المحتوى الرئيسى

نقاد: السينما لم تُقصر في حقْ اليتيم.. وآخرون 'جعلوه مجرماً'

04/05 17:50

اليتيم" دائمًا "شخصية منكسرة" من وجهة نظر السينما المصرية حيث ظهر في العديد من الأعمال بهذه الصورة ولم تغفل عن تقديم صور شتى لليتيم حتى في صورته المعنوية، بحيث يوجد الأب والأم لكنهما بعيدان عن طفلهما حيث يأخذه الغير ويكونون بمثابة أسرة بديلة تتبناه، وبمناسبة أعياد اليتيم نستعرض الأعمال التي عرضت هذه الشخصية ونلقي الضوء على ما قصرت فيه السينما المصرية وما أجادته من عرض في معالجة هذه الصورة، كما نستعرض آراء النقاد فيما رسمته السينما المصرية عن هذه الصورة التي يهتم بها المجتمع المصري.

الكثير من المخرجين تبنوا فكرة الإصلاح في السينما وعرضا قضية اليتيم من خلال صورتين الأولى في معناها المعروف بفقد الأبْ والأمْ، والثانية بتقديم صورة اليتيم بشكل لقيط تتبناه أسرة اخرى ويظهر باكورة هذه الأعمال في فيلم "البؤساء"، وأيضًا فيلم "اليتيمة" لـ فؤاد الجزايرلي ورائعة فاتن حمامة مع ثريا حلمي في فيلم "اليتيمين"، ورائعة عاطف سالم مع فريد شوقي في فيلم "جعلوني مجرمًا"، وظهر إهتمام الرواد باليتيم والظروف المترتبة على فقدانه للعائل في أعمال أخرى وظهر هذا في الأربعينات بفيلم "الحرمان، السبع بنات، الأبرياء، أولاد الشوارع، دهب، ياسمين، أربع بنات وضابط" ومع فترة السبعينات خفت نجم اليتيم وظهرت أفلام المقاولات التي تقدم قصص تحاكي جيل جديد له قسط من التعليم الجامعي ورفاهية أكثر.

ومع بداية التسعينات عادت من جديد ولكنها ظلت مرتبطة بالأوضاع الإقتصادية الغير مستقرة وظهور عصابات خطف الأطفال، فظهر فيلم "العفاريت" للراحل حسام الدين مصطفى وظهر سمير صبري مع سحر رامي في فيلم "اليتيم والحب"، وإلهام شاهين في فيلم "اليتيم والذئب"، وعن شعور اليتيم الذي يلفظه المجتمع وربما أقربائه بالتحديد قدمته السينما المصرية في مواضع كثيرة منها الخجول العفيف عن طلب المساعدة الذي يشعر بالأسى من نظرات الشفقة وقدمها النمر الأسود أحمد زكي، وقدمها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وظهرت البلطجة وعصابات التسول فقدمها خالد يوسف في فيلمي "كلمني شكرًا، وحين ميسرة".

طارق الشناوي: السينما تعاطفت مع اليتيم ولكن أظهرته مع أطفال الشوارع

ماجدة موريس: السينما عرضت أفلام العشوائيات وأطفال الشوارع وهم في الأصل يتامى

ماجدة خيرالله: هناك أفلام غيرت قوانين الدولة

نادر عدلي: السينما لم تقصر في تقديم صورة اليتم بعدة أشكال

في هذا الصدد يقول الناقد طارق الشناوي، أعتقد أن السينما المصرية وضعت يدها على مدار تاريخها على اليتيم بشكل ملحوظ فأثارت تعاطف المشاهد مع البطل بحيث يتم إظهاره دائمًا بشكل المغلوب على أمره خاصة في ذكريات طفولته المؤلمة وتواجده في الملاجيء أو الإصلاحيات حتي وإن كانت نهايته سيئة كما في فيلم "جعلوني مجرمًا"، أو الطفلة فيروز في أعمالها مع أنور وجدي، فأحيانًا تمارس أفعالًا تثير التعاطف رغم تقديمها في بعض الأحيان لأفعال لا تليق كالسرقة والتسول وكما في فيلم نعيمة عاطف بنت الإصلاحية في فيلم "أربع بنات وضابط"، وإهتم الإصلاحيون من رواد السينما باليتيم ولكن ليس بتعريفه كمن فقد الأب والأم بالوفاة ولكن بتخليهما عنه كما حدث مع العندليب في فيلم "الخطايا"، ومع أن هذا اليتم معنوي لكنه يتلامس مع قضية أولاد اشوارع كما عرضها يوسف وهبي، وتم تقديم اليتيم في فيلم "أولاد الفقراء"، ووصلنا حتى الآن بتقديم فيلم "ريجاتا"، حيث يعتبر آخر فيلم تلامس مع اليتيم.

وتواصل الناقدة ماجدة موريس، قائلة: بذل السينمائيون الأوائل كثير من الجهد لعرض قضايا اليتيم لكن من منظور التعاطف حتى لو على حساب المصداقية والمفاجأت غير الحقيقية كأن يعود الأبْ الذي ظن الجميع أنه مات أو أن تتعرف الأسرة على طفلها من خلال علامة مميزة وكلها أمور تقليدية ربما ناسبت هذا العصر وفي الفترة الأخيرة رأينا القصص المتمثلة في فيلم "إبراهيم الأبيض"، وصولًا لفيلم "ريجاتا"، ولم تكن صورة اليتيم واضحة مثلما وضحت صورته الإجرامية فبعد العنف والإجرام تجد صناع العمل يطالبون بالتعاطف معه لأن البطل فقد العائل أو مجهول النسب أو مخطوفًا وعاش ظروفًا صعبة مثل أعمال محمد رمضان سواء في "الألماني، قلب الأسد" ويمكن تسمية هذه الأفلام بأنها عرضت عشوائيات وأطفال شوارع هم في الأصل يتامى بذلك نرى السينما الحديثة شوهت صورة اليتيم رغم إظهاره كبطل يريد التعاطف ورغم المشاكل التي قد تحدث فالسينما لم تقدم جديدًا في هذا الشأن سوى الصورة النمطية لبطولات اللقيط دون أن تعطي مثال آخر ليتيم الأب الفعلي ولابد أن تكون السينما في قصصها أكثر إثارة لكن هذا لا يمنع من وجود أمثلة تكون أكثر إيجابية.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل