المحتوى الرئيسى

"إلتفاف" يعكس تشويه الإحتلال لطبيعة فلسطين

04/05 16:55

ينقل الفنان الفلسطيني رأفت أسعد إلى الجمهور، في معرضه الجديد "إلتفاف"، التغيّرات التي تشهدها الطبيعة بسبب الإحتلال الإسرائيلي، وذلك عبر 16 لوحة فنية يصل حجم بعضها إلى عدّة أمتار.

ويقول أسعد، خلال افتتاح المعرض في قاعة "كاليري" في رام الله المحتلّة، "على الرغم من أنّ الإحتلال لا يظهر في هذه اللّوحات، إلاّ أنّ أثره واضح بما ألحقه من أضرار في الطبيعة".

يعيد الفنان الفلسطيني في "التفاف"، صياغة ما جاء في "مرج بن عامر"، مع تسليط الضوء على تأثير الإنسان وعلاقته بالطبيعة ومعها، وحضوره فيها سلباً وإيجاباً، حيث "اللوحات الإعلانية الضخمة"، والإسفلت الذي يأكل الطبيعة.

يشير بذلك، إلى أثر الاحتلال الإسرائيلي في تشويه الطبيعة الفلسطينية، من خلال إقامة العديد من الطرق الملتفة التي تخترق السهول والجبال من أجل وصول المستوطنين اليهود إلى مستوطناتهم.

وترمز كثير من اللوحات بشكل تدريجي، إلى تناقص المساحات الخضراء وجمال الطبيعة، ليحل محلها لون أسود يبتلعها.

تظهر الشوارع بلون أسود وخطوط بيضاء وصفراء وحمراء وحواجز حديدية.

ويقول أسعد، في كتيب وزع خلال المعرض: "في هذا العمل وعلى مدار سنة من البحث والتجريب... وخلال تجوالي في أنحاء وأرجاء الوطن، لفت نظري وعشش في الذائقة، كل ما حصل من تغيير عابث أفقد هذه الطبيعة بكورتها وفطرتها".

ومن أبرز لوحات المعرض، لوحة طولها 11 متراً وعرض يقارب المتر ونصف المتر، يظهر فيها طريق ملتف في إشارة إلى تلك الطرق التي يطلق عليها الفلسطينيون "الالتفافية" ويستخدمها المستوطنون المحتلون.

وترتبط فكرة الالتفاف عند الفلسطينيين، ببحثهم الدائم عن طرق بديلة صعبة ووعرة أحياناً، من أجل تجاوز الحواجز العسكرية الإسرائيلية الموجودة على عدد من الطرق الرئيسية الرابطة بين المدن.

ولعل أبرز ما يشير إلى هذه الطرق البديلة، ما جاء في بيان اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" بعد اجتماعها أمس في مقر الرئاسة في رام الله.

ودعت اللجنة في بيانها "المواطنين الفلسطينيين، إلى التوقف عن استخدام الطرق الفرعية والتوجه بمركباتهم إلى الطريق الرئيسي (بين رام الله ونابلس)، لكسر قيود الحركة التي تحاول قوات الاحتلال فرضها على المواطنين ومنعهم من استخدام الطريق الرئيسي عبر حاجز حوارة".

ويوضح أسعد، أنّ معرضه يهدف "إلى وضع الإصبع على الجرح، والتذكير بأهمية الأرض بالنسبة للفلسطينيين الذين يعرفون قيمة كل شبر منها في ظل هذا الاحتلال".

ويصف الفنان البريطاني أندرو ستال لوحات أسعد في تقديمه للمعرض بأنها "تطرح موضوع الحواجز السياسية والحبس داخل إطار الحداثة، حيث نقبع في فخ مشهد صنعته يد الإنسان".

ويضيف في كتيب عن المعرض: "لقد جاءت هذه اللوحات لتكشف التناقض بين أفق جمالية المكان وبين ما يتدفق من القيود والرقابة لامتصاص روح جمال الطبيعة".

ويرى الفنان التشكيلي الفلسطيني جون حلقة، أنّ أسعد "ينأى عن استخدام الرموز والأشكال المباشرة والمساحات المتعارف عليها والرموز السياسية والعلانية".

ويضيف في كتيب المعرض أنّه "من هنا، فإن هذا التقشف يجبر المشاهد على التّمعن بهذا المنعطف الحاسم في رحلة الفلسطينيين التاريخية على درب الدموع".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل