المحتوى الرئيسى

"الوطن" تنشر نص كلمة "الطيب" في احتفالية منحه "الدكتوراه" من جامعة بني سويف

04/06 15:50

نظمت جامعة بني سويف برئاسة الدكتور أمين لطفي، اليوم الأربعاء، حفلا في مشيخة الأزهر، لتكريم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهرf="/tags/43290-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81">الأزهر الشريف، ومنحه درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم الاجتماعية، وذلك تقديرا لجهوده في نشر الإسلام الوسطي وتجديد الخطاب الديني، والتعريف بتعاليم الإسلام السمحة.

وتنشر "الوطن"، نص كلمة الدكتور أحمد الطيب، بمناسبة حصوله على الدكتوراه الفخرية من جامعة بني سويف.

قال الطيب في بداية كلمته: "العلم أشرف ما يعز به الإنسان ويرتفع به قدره ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ‏﴾ {المجادلة‏: 11}‏، وهو في الوقت يُلقِي بمسؤولية كبرى على أهله نحو مجتمعاتهم ومَن حولهم من المواطنين بالخير والنماء والنفع، وبالنصح والبيان، والإقناع والبرهان، (فالدِّينُ النَّصِيحَةُ، قِيلَ: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِلَّهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ)".

وأضاف شيخ الأزهر: "تعلمون أيُّها العلماءُ الأجلَّاء، أنَّ العلم رَحِمٌ بين أهلِه، وأنَّه رابطةٌ عقليَّةٌ وروحيَّةٌ يسلكُ بها العلماء على اختلاف تخصُّصاتهم، سبيلا واحدا لكشف آيات الله في كونه، ينتهّي بهم إلى الجنة، فمَن سَلَكَ سبيلًا إلى علمٍ كما ثبت عن نبيِّنا في الصحيحِ من حديثِه، يَسَّرَ اللَّه له سبيلًا إِلَى الْجَنَّةِ".

وتابع الإمام الأكبر: "أول آداب العلم في الإسلام، بل أول واجباتِ المشتغلين به كما تعلمون حضراتكم، هو إشاعة نشره بين الناس، والاعتزاز به والالتزام بتقاليده وتبعاته اللائقة بالعلماء وطلاب المعرفة والحقيقة، وألا يتحول العلم في أيِّ فرع من فروعه وتخصصاته إلى سِلعة تخضع لقانون العرض والطلب، وتبتذل في أسواقِ المَنافِع والمَصالِحِ الضيِّقةِ، فالعِلمُ رسالة قبل أن يكون مصدرا للكسب المادي الذي ينبغي أن يأتي ثانيا وبالعرض، وليس أولا وبالذات، والعالم حر متحرر من كل القيود، والعالم الحق هو الذي يرى موطنه فوق السحابِ حتى وإن كان فقيرا".

وأكد الطيب: "قدر لجِيلي والحمد لله، أن يتَتَلمَذَ على يد علماء فقراءَ تركوا في عقولنا ونفوسنا قبسات ما زالت تقودنا في مَسِيرتِنا العلميَّةِ والخلقيةِ، وإن أنسى لا أنسى تغني بعضِهم بقولِ الإمامِ الشافعيِّ: أنا إنْ عشتُ لستُ أعدمُ قُوتًا.. وإذا متُّ لستُ أعدمُ قَبْرَا، هِمَّتِي همَّةُ المُلوكِ ونَفسِي.. نَفسٍ حُرٍّ تَرَى المَذلَّةَ كُفْرَا، وإذا ما قنعتُ بالقُوتِ عُمْرِي.. فلماذا أَهابُ زيدًا وعَمْرَا".

وقال الطيب: "أيها الإخوة الأعزاءُ، كم أنا فخورٌ وسعيدٌ بأنْ تَتَكرَّم عليَّ جامعةُ بني سويف بمنحي الدكتوراه الفخريَّة، هذه الجامعة الفَتِيَّة، بشبابها الباكر، وعملها الدؤوب، وفتائها القوي، وإخلاصها لأبناء مصر كافَّة وأبناء الصعيد الأدنى والأوسط بوجهٍ خاصٍّ، وإنه لَوِسامٌ على صدري أن تتكرَّم جامعة بني سويف على ابن من أبناء الصعيدِ الأقصى بهذه الدرجة العلمية الرفيعة الفاخرة، وإني - والله– لأقدرها حق قدرها، وأعتز بها أيما اعتزاز، وأعلم أنَّها تقدير علمي لمؤسسة الأزهر ومشيخته قبل أن تكون تقديرا لشخصي الضعيفِ".

وتابع شيخ الأزهر: "لئن كان هناك ما يجبُ عليَّ أن أشارككم إياه من فكر، في هذا المقام، فهو أن التكريم أيضا هو تقدير علمي لمنهج الأزهر الوسطي، ونزعته التجديدية الملتزمة، منذ الشيخ محمد عبده، ومن بعده الشيوخ: سليم البشري، ومحمد بخيت المطيعي، ومحمد مصطفى المراغي، ومصطفى عبدالرازق، ومحمد عبدالله دراز، ومحمود شلتوت، إلى أبي زهرة والغزالي، وسائر الكوكبة الشريفة المشرفة من علماء الأزهر وأئمته الأوفياء، لما وسده إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (يحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالِ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلِ الْجَاهِلِينَ)".

وأكد الإمام الأكبر: "أعدكم أيها الإخوة العلماء أن نَظَلَّ أوفياء لهذا المنهج التجديدي الوسطي، ننفي عنه تحريف الغُلاة المُخرِّبين للعُقول، المُحرِّفين للدين، ونعمل على تنقية تُراثه العريق ممَّا عساه ندَّ به من إفتاءٍ شاذٍّ، أو فكرٍ سقيم، ومقاومة التأويل الفاسد القائم على غير قواعد العلم والفهم والتفسير والدعوة الصحيحة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل