المحتوى الرئيسى

مصطفى زكي يكتب: الطرق السالكة في القضية الحالكة | ساسة بوست

04/05 12:05

منذ 1 دقيقة، 5 أبريل,2016

هل التيار الإسلامي في مصر قادر بمفرده على دحر الانقلاب؟

سؤال كبير أطرحه لأجيب عليه، ليس بطريقة التحليل والتأصيل والتأريخ والاستدلال، ولكن بقصد المشاركة في صناعة الرأي ووضع مصباح منير على الطريق الصحيح .

أعود فأسأل هل التيار الإسلامي المصري في مقدوره إنشاء دولة مكتملة الأركان؟ ثم هل يستطيع إدارتها دون الاستعانة بآخرين؟

–  ذلك إن أُتيحت له الفرصة مرة أخرى أو هو حاول صناعته  ــ.

أم هل يجب توحيد صفوف المصريين تجاه قضية مركزية واحدة تشمل مختلف الاتجاهات والإيديولوجيات؟

بمعنى وقوف الإسلامي إلى جوار الليبرالي وبجوارهما الشيوعي أو العلماني وغيرهما .

ناهيك عن ضرورة مزج مختلف أشكال التيار الإسلامي من إخوان وسلفيين وجهاديين وجماعة إسلامية وجمعية شرعية وربما يتفاعل معهم أيضاً أفراد من التبليغ والدعوة، وقد ينجحون في جذب بعض المتصوفة أيضًا؛ ليكونوا جميعًا في بوتقة واحدة .

هل ما حدث في ثورة يناير ٢٠١١ نتيجة طبيعية لاتحاد الفرقاء المصريين؟ «ما زالت أصداء كلمات جورج إسحاق ترن في أذني والتي تحكي عن حماية النصارى للمصلين المسلمين أثناء أدائهم الصلوات بميدان التحرير».

ولنسأل من وجهة نظر أخرى :

هل يمكن فهم نجاح ثورة يناير ٢٠١١ في ضوء الآية الكريمة «وما يعلم جنود ربك إلا هو» «المدثر ٣١» على أساس أن كل من شارك في الثورة لم يكن إلا مجرد جندي من جنود الله تعالى لإعلاء راية الإسلام في مصر؛ وذلك باعتبار أن التيار الإسلامي كان عمود خيمة الثورة ووقودها وقائدها، ثم خذلها التيار الإسلامي نفسه؟ بعدم الاستشراف الصحيح لما بعد النجاح .

وهنا أُذكِر القارئ العزيز بأن التيار الإسلامي أمامه جُحر لُدغ منه مرات عديدة، كما حدث في تجربتهم في أفغانستان بعد دحر الاتحاد السوفيتي في ثمانينيات القرن الماضي، وقل مثل ذلك في تجارب ثورات دول الربيع العربي .

لن أسهب في المقدمات، ولن أطيل في توضيح المُسلمات، وأنتقل فورًا للإجابة عن السؤال الخطير الكبير هل التيار الإسلامي في مصر وحده قادر على دحر الانقلاب؟

الإجابة: نعم وبدون أدنى شك وسأشارك في رسم الخريطة المؤدية للهدف .

أمام التيار الإسلامي عدة طرق لينجح في فرض مشروعه على الأرض :

الطريق الأول «القديم» «الطريق الخطأ»:

وهو الانخراط في النظام الحالي واللعب بقوانينه والاعتراف له بفوزه في تلك الجولة، ثم محاولة تمرير القوانين التي تخدم قضيته، وإلغاء تلك التي تعرقل مسيرته، واستقطاب الكوادر الصالحة إلى صفوفه، واختراق صفوف معارضيه وتمهيد الرأي العام ليتقبل طرحه في الجولات القادمة ليتفاعل معه وينصره .

الطريق الثاني «الاستنزاف» «طريق الجماهير»:

مواصلة التظاهر والفعاليات في الشوارع والجامعات والنقابات وغيرها، والرفض والاستنكار على القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بتعرية الضالين عن صراط الثورة المستقيم، وتوضيح الطريق الثوري القويم الموصل للهدف المبين .

الطريق الثالث «الغامض» «طريق العنف»:

إعلان المواجهة المسلحة ضد الانقلاب أو الانضمام لكيانات مسلحة موجودة بالفعل وبدء حرب عصابات وجذب الاتباع والتخطيط للتصعيد المستمر .

الطريق الرابع: «الطويل» «طريق اليهود»:

اتباع سياسة النفس الطويل بتغيير القناعات الحالية والتغلغل في شتى دروب المجتمع لتكوين حاضنة جديدة لإفراز صفوة جديدة، يكون لديها عناصر فعالة «غير مرئية» في الجيش والشرطة والقضاء والإعلام وغيرها استعدادًا لساعة صفر تحين بعد  «20: 30» سنة .

الطريق الخامس «الخليط» «طريق التهلكة»:

المراوحة بين كل ما سبق من طرق عن طريق التشرذم حول كل خيار بعدد محدود من القوى والأفراد دون التنسيق مع أصحاب باقي الخيارات النابعة من باقي خطوط التيار.

الطريق السادس «التفويض» «طريق الدعاة»:

التركيز على تفويض الله ليتدخل بقدرته تبارك وتعالى لحسم الصراع وذلك بالدعاء بجوف الليل أثناء قيامه وسكب العبرات وإصلاح العلاقة معه، والتواصي على ذلك، والتماهي بين مختلف فصائل التيار الإسلامي على الحد الأدنى من التلاقي حول القضايا الكبرى التي لا خلاف فيها أو تلك التي تتولد عنها أبسط الخلافات .

الطريق السابع «الخارجي» «الطريق الصعب»:

وهو الطريق الذي يركز على نقل المعركة من فوق الأرض المصرية إلى أرض الخصوم الذين ساعدوا في إسقاط النظام المصري نتاج الثورة، سواء تلك الدول التي أفصحت عن كرهها لنجاح التجربة الثورية المصرية، أو تلك الدول التي من مبادئها هدم أي نجاح فيه رائحة إسلامية، وهي دول اليهود والنصارى بمختلف طوائفهم وتنوع جغرافياتهم .

مع العلم بضرورة أن هذا الخيار يتداخل مع الكثير من الخيارات السابقة وربما يأخذ صورة الخيار الثالث في أحد أشكاله لينقل المعركة برمتها لأرض الخصوم وليشغلهم عن أراضيه بما يحدثه على أراضيهم  .

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل