المحتوى الرئيسى

مع زيارة العاهل السعودي لمصر.. البداية تحاور شقيقة الشاعر الفلسطيني أشرف فياض المعتقل بالسعودية: أخي ليس كافرًا

04/06 13:48

رائدة فياض: والدي مات بعد سماع الحكم بإعدام أشرف.. وأناشد العاهل السعودي الإفراج عنه

أشكر شرفاء العالم الذين رفضوا الحكم بإعدام فياض أو حبسه بسبب قصائده.. واللجوء إلى التناص مع القرآن ليس جريمة

ناشدت الباحثة الفلسطينية رائدة فياض شقيقة الشاعر الفلسطيني المسجون في السعودية منذ 2014العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن نايف ولي العهد،  الإفراج عن شقيقها الشاعر، مؤكدة في حديثها أن أشرف لم يرتكب جرما ليعاقب بالحبس ثمانية سنوات وبالجلد.

وقالت فياض إن أسرتها تعتبر السعودية وطناً لها بعدما استقر الأب في المملكة منذ 50 عاما.. وأن كل المشكلة تنحصر في الشخص الذي أبلغ عن أشرف واتهمه بالكفر، انتقاما لخلاف شخصي.

"والدي مات بسبب هذه القضية بمجرد سماعه حكم الإعدام الذي صدر ضد أشرف .. أستحلفهم بالله أن يطلقوا سراح أخي وأن يعفو عنه رأفة بوالدته العجوز التي انفطر قلبها على زوجها وعلى سجن فلذة كبدها".

ورغم تفاؤلها بتطور القضية بعد إلغاء حكم الإعدام بحق أشرف، إلا أنها لم تُخْفِ حزنها على صدور حكم بالحبس بحق شقيقها، مثمنة جهود المحامي السعودي المعروف عبد الرحمن اللاحم الذي تطوع للدفاع عن أشرف، وقد قدم استئنافا علي الحكم الأخير.

وثمنت فياض - التي تعمل بجامعة القدس المفتوحة بشمال غزة - الحملات العالمية التي أعلن منظموها التضامن الإنساني والثقافي مع شقيقها المسجون ووجهت تحية إلى من أسمتهم "شرفاء العالم الذين رفضوا الحكم بإعدام فياض أو حبسه بسبب قصائده"، لكنها في الوقت نفسه استنكرت استغلال البعض - الذين لم تُسَمّهم - لقضية شقيقها في توجيه الإساءة إلى السعودية التي ترى أنها وطنها ووطن أسرتها بعد فلسطين.

رائدة التي تركت السعودية التي ولدت بها، وعادت إلى غزة للدراسة في العام 2000، ثم تزوجت وبقيت بغزة حيث تعمل الآن بجامعة القدس المفتوحة بشمال القطاع، تقول إن أمها وشقيقتها بالمملكة يزُرْن أشرف أسبوعيا، وينقلن إليها رسائله الشفاهية. وقالت إنه يعاني من أزمة نفسية لإحساسه بالظلم الواقع عليه ..

"فهو لم يرتكب جرما. والقصة من بدايتها أنه تم القبض على أشرف في المرة الأولي في ليلة رمضانية في العام 2013 من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد مشاجرة بأحد المقاهي مع أحد المراهقين السعوديين بسبب خلاف على نتيجة مباراة في بطولة الأندية الأوروبية. وقد تم تهديد أشرف بالترحيل هو وأهله وبالقصاص انتقاما منه بسبب المشاجرة، ولكن لأن اتهامات الشاب السعودي لم تكن دقيقة فتم الإفراج عن أشرف لعدم وجود أدلة أو تهمة ولكنهم بعد ذلك أعادوا القبض عليه في الأول من يناير من العام2014 لم يخرج من ذلك التاريخ من السجن."

تحكي رائدة فياض أنه في أول درجات التقاضي صدر الحكم بالحبس 4 سنوات و 800 جلدة بتهمة حيازة صور فتيات على جواله .. "ودرأوا حد الكفر عنه لعدم وجود أدلة كافية، رغم أن الصور لفنانات سعوديات شاركن أشرف في معرض فني نظمه بعنوان عمود النور. وتوقعنا أن ينتهي هذا الكابوس في الاستئناف لكننا فوجئنا بالحكم بإعدام أشرف علي خلفية اتهامه بالكفر والإلحاد بسبب ما قاله في قصائده."

وتتذكر فياض "بعد الحكم أعدت قراءة ديوان أشرف كلمة كلمة، خوفا من وجود ما يشين أخي فأنا أزهرية متدينة، وكذلك أخي اشرف. ولكني لم أجد حرفا واحدا في الديوان يسيء إليه أو يمكن اتخاذه دليلا ضده في هذا الاتهام القاسي للغاية بالإلحاد".

حكاية أشرف مع الفن والإبداع طريفة وتكشف نبوغه منذ صغره، كما ترويها شقيقته.. "فقد طلب أستاذ الرسم من تلاميذ الصف الثاني الابتدائي أن يرسموا قصة أصحاب الفيل كما يتخيلونها فرسم أشرف الفيل بطريقة مذهلة في كراسته، ولكن الأستاذ عندما رآها ضربه ومزق الرسم، وقال له معنفا "ماتخلي حدا يرسم لك تاني مرة "، ظنا منه أن أشرف لم يرسم القصة بنفسه. فما كان من أبي رحمه الله إلا أن ذهب في اليوم التالي إلى المدرسة وطلب مقابلة أستاذ الرسم وجعل أشرف يرسم الفيل أمامه على اللوح بجانب رسمة الأستاذ. فتفوقت لوحة أشرف على لوحة استاذه. ومن يومها خصص أبي ركنا في البيت لرسومات أشرف، منذ التحاقه بالصف الثالث الابتدائي، إيمانا منه بموهبة ابنه الصغير..

أما حكاية أشرف مع الشعر فلم أعرف بها إلا عندما كان في الجامعة حيث تأثر كثيرا بأشعار نزار قباني، وكان يكتب العديد من القصائد الشعرية يقلد فيها الشعراء الكبار، لكنه فاجأني بديوانه التعليمات بالداخل، والذي لا يقلد فيه أحدا".

وعن اللجوء إلى التناص مع الصور القرآنية، تقول فياض إنه أسلوب مقبول برأي النقاد المختصين بالفن والشعر.. "ولا يمثل كفرا أو تجاوزا بحق الله سبحانه وتعالى أو مساسا بالقرآن الكريم. وسيرة أشرف في الفن والحياة تدافع عنه وتدرأ هذه التهمة، فقد أسلم أجنبيان علي يديه بسبب تعاملهما معه واستماعهما إلى شروحه المبسطة والعميقة لتعاليم الإسلام.

وقد استغل المحامي اللامع عبد الرحمن اللاحم – الذي تطوع مشكورا للدفاع عن اشرف - شهادة أحد هذين الأجنبيين في الدفاع عن أشرف في المحاكمة الماضية التي تم إلغاء حكم الإعدام فيها".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل