المحتوى الرئيسى

«ويكيليكس»: هجوم أميركي يستهدف روسيا

04/07 01:06

لا تزال فصول فضائح «الجنات الضريبية» للآلاف من النافذين في العالم، والتي أحدثها زلزال «أوراق بنما» المسربة من مكتب المحاماة «موساك فونسيكا»، تتوالى، في ظل استمرار وسائل إعلام عدة في نشر ما حرره «الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين» حول أكبر تسريب وثائق في التاريخ، لا يكشف فقط ضلوع قادة العالم والمشاهير ونجوم الرياضة والمصارف في التهرب الضريبي، بل يثير مزيداً من التساؤلات حول أعداد المكاتب من هذا النوع، وأدوارها المسهلة لعمليات مالية غير شرعية على حساب الفقراء.

وفيما اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول، ان «التهرب الضريبي هو مشكلة عالمية كبرى»، مؤكداً أن «اشخاصاً في اميركا يستفيدون من الامر ذاته»، ذكر موقع «ويكيليكس» أن فضيحة «أوراق بنما» جاءت «بتمويل مباشر من الحكومة الأميركية والملياردير الأميركي جورج سوروس»، معتبراً أن تسريب البيانات «كان في حقيقة الأمر هجوماً موجهاً ضد روسيا، وتحديدا ضد رئيسها فلاديمير بوتين».

وجاء في تغريدة نشرها «ويكيليكس» على «تويتر» أن «مشروع رصد الجريمة المنظمة والفساد الأميركي أعد هجوم أوراق بنما ضد بوتين. ويستهدف هذا الهجوم روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة، ويتم تمويلها من وكالة يوسايد usaid (وكالة التنمية الدولية الأميركية) وسوروس»، مؤكداً أن مشروع التسريبات «تلقى تمويلاً مباشراً من الحكومة الأميركية».

وفي تغريدة أخرى، استطرد «ويكيليكس» قائلاً إنه «ربما يقوم المشروع الأميركي لرصد الجريمة المنظمة والفساد بعمل جيد، لكن حصوله على تمويل مباشر من الحكومة الأميركية لشن الهجوم على بوتين، يثير شكوكا حول نزاهته».

وفي آخر ردود الفعل الدولية على «أوراق بنما»، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الى تعزيز التعاون الدولي في مكافحة التهرب الضريبي»، مؤكداً ان بلاده «ستعمل، سواء أكان في مجموعة العشرين او في اطار منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، على ان يتم تعزيز التعاون».

وكانت الحكومة الفرنسية أعلنت أمس الاول انها ستدرج بنما مجدداً على لائحة الملاذات الضريبية، لترد هذه الدولة في اميركا الوسطى بانها تفكر في ردود اقتصادية ضد باريس.

وأمس، قال رامون فونسيكا مورا، مدير المكتب وأحد مؤسسيه، إنه «لدينا تقرير تقني يقول اننا تعرضنا لقرصنة من اجهزة مُلّقمة في الخارج»، موضحاً انه قدم الاثنين «شكوى في هذا الصدد لدى النيابة».

واضاف مورا أنه «لا احد يتحدث عن قرصنة» في الصحافة التي تستفيض منذ يومين في كشف الوقائع، في حين انها «تلك هي الجريمة الوحيدة التي ارتكبت»، مستهجناً أن تركز المعلومات التي كشفت من 11,5 مليون وثيقة سحبت من النظام المعلوماتي لمكتبه «على الزبائن الاكثر شهرة مع الاستخفاف بالحياة الخاصة».

وكانت صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» الالمانية قد حصلت على الغالبية العظمى من الوثائق التي سربها «مصدر مجهول» من مكتب «موساك فونسيكا» وتقاسمها «الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين» مع اكثر من 100 وسيلة اعلامية بعد تحقيق استمر عاما.

وكشفت الصحيفة أمس أن «من بين زبائن مكتب المحاماة، تجار مخدرات كبارا او اشخاصا وشركات تخضع لعقوبات اوروبية واميركية»، لافتة إلى ان «على لائحة زبائن المكتب مهربي مخدرات من المكسيك وغواتيمالا واوروبا الشرقية».

واشارت الصحيفة ايضا ضمن هذه الوثائق الى «مسؤول مالي يعتقد انه من حزب الله واشخاص يدعمون البرامج النووية الايرانية والكورية الشمالية وشخصين يشتبه بانهما يدعمان رئيس زيمبابوي روبرت موغابي».

وقالت الصحيفة ان «22 شخصاً على الاقل و24 شركة» تعامل معها مكتب «موساك فونسيكا» كانوا على «لوائح مستهدفة بعقوبات اميركية او اوروبية».

من جهته، اعلن الاتحاد الاوروبي لكرة القدم اليوم أن الشرطة السويسرية «قامت بتفتيش مقره في نيون» بعدما كشفت «اوراق بنما» فضيحة حقوق النقل التلفزيوني لدوري ابطال اوروبا في اميركا الجنوبية.

وأوضح الاتحاد أن «الشرطة طلبت الإطلاع على العقود بين الاتحاد الاوروبي وشركة كروس تريدينغ وايضاً شركة تيلي امازوناس»، وهما من الشركات التي حصلت على حقوق بث نهائيات دوري ابطال اوروبا بين 2006 و2009 في الاكوادور.

وورد اسم الامين العام السابق للاتحاد الاوروبي لكرة القدم، ورئيس الـ «فيفا» الحالي، السويسري جاني إنفانتينو في هذه الفضيحة حسب تقرير صحافي استند الى الوثائق البنمية المسربة. وكان إنفانتينو مسؤولاً في حينها عن القسم القانوني في الاتحاد الاوروبي لكرة القدم.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «الغارديان» أن رئيس الامارات يملك امبراطورية عقارية بقيمة 1,5 مليار يورو في لندن اشتراها عبر شركات «اوفشور» انشأها له مكتب المحاماة «موساك فونسيكا».

وقالت الصحيفة البريطانية ان عددا من كبار السياسيين ورجال الاعمال يملكون عقارات فسيحة في بريطانيا اشتروها عبر مكتب المحاماة من دون ان تذكر اسماؤهم حتى تسريب الوثائق، لكنها قالت ان هذه الممارسات «لا تشوبها اي شائبة قانونية».

واضافت الصحيفة ان رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يملك عقارات بقيمة 1,2 مليار جنيه استرليني. واذا كان من المعروف ان عائلة آل نهيان الحاكمة في ابو ظبي لديها عقارات كبيرة في لندن، الا ان حجمها لم يكن معروفا.

وتشمل العقارات التي يملكها الشيخ خليفة مبنى متجر «بي اتش اس» الضخم في شارع اوكسفورد التجاري الشهير ومبنى متجر «هرميس» على شارع «مايفير» الشهير ايضا.

وذكرت «الغارديان» بين من اشتروا عقارات عن طريق موساك فونسيكا كذلك اسم مريم صفدار، ابنة رئيس وزراء باكستان السابق نواز شريف، والرئيس العراقي السابق اياد علاوي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل