المحتوى الرئيسى

سينويه : إسرائيل أمر واقع بالشرق الأوسط .. وداعش صنيعة أمريكا

04/04 19:05

ناصر ديكتاتور رغم مناصرته للبسطاء والعرب

بوش دفع بجنود أمريكا للقتل بالعراق

حكام مصر فراعنة .. و30 يونيو ليست انقلابا

سايكس بيكو خطة شيطانية .. والربيع العربي لازال ببدايته

الانجليز لعبوا دور “وكيل العقارات” فى تقسيم فلسطين

فلسطين وإسرائيل يمكن أن يكونا دولة واحدة مستقبلا

الدول العربية لا تستطيع “المساس” بأمن إسرائيل!

العرب بحاجة لديمقراطية .. ليست أمريكية بالضرورة

احتفى المركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة بالكاتب والمؤرخ الفرنسى جيلبرت سينويه ، بمناسبة صدور روايته الأخيرة “أحياء القمر الخمسة” ، و تحدث الكاتب فى حوار مفتوح مع الدكتورة أمل الصبان أمين عام المجلس الأعلي للثقافة عن حياته فى مصر و أعماله الأدبية ، و الواقع الكارثى التى تعيشه منطقة الشرق الأوسط نتاج الخطة الشيطانية لمعاهد ” سايكس بيكو ” ، وصولا لداعش صنيعة أمريكا ، و أكد أن ثورات الربيع العربى مازالت فى مرحلتها الأولى ، و لا يمكن للأمور أن تتغير فى ليلة وضحاها ، كما تنبأ بمستقبل علاقة فلسطين و إسرائيل .

جيلبرت سينويه من مواليد القاهرة عام 1947، استقر في باريس في عام 1968 بعد أن أنهى دراسته بمدرسة الجيزويت ،و تخصص في الجيتار الكلاسيكي وتخرج من مدرسة الموسيقى بفرنسا ،و قام بتأليف أغان للعديد من الفنانين مثل: داليدا وجان ماريه وكلود فرانسوا وغيرهم ، قبل أن يتجه إلى الأدب.

وقد صدر له حتى يومنا هذا أكثر من ثلاثين عملا ما بين روايات ومقالات رأي وسير ذاتية. ومن بين أعماله: ” ابن سينا أو الطريق إلى أصفهان ” ، و ” كتاب سفير ” ، و ” صمت الإله ” ، و” النسر المصري ” سيرة ذاتية لجمال عبد الناصر ، و مؤخرا أصدر ثلاثية روائية تختتم برواية “أحياء القمر الخمسة ” ،و تتناول تاريخ الشرق الأوسط ما بين 1918 و 2011 .

تحدث الروائى و المؤرخ الفرنسى جيلبرت سينويه عن حياته فى مصر و معاصرته لعهد ناصر ، قائلا أن ما دفعه للكتابة عنه ، هو حالة الحب و الكره الغريبة تجاه ناصر ، و خروج الناس فى ثورة يناير ، أى بعد 30 عاما يحملون صورته ، و لمعاصرته له أراد أن يكتب عن هذا الرمز ، الذى أحبه الفقراء ، و استطاع أن يحقق عدالة اجتماعية لحد ما ، و لكنه أيضا كتب عن الوجه الآخر لناصر الديكتاتور ورجل المخابرات .

و قال أن برغم نقد المصريون فى الخارج له لكتابته عن ناصر ، و ذلك لكرههم له ، و لكنه يرى أنه كتب عنه من وجهة نظر المؤرخ ، مضيفا أن فاروق كان طفل عندما تولى حكم مصر و لم يكن لديه خبرة و لم يكن يتحدث العربية غير نادرا ، و فى الخمسينات كانت مصر تمتلئ بالباشاوات و بينهم و بين الشعب الذى يعيش فى بؤس فجوة كبيرة .

و كان ناصر رجلا وطنيا رفض حالة عدم العدل السائدة ،و أراد إنهاء الملكية و طرد الإنجليز ، و توحيد العرب ، و لم يرد الانتماء للكتلة السوفيتية او الأمريكية ، و قراره بعدم الانحياز ، وحرصه على كرامة الشعب ، وكلمته الدائمة لهم ” ارفع رأسك لفوق ” ، وهو رئيس مصر كان ينصت له العالم العربى فى ذلك الوقت ، و كان ناصر بمثابة رمز .

كما تحدث المؤرخ الفرنسى عن الوجه الآخر لناصر الديكتاتور رجل المخابرات،قائلا : فى وقت عبد الناصر كنا نخاف و كانوا يتنصتون  على مكالمات والدى ، و كانت السلطة هى الأب الفرعون الذى لا يمكن المساس بها ، كما تحدث عن الأحداث التى أدت بمصر لهزيمة نكسة ٦٧ ، مؤكدا أن بالمقارنة مع الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش ، فبوش هو من يستحق الحبس لأنه ” ضحى بجنوده فى العراق” .

أما عن ثلاثيته عن الشرق الأوسط ، فقال أنها بدأت عندما سأله الفرنسيون عن الشرق الأوسط ووضعها المأساوى و انتشار الجهل و الظلم الاجتماعي بها ، رغم أنها كانت من الممكن أن تكون من أجمل مناطق العالم ، مؤكدا أنه لنعرف ماذا حدث للشرق الأوسط علينا العودة للماضى ، بداية من معاهدة سايكس بيكو ، و تقسيم البلاد العربية ، واصفا إياها بالخطة الشيطانية ، قائلا : اليوم العالم يدفع ثمن هذه الاتفاقية ، فلم تؤثر فقط على الشرق الاوسط ، بل العالم بأكمله .

و شبه محاولة الغرب بدخول الدول العربية بحجة تخليصهم من تركيا، بحجة بوش بدخول العراق لتخليصهم من صدام ، وقيام الإنجليز بدور ” وكيل العقارات ” متسائلا كيف يعطون لأنفسهم الحق بلعب دور الآله و تقسيم فلسطين لبلدين و إنشاء إسرائيل ، مؤكدا أن هذه التراكمات على مدار العقود و الاذلال أوصلنا لمأساة الشرق الأوسط .

أما الجزء الثانى من الثلاثية بعنوان ” صرخة الأحجار ” و الذى يغطى الشرق الأوسط من من عام ٥٦ و حتى ١١ سبتمبر ، و علاقة العرب باسرائيل ، قال عنه سينويه : أنا كرجل قانون أقر بقرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين ، فبرغم وجود أخطاء تاريخية و لكننا لن نعود للماضى ، فهناك الكثير من المستوطنين الإسرائيليين بفلسطين “أين سيذهبون؟” ! ، مشيرا أن اعتبارا من ٦٧ الدولة الاسرائيلية لم تكن مشروعة .

وفي تصريح مغاير لوقائع التاريخ ومستفز للعرب،  قال المؤرخ الفرنسى أن الجانب الاسرائيلى حقق إخفاقين بقضائهم على الحلم الفلسطينى و أيضا الحلم الإسرائيلي ، فمن وصلوا لإسرائيل كانوا يحلمون بتقاسم الأرض! ، أما الآن الأمر أصبح معقدا  للغاية ، مشيرا أن للفلسطينيين أخطاءهم أيضا،  فلم يعد هناك دولة فلسطينية و لا دولة إسرائيلية يهودية ، بل دولة بجنسيتين .

و أشار سينويه أن إسرائيل هى الأقوى فى الشرق الأوسط ، و لا توجد دولة عربية قادرة على الوقوف ضد إسرائيل ، فإسرائيل آمنة ، قائلا : عندما تتكلم إسرائيل عن آمنها اضحك ، ودونالد ترامب مستعد لمساندتهم .

أما عن حرب أمريكا على العراق ، قال كنت أتساءل بما يفكر هؤلاء المغفلون لمهاجمة العراق ، فقد راح ضحية تلك الحرب 400 ألف و تدمرت البلد بشكل كامل .

و عن داعش قال أن لا شخص على وجه الأرض لا يعرف من صنع داعش ، فهى صنيعة أمريكا ، و بوش كان أول من حل الكوارث على أمريكا ، ثم استدرك قائلا أن القاعدة و الأخوان المسلمين جماعات نائمة ، و أن الثورة المصرية سمحت للأخوان بالخروج للنور ، و الأمر ينطبق على أمريكا فهى لم تصنع داعش بل سمحت لها بالخروج للنور .

فيما يتعلق بالرواية الثالثة ” أحياء القمر الخامسة” و الذى يتناول الشرق الأوسط وصولا لمرحلة الربيع العربى ، قال سينويه متحدثا عن ثورات الربيع العربى ، أن من ظنوا بعد الثورة ستشرق الشمس مجددا يعيشون فى الأحلام ، فهذه مجرد بداية الثورة ، و كان لابد لمصر و تونس ان تمر بهذه الأوقات ، و الدرس المستفاد ان الشعب لم يعد يخاف ، فى حين فى وقت عبد الناصر كانت السلطة هى الأب الفرعون الذى لا يمكن المساس بها مرورا بعهد السادات و مبارك .

أما الآن لشعوب العربية ادركت و لم تعد تخاف كالسابق ، مضيفا لا اعرف كمن من الوقت ستستغرق الثورة و لكننا بحاجة للوقت و الوعى و التثقيف ، رافضا المقارنة بين الثورة الفرنسية و الثورة المصرية فلكلا منهما خصوصيته ، مؤكدا أنه لا يمكن ان نفرض الديمقراطية الامريكية على مصر ، و يجب للدول العربية ان تجد ديمقراطيتها الخاصة و طريقتها لادارة البلاد .

و أكد المؤرخ الفرنسى أن ما حدث فى مصر فى 30 يونيو و خروج الملايين ، لا يعد انقلابا .

و عندما سئل الكاتب عن مشروع اسرائيل من النيل للفرات ، قال لا أعتقد فى هذا المشروع ، و لا يمكن تحقيق الحلم الاسرائيلى فى اقليم مفتت ، أما عن إمكانية اتفاق اسرائيل و فلسطين ، قال أن صديق تونسى يهودى و هو طبيب نفسى ، قال له : العرب مهوسون ، و اسرائيل تعانى البارنويا ضع هؤلاء فى مصعد و شاهد كيف سيتصرفون .

ولكن يرى سينويه أن التاريخ لا يعرف المستحيل ، فقد شهدنا انهيار الاتحاد السوفيتى ، و انهيار سور برلين ، و بعد 40 عاما من الآن ، قد نجد رئيس فلسطينى و رئيس وزراءه اسرائيلى يحكمان .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل