المحتوى الرئيسى

شيخ الأزهر: نلتزم بالوفاء للمنهج الوسطي والتصد للغلاة والمحرِفين

04/06 16:44

شيخ الأزهر – الأستاذ الدكتور أحمد الطيب

تعهد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن يظل الأزهر الشريف وفيا للمنهج التجديدي الوسطي، ينفي عنه تحريف الغلاة المخربين للعقول، المحرفين للدين، والعمل على تنقية تراثه العريق مما عساه ندبه من إفتاء شاذ أو فكر سقيم، ومقاومة التأويل الفاسد القائم على غير قواعد العلم والفهم والتفسير والدعوة الصحيحة.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها شيخ الأزهر اليوم الأربعاء، خلال الاحتفالية التى أقامتها مشيخة الأزهر، بمناسبة منح جامعة بني سويف لفضيلته الدكتوراه الفخرية في العلوم الاجتماعية، اعتزازا وعرفانا بما قدمه من إنجازات حية لنشر وسطية الإسلام، وتقديرا لجهوده في تعميق علاقات الأخوة وروح التسامح بين أبناء الوطن.

وقال الطيب “إن العلم أشرف ما يعز به الإنسان ويرتفع به قدره ﴿يرفعِ الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ {المجادلة: 11}، وهو في الوقت يلقي بمسؤولية كبرى على أهله نحو مجتمعاتهم ومن حولهم من المواطنين بالخير والنماء والنفع، وبالنصح والبيان، والإقناع والبرهان (فالدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول اللَّه؟.. قال: لِلَّه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهِم)”.

وأضاف “أن العلم رحم بين أهله، ورابطةٌ عقلية وروحية يسلك بها العلماء – على اختلاف تخصصاتهم – سبيلا واحدة لكشف آيات الله في كونه يتنهى بهم إلى الجنة: (فمن سلك سبيلا إلى علمٍ – كما ثبت عن نبينا في الصحيحِ من حديثِه – يسر اللَّه له سبيلا إِلى الجنة)”.

وأوضح أن أول آداب العلمِ في الإسلامِ، بل أول واجبات المشتغِلين به هو إشاعة نشرِه بين الناسِ، والاعتزاز به والالتزام بتقاليدِه وتبِعاته اللائقةِ بالعلماء وطُلّاب المعرفةِ والحقيقة، وألَّا يتحول العلم في أي فرعٍ من فروعه وتخصصاته إلى سِلعةٍ تخضَع لقانون العرض والطلبِ، وتبتذل في أسواقِ المنافع والمصالِحِ الضيقة، مشيرا إلي أن العلم رسالة قبل أن يكون مصدرا للكسبِ المادي.

وأعرب شيخ الأزهر عن سعادته وفخره بمنح جامعة بني سويف الدكتوراه الفخرية له، منوها بهذه الجامعة الفتِية، بشبابها الباكر، وعملها الدؤوب، وإخلاصها لأبناء مصر كافة وأبناء الصعيد الأدنى والأوسط بوجه خاص.

وتابع “إن هذا التكريم، وهذه الدرجة العلمية الرفيعة الفاخرة، وِسام على صدري بوصفى من أبناء الصعيدِ، وإني – والله – لأقدرها حق قدرها، وأعتز بها أيما اعتزاز، وأعلم أنها تقدير علمي لمؤسسة الأزهر ومشيخته قبل أن تكون تقديرا لشخصي الضعيفِ”.

واستطرد “إن هذا التكريم أيضا هو تقدير علمي لمنهج الأزهر الوسطي، ونزعته التجديدية الملتزمة منذ الشيخ محمد عبده ومن بعده الشيوخ: سليم البشري، ومحمد بخيت المطيعي، ومحمد مصطفى المراغي، ومصطفى عبد الرازق، ومحمد عبد الله دراز، ومحمود شلتوت، إلى أبي زهرة والغزالي، وسائر الكوكبة الشريفة المشرفة من علماء الأزهر وأئمته الأوفياء لما وسده إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (يحمِل هذا العلم من كلِ خلف عدوله، ينفون عنه تحرِيف الغالِين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)”.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل