المحتوى الرئيسى

ماسية الصحفيين

04/04 22:22

طوال الشهر الحالى تحتفل نقابة الصحفيين العريقة بمرور 75 عاما على إنشائها فى 31 مارس عام 1941، تتويجا لنضال استمر أكثر من 50 عاما من جيل الآباء المؤسسين لحرفة الصحافة فى مصر، حتى يكون لهم وللأحفاد من بعدهم كيان نقابى، يرعى مصالحهم ويدافع عن قضاياهم، وأن يكون خيمة كبيرة يستظل بها كل صحفى، وقت البأس، وفى مواجهة عسف السلطة، وجور الحكام.

النقابة التى نشرف بالانتساب إليها، بدأت يوم مولدها بـ 120 عضوا واليوم تربو على العشرة آلاف زميل، ومثلهم يقاتل من أجل ولوج عتباتها، وسط ريح غير مواتية لمن هم فى الداخل وأولئك الحالمون بدخول جنتها المتوهمة، بعد أن أتى حين من الدهر لم يعد للصحفى القيمة والقدر الذى ناضل الرواد الأوائل وأجيال لاحقة من أجله، ولم يعد للصحفى ظهر يحميه، فبات يضرب على بطنه، ويواجه الأنواء بصدر مفتوح، فيما نقابته تغض الطرف حينا، وتعجز عن مواجهة التحديات فى غالب الأحيان.

فى العيد الماسى الذى يمتد الاحتفال به على مدى أيام شهر أبريل الحالى، نأمل أن تكون المراسم البروتوكولية والندوات والأنشطة المصاحبة للاحتفالات، بابا لاستراد الليالى المنيرة، والأيام المشرقة التى كان فيها للنقابة الكلمة الأولى والصوت الأهم فى قضايا الصحافة والصحفيين.

نريد أن تستعيد النقابة هيبتها وقدرتها على الفعل، وألا تكون مجرد صدى صوت، أو مفعولا به فى قضايا الحريات، والأجور، وفصل الصحفيين تعسفيا، والتفرقة بين أبناء المهنة الواحدة فى صحف الشمال، والمقهورين فى مؤسسات الجنوب، وأولئك الذين يتم التلاعب بأقدارهم فى الصحف الحزبية والخاصة، وألا يتحول الصحفيون إلى أيتام على الموائد التى يتناهشها الجميع.

نتمنى على مجلس النقابة أن تتحول وعود أعضائه أوقات الانتخابات إلى واقع ملموس، فترى «مستشفى الصحفيين» النور، وأن ينتقل معهد التدريب وبيت الخبرة من فضاء الخيال إلى أرض الواقع.. نتمنى أن نرى نقابة فرعية للزملاء فى الصعيد، وثانية فى الدلتا، وثالثة فى مدن القناة، طبقا للبرنامج الانتخابى للأستاذ يحيى قلاش نقيب الصحفيين، وأن ينجح باقى الزملاء فى تنفيذ برامجهم الانتخابية التى حفلت بالوعود البراقة، ولم تخرج إلى حيز التنفيذ!!

لا نريد أن يمر العيد الماسى للنقابة من دون فتح الملفات المسكوت عنها، أو تلك التى وضعت فى الأدراج لسنوات طويلة من دون أن تمتد إليها يد العمل.. نتمنى أن تحل مشكلة إسكان الصحفيين فى مدينة 6 أكتوبر، وأن تقدم النقابة مشروعا جادا لإسكان شباب الصحفيين، ولا تتحول إلى مروج لمشروعات تعرض للمواطنين بأسعار أقل وفى أماكن أفضل.. نريد ألا تتحول عضوية الصحفيين فى الأندية الرياضية إلى باب للمساومة، وتصفية الحسابات، التى يدفع ثمنها الزملاء وعائلاتهم على أبواب تلك الأندية.

قاتل الآباء المؤسسون لنقابة الصحفيين على مدى خمسين عاما وتبرع البعض منهم بما يملك، من أجل أن يسلموا لخلفائهم فى مهنة البحث عن المتاعب، كيانا يفخرون به، ونقابة تكون صرحا للحريات، لا مجرد سلالم يلجا إليها أصحاب المظالم، فيما الظلم قائم على أبناء المهنة ذاتها من دون أن يجدوا من يرفعه عنهم عبر التحام حقيقى بين مجلس وجمعية عمومية تكون لها كلمتها كما حدث عام 1995 خلال أزمة القانون 93، الذى أسقطه الصحفيون بفضل الاصطفاف خلف هدف واحد عنوانه «مصلحة الصحفيين وكرامتهم».

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل