المحتوى الرئيسى

مفاوضات فيينا.. هل تُطفئ نيران "كاراباخ"؟

04/05 15:28

في تصعيد جديد بين أذربيجان وأرمينيا، تبادلت الدولتان الاتهامات بمواصلة القصف على خط التماس في منطقة كاراباخ بعد استئناف القتال هناك قبل ثلاثة أيام، وهددت باكو بتوجيه ضربة إلى عاصمة كاراباخ.

التصعيد الآذري الأرميني والذي أوقع عددًا من القتلى والمصابين، دفع الأمم المتحدة إلى عقد اجتماع طارئ في العاصمة النمساوية فيينا لوضع حلول للنزاع المسلح في المنطقة.

وستناقش "مجموعة مينسك" حول إقليم ناغورني كاراباخ التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمكلفة بإيجاد حل لهذا "النزاع المجمد" منذ أكثر من عشرين عاما، استئناف المعارك في هذه المنطقة. وتترأس هذه اللجنة فرنسا والولايات المتحدة وروسيا.

وتتضارب الأنباء عن عدد القتلى من الجانبين في كاراباخ ودعوات للتهدئة، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن 16 من جنودها قتلوا خلال اليومين الأخيرين بمنطقة النزاع في كارا باخ، مضيفة أن الجانب الأرمني "خسر 70 جنديًا ونحو 20 قطعة من الآليات العسكرية".

وأشارت الوزارة إلى استمرار التوتر على خط الجبهة الليلة الماضية، مضيفة أنّ "الجانب الأرمني يواصل قصف البلدات الواقعة قرب خط التماس".

وهدد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأذربيجانية من جديد بتوجيه ضربة إلى عاصمة قره باغ مدينة ستيبانكرت. وقال المتحدث واكيف دارغياخلي: "لقد حذرنا من أنه في حال استمرار قصف البلدات على طول خط التماس في كرا باخ فإن وزير الدفاع زكير غسانوف أمر بالاستعداد لإطلاق صواريخ إلى خانكندي (ستيبانكرت)".

واتهمت الخارجية الآذرية القوات الأرمينية بتصعيد الموقف ومهاجمة مواقع آذرية وقصف مناطق سكنية رغم وقف إطلاق النار أحادي الجانب الذي أعلنته باكو، وقالت إن بريفان ستتحمل المسؤولية عن الهجمات المضادة التي تنفذها القوات الآذرية ردًا على هذا القصف.

وقال خلف خلافوف نائب وزير الخارجية الأذري باجتماع إقليمي في العاصمة باكو إن "مسؤولية كل ما يحدث تقع على أرمينيا التي لا تهتم بحسم الصراع وتنتهك القانون الدولي".

شيخعلي علييف مدير القسم العربي في وكالة أذرتاج قال: إن هناك رؤساء مشاركين في مجموعة "منسك" يزورون المنطقة، مضيفا: " أعتقد أن مجموعة منسك قد فشلت في الوساطة و في التوصل إلي حل للنزاع.

وأوضح مدير القسم العربي بوكالة أذرتاج لـ"مصر العربية" أن الطرف الأذربيجاني أعلن ذلك مرارًا وناشد المجموعة لتفعيل نشاطها في عملية التسوية، لكنها لم تفعل أي شيء حتي الآن لتغيير الوضع الراهن الذي يقنع الجانب الأرميني.

وتابع: "في هذا النزاع طرفان أرمينيا وأذربيجان يعني أن أرمينيا استغلت من مواطني أذربيجان الأرميني القومية لاغتصاب جزء من أراضيها لتحقيق مرحلة معينة من حلمها القائم على الأيدولوجية المزيفة "أرمينيا الكبري" (من البحر الاسود إلي بحر الخزر)

وأشار علييف إلى أن الأرمن في لبنان وسوريا وبعض البلدان الأوربية كتبوا كثيرا عن مزاعمهم على الأراضي الأذربيجانية كاراباخ وناختشفان وكنجه وغيرها، وعدة مرات قاموا بأعمال استفزازية ضد أذربيجان من خلال تعريض سكان مناطق سكنية قريبة من خط الجبهة، واضظرت أذربيحان في نهاية المطاف إلى الرد عليهم، والآن تنشر وسائل الإعلام الأرمينية والخارجية المدعومة أخبارا عن مشاركة الدواعش إلي جانب أذربيحان في قراباخ، هذا دعاية خاطئة وكاذبة.

وألمح مدير القسم العربي في وكالة أذرتاج إلى أن، أذربيجان تحارب الدواعش بكل ما في وسعها، ونحن رأينا في العراق وسوريا أنه لا علاقة بالداعش والإسلام، علما بأن أذربيجان غالبية سكانها مسلمون. ورأينا أن داعش دمر المساجد والمقدسات الإسلامية واغتصب المسلمات.

من جانبها نفت وزارة الدفاع الأرمنية في بيان صادر عنها الثلاثاء 5 أبريل مشاركتها في المواجهات المسلحة على خطة التماس في كرا باخ، إلا أنها أكدت أن أرمينيا تضمن أمن شعب كرا باخ.

وذكرت وزارة الدفاع الأرمنية أن خسائر قره باخ بعد اندلاع المواجهات في المنطقة بلغت 20 قتيلا، بينهم طفل، و3 مدنيين و72 جريحا، مضيفة أن 26 شخصا فقدوا ولم يعرف مصيرهم حتى الآن.

وأشارت إلى أن جيش قره باخ خسر 7 دبابات وانسحب من 8 مواقع، إلا أنه لا يزال يسيطر على كل بلدات قره باخ.

الجانب التركي أحد القوى المساندة لأذربيجان، أعلن ثانية عن دعمه للشعب الآذري في قضيته مع أرمينيا، حيث قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو خلال اجتماع فريق حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي، إن تركيا ستقف مع أذربيجان حتى يتم "تحرير كافة أراضيها بما فيها كرا باخ".

ويعتبر إقليم ناغورني كاراباخ منطقة انفصالية تعيش فيها غالبية أرمينية، وقد تجددت فيه المعارك منذ 3 أيام، مما أدّى إلى مقتل العشرات في صفوف الطرفين.

وأعلن هذا الإقليم في نهاية العام 1991 استقلاله عن أذربيجان من دون أن يحظى باعتراف أي دولة ولا حتى أرمينيا.

وخلال الفترة الممتدة من 1988إلى 1994، شهد إقليم ناغورني كاراباخ حربًا بين أرمينيا وأذربيجان أوقعت نحو 30 ألف قتيل.

ويقع إقليم ناغورني قره باغ بين إيران وروسيا وتركيا وهو لا يزال تابعًا إلى أذربيجان. وفي عام 1805 أصبحت هذه المنطقة جزءا لا يتجزأ من روسيا القيصرية، وشهدت معارك خلال الحرب الأهلية التي أعقبت الثورة البلشفية عام 1917.

وخلال الحكم السوفيتي، ألحقت منطقة ناغورني كاراباخ بجمهورية أذربيجان، وفي عام 1993 وبعد خمس سنوات من الحرب، سيطر الأرمن على "منطقة آمنة" داخل أذربيجان، تقع بين ناغورني كاراباخ وأرمينيا وتبلغ مساحتها نحو 8 آلاف كيلومتر مربع أي نحو 20 % من مساحة أذربيجان، وتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في مايو 1994، إلا انه لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل