المحتوى الرئيسى

أرمينيا تحذر من حرب شاملة واتهامات لتركيا

04/05 01:25

جنود مرابطون في قرة باخ

أذربيجان تعلن وقفا "أحاديا" لإطلاق النار في ناغورنو قره باخ

صراع ناغورنو قرة باخ يحتدم مجدّدًا

نصر المجالي: لم يستبعد الرئيس الأرميني سيرج سركسيان اندلاع حرب شاملة، محذراً من أن اندلاع أعمال العنف في إقليم ناغورنو قرة باغ الساعي للانفصال يسير باتجاه حرب شاملة، بينما اتهمت موسكو تركيا بالتورط في الصراع. 

 وقال الرئيس سركسيان في اجتماع مع سفراء أجانب في العاصمة يريفان يوم الاثنين، إن تصاعد أعمال العنف قد يؤدي لعواقب غير متوقعة ولا يمكن التراجع عنها قد تصل لحد اشتعال حرب شاملة.

وبعد يوم ثالث من القتال بين أذربيجان وانفصاليين تدعمهم أرمينيا حصد أرواح المزيد من الجنود، أكد الرئيس الأرميني إن بلاده ستعترف باستقلال جمهورية "قره باخ" عن أذربيجان إذا استمرت العمليات القتالية هناك واتسع نطاقها.

واتهم سركسيان أمام سفراء من الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أذربيجان بأنها أقدمت على "استفزاز غير مسبوق على طول خط الاتصال" مع ناغورنو قره باخ.

وأضاف أن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي يجب أن تلزم أذربيجان باحترام نظام وقف إطلاق النار، كما على سلطات باكو أن تتفاوض مباشرة مع سلطات قره باخ.

وصرح الرئيس الأرميني أن بلاده مستعدة لحل وسط في تسوية أزمة قره باغ، وأعلن أن أرمينيا وكذلك جمهورية "قره باخ" غير المعترف بها تدعوان إلى وقف العمليات القتالية.

وأشار سركسيان إلى ضرورة اعتماد آلية التحقيق بالأحداث وتوسيع إمكانية رقابة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي من أجل تسوية الوضع في الإقليم، وطالب بإعادة كافة القوات إلى المواقع التي شغلتها قبل 1 نيسان (أبريل) 2016.

ويشار إلى أن أن دافيد بابايان المتحدث الصحافي باسم رئاسة جمهورية قره باغ غير المعترف بها اعتبر السبت 2 أبريل أن تركيا قد تكون متورطة في تصعيد النزاع في المنطقة.

وقال بابايان "كنا نعلن دوما أن أذربيجان لا يمكن أن تسلك مثل هذا السلوك بمبادرة أذربيجانية فحسب. على الأغلب تدعمها قوى معينة، لا سيما تركيا".

وتتقاتل الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان أذربيجان وأرمينيا في نزاع على الأرض منذ أوائل تسعينات القرن العشرين قتل فيه الآلاف من الجانبين وشرد مئات الآلاف.

وكان النزاع اندلع بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم قره باغ الجبلي في عام 1988 حين أعلنت الأغلبية الأرمنية من سكان الإقليم، الذي كان يتمتع بحكم ذاتي، الاستقلال عن جمهورية أذربيجان السوفياتية.

وتوقفت الحرب بهدنة هشة في 1994 ولم يشهد الإقليم سوى أعمال عنف متفرقة منذ ذلك التاريخ. لكن الهدنة تراجعت في الأيام القليلة الماضية في أسوأ اشتباكات منذ سنوات قتل فيها العشرات من الجانبين.

ورغم مناشدات وسطاء دوليين بضرورة وقف القتال على الفور فإن الجانبين تبادلا القصف المدفعي ووردت أنباء عن اشتباكات في عدد من المواقع على جانبي المنطقة الحدودية الجبلية.

ومن شأن العودة للحرب زعزعة الاستقرار في الإقليم الذي تمر عبره أنابيب لنقل النفط والغاز. وقد يؤدي ذلك لدخول القوتين الكبيرتين في المنطقة روسيا وتركيا للنزاع. وترتبط روسيا بتحالف دفاعي مع أرمينيا بينما تساند تركيا أذربيجان.

وعلى هذا الصعيد، قال مدير مكتب قناة "شانت" الأرمينية في موسكو، فاغي أفانسيان، إن تدريبات واسعة في أذربيجان تجريها قوات خاصة تركية ومقاتلون أذربيجانيون رجعوا من سوريا بعدما حاربوا في صفوف تنظيم (داعش).

 وأضاف أفانيسيان، خلال بث إذاعي مباشر لراديو "موسكو تتحدث"، إن هذه القوات التركية ومقاتلي داعش معنيون بزعزعة الاستقرار في المنطقة.

ومن جانب آخر، نقلت قناة "لايف نيوز" الروسية عن مصدر عسكري قوله إن مجموعة مقاتلين أذربيجانيين "داعشيين" تتكون من 60 إلى 70 عنصرًا غادروا الرقة في سوريا للقتال في قره باغ.

وذكر المصدر أن المقاتلين المتطرفين عبروا تركيا، مرورا بجنوب القوقاز، وصولا إلى أذربيجان، للمشاركة في العمليات العسكرية التي اندلعت في منطقة النزاع.

وفي موسكو، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تركيا إلى وقف تدخلها في شؤون جيرانها، مؤكدا وجود أدلة على تورطها في دعم الإرهاب.

وقال لافروف، الاثنين، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المولدافي أندريه غالبور إن موسكو لا تتهم أنقرة بتصعيد التوتر في ناغورني قره باخ.

وقال لافروف "نحن لا نتهم أي جهة خارجية بأنها حفّزت هذا التصعيد الراهن للتوتر، ولا نتهم أنقرة"، مضيفا أنه يستطيع التنويه بوجود محاولات لإفشال التسوية من قبل الجهات التي لا ترضيها أسس التسوية في قرع باخ.

وأشار لافروف إلى أن هذه الأسس ثبتت من قبل روسيا وفرنسا والولايات المتحدة في وثائق كثيرة بما في ذلك الوثائق الموقعة من قبل رؤساء البلدان الثلاثة والتي تفترض تسوية نزاع قره باغ بصورة سلمية سياسية حصرا.

وعبّر وزير الخارجية عن أمله بأن تجد الدعوات لوقف إطلاق النار الصادرة عنه وعن وزير الدفاع الروسي والرئيس الروسي صدى في باكو ويريفان، وقال "عبّرنا عن قلقنا الجدي وأكدنا رسالة الرئيس الروسي حول ضرورة وقف انتهاك نظام وقف النار فورا، وامتناع عن خلق عراقيل أمام استئناف جهود الانتقال إلى التسوية السلمية للنزاع".

واعتبر لافروف أن من غير المجدي تغيير إطار مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي بشأن قره باخ، لأن المجموعة حققت نتائج خلال السنوات العشر الأخيرة، وأي فكرة حول إخراج التسوية خارج إطار المجموعة ستستخدم بلا شك من قبل من يريد تعقيد التسوية إن لم يكن إفشالها.

على صعيد آخر قال لافروف "من المهم لجيراننا الأتراك الآن وقف التدخل في الشؤون الداخلية لأي دول أخرى، سواء في العراق أو سوريا. توجد وقائع كافية حول استمرار تركيا رغم كل النداءات في التدخل ودعم الإرهاب".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعهد بدعم أذربيجان، حليفة أنقرة "حتى النهاية" في نزاعها مع أرمينيا حول إقليم ناغورني قره باغ.

ونقلت الرئاسة التركية يوم الأحد عن إردوغان قوله "نصلي من أجل انتصار أشقائنا الأذربيجانيين في هذه المعارك بأقل خسائر ممكنة"، مؤكدا: "سندعم أذربيجان حتى النهاية".

وتعتبر تركيا، التي تربطها علاقات ثقافية ولغوية قوية مع أذربيجان، حليفة أساسية لباكو. ولا تقيم في المقابل علاقات مع أرمينيا بسبب الخلاف حول المجازر بحق الأرمن في ظل السلطنة العثمانية عام 1915 والتي تعتبرها يريفان "إبادة جماعية"، وهو ما ترفض أنقرة الاعتراف به.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل