المحتوى الرئيسى

إيطاليا تحاصر مصر بسبب ريجيني.. هل بدأت خطوات قطع العلاقات؟

04/07 09:05

وصلت العلاقات المصرية الإيطالية إلى مستوى متدنى غير مسبوق عبر تاريخ البلدين، بعد أزمة مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى بالقاهرة، وتشكيك روما ورفضها كافة الروايات التى أعلنتها القاهرة حول ملابسات الحادث، مع تلميحات شبه رسمية تدين السلطات الأمنية المصرية بالضلوع فى مقتل مواطنها الذي كان يجري بحثًا علميًا عن النقابات المستقلة فى مصر، صاحبتها تهديدات وزير الخارجية الإيطالى باولو جينتليونى، فى كلمته أمام البرلمان الإيطالى، باتخاذ إجراءات "فورية وملائمة" لم تحددها ضد مصر، إذا لم تتعاون بشكل كامل فى الكشف عن الحقيقة، قائلًا "تعاون المصريين بدا غامضًا وغير كافٍ، واشتمل على ملفات فقيرة".

سافر إلى روما، بالأمس، وفد مصرى يرأسه المستشار مصطفى سليمان النائب العام المساعد، قالت رويترزإنه يضم: محمد حمدي وكيل النائب العام، ومن قطاع أمن الدولة اللواء عادل جعفر، والعميدين مصطفى معبد، وأحمد عزيز، بالإضافة إلى اللواء علاء عزمي، نائب مدير البحث الجنائي بمحافظة الجيزة، التي عثر فيها على جثة ريجينى عليها آثار تعذيب ونصف عارية، وجميعهم على صلة بتحقيقات القضية التى بدأت قبل أكثر من شهرين، وذلك لعرض نتائج تلك التحقيقات على عدد من المسؤولين الإيطاليين.

الوفد الذى كان محدد له السفر إلى إيطاليا يوم الثلاثاء الماضى، شهد تأجيلًا مفاجئًا بناءً على طلب مصر، قبل الموعد بـ24 ساعة تقريبًا، بالتزامن مع تقارير إعلامية إيطالية، وتحذيرات من صحفيين مصريين فى روما بينهم مراسلة التليفزيون المصرى الكاتبة الصحفية حنان البدري، عن توصل السلطات الإيطالية لأدلة بالصوت والصورة لحادث مقتل ريجيني، وقالت إن التسجيلات لمكالمات بين رجال الشرطة، وحثت وفد التحقيقات بأن يكون "مستعدًا لقول الحقيقة كاملة، وكذلك للمفاجأة التي تنتظرهم هناك"، خاصة وأن الإيطاليون تمكنوا من الوصول لاسم الجانى وسيرته المهنية، بما في ذلك "حكم على الفاعل الرئيسي بالسجن سنة مع وقف التنفيذ بقضايا تعذيب وقتل سابقة" وأدلة أخرى. تلك التلميحات التحذيرية انطبقت على اللواء خالد شلبى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، والذى تحوم حوله شبهات كثيرة فى القضية، أكدتها مصادر مطلعة فى تصريحات سابقة، وأنه ضمن 8 أشخاص طلب النائب العام الإيطالي، أن يكونوا ضمن الوفد المصرى.

الموقف المصرى بات صعبًا، والحكومة فى مأزق كبير، خاصة فى ظل تشكك الجهات الرسمية والشعبية فى روما فى نوايا مصر، بعد سلسلة من الروايات المتضاربة والبيانات المتناقضة حول مقتل ريجينى، فى الوقت الذى قالت فيه جماعات لحقوق الإنسان، إن آثار التعذيب على الجثة تشير إلى أن قوات الأمن المصرية قتلت الشاب الإيطالي، وهو زعم ظلت مصر تنفيه بشدة. حتى مع الحديث مؤخرًا، عن أدلة إدانة دامغة بدعم التسجيلات الصوتية والمرئية تدين السلطات الأمنية، وتهديدات رئيس وزراء إيطاليا بإتخاذ إجراءات تجاه مصر، التى تزامنت مع قرب زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة اليوم، ووصفتها الخارجية السعودية بالزيارة "التاريخية والمهمة" وستتناول جميع الموضوعات المطروحة على الساحة حاليًا. 

طرأت بعض من التطورات على الساحة الإقليمية العربية والإفريقية، بخلاف العلاقة بين مصر وإيطاليا، حملت تفسيرين إما أنها مجرد محاولات ضغط على السلطات المصرية لإجبارها على اتخاذ آليات وتعاون أكثر شفافية فى التحقيقات، أو أنها تمهيد لمجموعة من الخطوات تجهزها إيطاليا لحصار مصر اقتصاديًا وتحجميها إقليميًا، بشكل قدي يكون تمهيدًا لقطع العلاقات تدريجيًا مع مصر.

 إيطاليا تحاصر مستقبل مصر من إثيوبيا

وافقت وكالة ائتمان الصادرات الإيطالية على دعم بناء سد "كويشا" الإثيوبى بهدف توليد كهرباء بطاقة تصل إلى 2000 ميجاوات. وبحسب تقارير إعلامية نقلها موقع "إى إس آى أفريكا" الجنوب إفريقى، هذا الأسبوع، أن رئيس وزراء إثيوبيا هيلى ماريم ديسالين أعلن عن هذا التطور عقب اختتام المفاوضات بين شركة الطاقة الكهربائية الإثيوبية، وشركة سالينى للإنشاءات الإيطالية، ومن المقرر بناء سد كويشا على ضفاف أسفل نهر أومو فى جنوب إثيوبيا، بحيث يتم تركيب توربينات قادرة على توليد 2000 ميجاوات من الكهرباء، وتقدر تكلفة إنشاء السد حوالي 1.7 مليار دولار.

تحجيم دور مصر فى ليبيا

تلعبا مصر وإيطاليا دورًا هامًا فى مسارات الأوضاع فى ليبيا، خاصة بعد سقوط الرئيس الليبى الأسبق معمر القذافى وقتله فى أكتوبر 2011، إلا أن تحولات تبدو أنها ستطرأ على هذا التعاون أو التحالف بين البلدين بشأن هذا الملف خلال الفترة القادمة. حيث تحدثت تقارير إعلامية ليبية عن أن المملكة العربية السعودية، التى تقود تحالف إسلامى عسكرى من 34 دولة بينهم مصر، ستتسلم أمر الملف الليبى، لإيجاد حلًا للأزمة الليبية بما يضمن بقاء مؤسسات الدولة، والقضاء على الإرهاب الذى يهدد أمن واستقرار الدولة. تلك التقارير حملت تحليلات متباينة بين التأكيد والنفى من خلال خبراء محليين، تحدثوا عن تحجيم دور مصر فى الملف الليبى بمجرد إعلان تدخل السعودية التى اشترطت إبعاد مارتن كوبلر مبعوث الأمم المتحدة عن ليبيا، عن الملف نهائيًا، لتتولاه الدول العربية.

ثانيًا: التطورات الاقتصادية بين البلدين

كانت البداية لدخول النفق المظلم بين العلاقات المصرية الإيطالية، مع إعلان خبر العثور على جثة ريجينى بعد 9 أيام الاختفاء، تزامنًا مع زيارة وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية فيدريكا جويدى لمصر، على رأس وفد اقتصادى كبير ضم 30 شركة من كبريات الشركات الإيطالية العاملة فى مختلف المجالات، التى اتخذت رد فعل سريع بقطع الزيارة ومغادرتها ووفد رجال الأعمال إلى روما، وتوقفت حتى الآن، كافة المشاريع الاقتصادية التي كان مزمع الاتفاق عليها خلال الزيارة.

نقلت رويترز، خبرًا تناولته العديد من التقارير الإعلامية الدولية والمحلية، عن إعلان الرئيس التنفيذي لشركة النفط الإيطالية إينى، التى أعلنت فى 30 أغسطس الماضي، عن اكتشاف أكبر حقل غاز على الإطلاق، فى المياه المصرية العميقة فى البحر المتوسط، نية الشركة الانسحاب وبيع حصتها فى حقل الغاز المصرى "الظهر" لتقليص النفقات الخاصة بها، فى إطار استراتيجية جديدة تتبناها الشركة خلال السنوات القادمة. ونفت وزارة البترول المصرية انسحاب الشركة الإيطالية من البلاد، وأن إينى لم تعلن رسميًا عن المشاريع التى ستنسحب منها فى خطتها الجديدة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل