المحتوى الرئيسى

محمود عامر يكتب: المرأة وحقها المسلوب في المجتمع | ساسة بوست

04/04 19:15

منذ 11 دقيقة، 4 أبريل,2016

قال الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي إن «أول اضطهاد عرفه التاريخ هو اضطهاد النساء، مما يجعل نسف الأسس التي يقوم عليها ذلك الاضطهاد خطوة ضرورية لنسف كل اضطهاد آخر»، وعلى الرغم من دعوات المساواة وإقرار بعض القوانين المناصرة لها ككوتة المرأة في المجالس التنفيذية والتشريعية ما تزال حقوق المرأة العربية مسلوبةً، ولم يستفد من قضيتها سوى المتاجرين بها من سيدات المجتمع أو كما يطلق عليهم الطبقة الأرستقراطية.

وظلم المجتمع حقيقة يبدأ من فكرة أن المرأة أقل من الرجل، وليست بذات الأهلية التي تمكنها من ممارسة حقوقها بشكل مستقل، وما يعقد المسألة أكثر هو قبول المرأة لهذه الحماقة واستسلامها لها. فالمجتمع الرجولي كان وما يزال ينقص من حق المرأة سواء على مستوى العائلة أو على مستوى المجتمع، وهذا الدافع لكثير من صور الظلم والاضطهاد.

 تمنع المرأة في كثير من المناطق من ميراثها الشرعي فضلًا عن حرية تصرفها فيه. كما تمنع المرأة من اختيار وتحديد مستقبلها المهني. وتمنع من اختيار شريك حياتها فضلًا عن الأسلوب التجاري في تزويج البنت. كما تحمل المرأة فقط دون الرجل مسؤولية الأخلاق وحراسة العرض والشرف، وأي تجاوز بسيط في الحديث والملبس، فضلًا عن أن أي تغيير في تلك القطعة الجلدية المسماة بغشاء البكارة حتى ولو طبيعيًّا كامتطاطه ممكن أن يكلفها حياتها أو على الأقل سمعتها. كما لا يخفى على أحد الظلم الجنسي الواقع على المرأة نتيجة التفكير الأناني هذا وفقًا لدراسة قام بها فريق من جامعة عين شمس برئاسة د. سلوي عبد الباقي أستاذ علم النفس، قالت إن 90% من النساء لا يصلن إلى الرجفة خلال العلاقة الحميمية.

وغيرها كثير من الأمثلة التي لا تحصى في مجتمعاتنا العربية.

وبنظرة فلسفية في الفوارق الفسيولوجية بين الجنسين ومتعلقاتها نجدها قمة العدل الخلقي في الأرض، ولو اقتنع كلّ من الطرفين بالوظائف والمهام المبنية على هذه الفوارق، وبنى عليها قناعاته وأفكاره سنصل في النهاية إلى مجتمع متماسك.

من هذه الحقوق المقدسة للمرأة التي يجب أن يؤمن بها الطرفان:

إن كل ما يخص المرأة ليس للرجل سلطة عليه. للمرأة كامل الحرية في التخطيط إلى مستقبلها المهني، وإثبات ذاتها وصنع بصمتها في أيٍّ من مناحي الحياة وفقًا لالتزاماتها الأسرية دون أي تدخل من الرجل. ليس للرجل عدا ولي الأمر أدنى سلطة على المرأة فيما تلبس. المتعة الجنسية ليست حكرًا على الرجل وعلى المرأة أن ترفض العلاقة إذا شابها شذوذ أو أنانية أو إرغام. في المقابل على المرأة أن تعي أن مسؤولية الرجل عنها تحتم عليه في بعض الأحيان أن يكون القرار راجعًا إليه في النهاية بعد مشورتها الواجبة. حتى يتمكن الرجل من حمايته لأسرته وقدوته لأبنائه يتطلب هذا تعاملًا معينًا للرجل بالشكل الذي لا يخل بحرية أو كرامة المرأة. على كلٍّ من الطرفين أن لا يرضي غرور نفسه بالتحكم في الآخر وتحمل المسؤولية سويًّا في كل شيء.

هذه بعض القناعات التي تساعد على تعبئة طاقات النساء للقيام بثورة تحررية شاملة على المستوى النفسي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي في إطار قيم الإسلام. ذلك لأن نهضة المجتمع ستعود بالخير والازدهار أول ما تعود على أفراده نساءً ورجالًا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل