس ووتش"، بتضاعف عدد القتلى والجرحى.

منذُ منتصف إبريل، وحتى منتصف شهر مايو أجبر الصراع أكثر من (500,000) شخص على النزوح، وبحلول شهر يونيو 2015 كان أكثر من مليون قد نزحوا داخل اليمن، بسبب الحرب وأعمال العنف وبسبب الغارات الجوية للتحالف العربي وبحلول أغسطس كان عدد النازحين قد بلغ (1,300,000) نازح وبلغ العدد (1,439,118) نازح حتى سبتمبر 2015، نهاية العام الماضي وقالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن ما يقرب من (2.5) مليون شخص فروا من مناطقهم إلى مناطق أخرى داخل اليمن، وخارجها ويعيشون في أوضاع صعبة وهم في حاجة إلى مساعدات طارئة.

وبسبب تحكم قوات التحالف العربي بممرات اليمن البرية والجوية والبحرية، بهدف منع وصول إمدادات عسكرية لقوات "صالح والحوثي" التي بدورها تغلق منافذ برية أخرى، فإن هذه الأسباب تصد أبواب الهجرة أمام كثير من اليمنيين وتمنعهم من الرحيل خصوصا بعد تفاقم الأوضاع المعيشية وتصاعد وتيرة العنف في مختلف مناطق البلاد.

ووسط ارتفاع حدة القتال في أنحاء اليمن، تخيم على البلاد أزمة كارثية في ظل معاناة الأسر في البحث عن الطعام وانهيار الخدمات الأساسية في جميع المناطق حيث دعت منظمات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى توفير أكثر من مليار و600 مليون دولار لانتشال اليمن من أزمته.

وبلغ عدد اليمنيين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي( 14.4 مليون) ولم يعد بإمكان الملايين من الأسر الحصول على المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي المناسب، أو الرعاية الصحية الأساسية، فضلا عن انتشار الأمراض الفتاكة مثل حمى الضنك والملاريا، وانخفاض الإمدادات اللازمة لرعاية الصدمات الحادة إلى مستويات مثيرة للقلق.

لم تعلن قوات التحالف العربي رقما دقيقا لحجم خسائرها في العمليات العسكرية، أو عدد الغارات التي نفذتها، لكن إحصائيات غير رسمية تقول إن عدد قتلى الجنود السعوديين، داخل الأراضي اليمنية وعلى الشريط الحدودي، يصل نحو 90 جنديا، تليها الإمارات بنحو 80 أغلبهم سقطوا داخل اليمن.

وخسرت البحرين ثمانية من جنودها في معارك على الشريط الحدودي، فيما خسرت قطر والسودان، جنديا واحدا لكل منهما، أما المغرب فخسرت طيارا حربيا.

وفي مجال الخسائر المادية، فقدت السعودية طائرة "f15" تحطمت داخل أراضيها وكذلك مقاتلة أباتشي، فيما خسرت الإمارات مقاتلة من طراز "ميراج" سقطت في عدن يوم 14 مارس الجاري وقُتل طيارَيها، وفقا لبيانات رسمية.

فيما خسرت البحرين مقاتلة "f16" سقطت بخلل فني داخل الأراضي السعودية أواخر ديسمبر أول الماضي، ونجا الطيار، خلافا للمغرب التي فقدت مقاتلة "f16" داخل معاقل الحوثيين في صعدة (شمال)، منتصف العام الماضي، وقُتل الطيار، الذي تم تسليم جثته فيما بعد بوساطة قادها المبعوث الأممي السابق إلى اليمن آنذاك، جمال بنعمر.

ورفعت "عاصفة الحزم" عودة الشرعية إلى العاصمة المؤقتة عدن، على رأس أهدافها، رغم الاضطرابات الأمنية المتواصلة.

وكانت العودة الأولى لرئيس الحكومة، خالد بحاح، يوم 16سبتمبر الماضي، من أبرز المكاسب التي تحققت وشكلت ضربة قاصمة لتحالف الحرب الداخلي (الحوثيين وصالح) وأعقبها عودة هادي، بعد غياب دام ستة أشهر في العاصمة السعودية الرياض.

وعلى الرغم من موجة الاغتيالات المتواصلة التي أجبرت الرئيس ونائبه على المغادرة مجددا، إلا أنهما في النهاية عادا بشكل دائم وإن كان بنظام التناوب.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل