المحتوى الرئيسى

طلاب ثانوية مصر المحتجزين في السودان.. مصير معلق في يد "الأمن" ..فيديو

04/04 14:47

تقرير– إشراق أحمد ويسرا سلامة وإسلام عمار:

خرجت الأنباء، وافدة من السودان يوم الاثنين 21 مارس المنصرف، عن القبض على 117 طالبا "أجنبيا"، لضبطهم في حالات غش وتسريب امتحانات الشهادة الثانوية، فيما شغل بين هؤلاء الطلاب الموصوفين بالأجانب، 26 طالب لا تتجاوز أعمارهم الـ17 عاما، وزاد عليهم القبض على 6 من أولياء الأمور، الذين يرافقون أبنائهم للحصول على الشهادة الثانوية، غير أنهم لم يتجاوزا أداء امتحانات ثلاثة مواد، حتى فاجئهم أمر الاحتجاز، منهم مَن ألقي القبض عليه من لجنة الامتحان، وآخرين بعد عودتهم لسكنهم، غير أن جميعهم ضاع عليهم اجتياز المواد المتبقية، الأمر الذي دعا وزيرة الهجرة نبيلة مكرم للسفر إلى السودان، غير أن التفاصيل لاتزال معلقة بكلمة "غش"، ومكوث الطلاب بمقر الأمن الوطني السوداني.

من لجنة الامتحان ألقي القبض علي محمد جمعة طاهر، حسب قول والده، الذي كان بانتظاره في الخارج كعادته في المرات الثلاث للمواد المنتهي امتحانها -الدين، الأحياء، العربي- حركة غريبة أبصرها الوالد في التاسعة والنصف صباحا "ناس شكلها غريب دخلت المدرسة قالوا لي دي لجنة من الوزارة"، غير أن الشك ظل حبيس الأب، حتى الحادية عشر قبل انتهاء امتحان مادة الفيزياء "العيال اللي خلصت وعايزة تخرج كانوا بيدخلوهم تاني"  وبعض الطلاب كانت تلجأ إلى السور للفرار، لم يعقب هذا كثيرا حتى خرج شرطي طالب أولياء الأمور المتواجدين الابتعاد عن محيط المدرسة، لم يجادل الأب كثيرا ونفذ الأمر، حسب قول "جمعة" في اتصال هاتفي مع "مصراوي" من السودان.

بعد نحو خمس دقائق حسب وصف "جمعة"، عاد للمدرسة ليجد نبأ القبض على ابنه في الثانية عشر إلا الربع، ومنذ ذلك الحين ولم يتلق خبر عن فقيده، إلا ما تتداوله وسائل الإعلام "حتى القنصلية مكنتش عارفة أنهم أكتر من 20 واحد"، يقول الأب نافيا اشتراك ابنه فيما زعم باتهامه في الغش، مقدما الدليل؛ في بقاء هاتفه بالسكن في حوزته، فهو الوسيلة التي يستخدمها "جمعة" للتواصل فيما ولده محتجز "ابني من ساعة ما جه وجاب خط اتصالات سوداني ومش عليه انترنت".

أما رفاعي كمال عبد الخالق، فلا تتوقف محاولاته لمعرفة وضع ابن عمه "علي يحيى عبد الهادي" -45 عاما- والمقبوض عليه من أمام لجنة الامتحان في السودان، وبحسب قول "رفاعي" فإن "علي" كان ينتظر خروج ابنه "محمد" من اللجنة، والذي -لحسن حظه- لم يقبض عليه بالداخل، وفوجئ بالقبض على والده، بشكل عشوائي.

استمرت الاتصالات حتى يوم اليوم الثالث للامتحانات بحسب "رفاعي" بين الأهل والأب الذي بقي بجوار ابنه في السودان طوال فترة ستة أشهر، منذ شهر أكتوبر المنصرف.

يقول "رفاعي" إن 4 طلاب من قرية الوزارية في كفر الشيخ، من أصل 26 طالب وطالبة مقبوض عليهم بالسودان، بالإضافة إلى 6 أولياء أمور، بتهمة تسهيل الغش في امتحانات الثانوية العامة، وهؤلاء الأربعة هم "محمد جمعة طاهر، محمود عبد ربه عبد الحميد، إبراهيم محمد عبد الفتاح، محمد مصطفى على السيد أحمد"، وباستثناء الأول، تم القبض على الباقين من السكن.

في تمام الساعة الثانية والنصف عصر يوم الاثنين 21 مارس المنصرف، كان محمد مصطفى علي السيد يغط في النوم، يأخذ قسطا من الراحة بعد العودة من امتحان مادة الفيزياء، حين اقتحم عدد من رجال الشرطة السودانية مكان السكن، ليلقوا القبض على طالب الصف الثالث الثانوي حسب رواية والده، الذي تفاجأ باتصال هاتفي بينما هو بالخارج لشراء بعض المستلزمات، يخبره أن ابنه في حوزة الأمن.

يقول والد الطالب إن إشاعة تسريب الامتحانات تنامت إلى سمعه قبل يوم من القبض على ابنه، يوم السبت وقت امتحان اللغة العربية، غير أن الأب لم يعبأ لها، وكان بالنسبة له مجرد "كلام"، إذ يلازم الوالد ابنه منذ 6 شهور، يتابع مستوى ابنه، الذي يصفه بأنه "متوفق ومش محتاج يغش"، وكذلك يجد حال أصدقاءه المنتمين لمركز الرياض- محافظة كفر الشيخ-.

سافر الطالب محمد مصطفى إلى السودان للحصول على شهادة الثانوية العامة، بعد أن اجتاز الصف الأول والثاني الثانوي في مصر، يوضح والده، إنه ينتمي للتعليم الأزهري، وأراد أن يلتحق بكلية "وسط أهله في كفر الشيخ"، لذلك لم يكن هناك بديل عن الحصول على الثانوية العامة من بلد مغاير ليتوفر له ذلك، فضلا عن التمتع بحق 10% من الدرجات الفارق وقت التنسيق.

السفر إلى السودان.. ملاذ الطلاب المصريين

لجأ عدد من الطلاب المصريين، بغالبية من محافظة كفر الشيخ هذا العام- للذهاب إلى دولة السودان من أجل الحصول على الثانوية العامة في العام الأخير من الشهادة المؤهلة لدخول الجامعات، فالغالبية من هؤلاء الطلاب من خريجي المدارس الأزهرية، ويواجهون صعوبات في التحويل من ثانوية أزهرية إلى ثانوية عامة، وذلك في ظل قلة الكليات الأزهرية في الأقاليم، فبحسب "رفاعي" –قريب أحد الطلاب المحتجزين- لا يوجد أي كلية أزهرية في نطاق محافظة كفر الشيخ، مما يدفع الأهالي لمخاطرة الهجرة ودفع مبالغ كبير ة تصل للآلاف -تقدر من 40 إلى 50 ألف جنيها، كمصاريف للعام الدراسي في السودان، وتشمل الإقامة والنفقات.

أيام مرت دون أن يعلم أولياء الأمور شيئا عن أبنائهم، إلا عبر وسائل الإعلام "قالوا لنا دول في أمن الدولة ومش هينفع تشوفوهم" يقول والد الطالب محمد مصطفى، الذي لم يتحمل تلك المعاناة، إذ اشتد عليه المرض "لا عارف أشوف ابني ولا عارف له حاجة" لذلك اضطر إلى العودة لمصر مرغما متمنيا رؤية ابنه في القريب العاجل.

محاولات كثيرة للأهالي في مصر للتواصل مع المسؤولين من أجل الإفراج عن ذويهم، اتصالات مكثفة بوسائل الإعلام لعلها تفتح باب الأمل للإفراج عن الطلاب وأولياء الأمور، ووصول الأمر لمطالبتهم بتدخل رئيس الجمهورية.

وزيرة الهجرة لـ"مصراوي": تعهد بالإفراج خلال إسبوع

كانت وزيرة الهجرة نبيلة مكرم، قد سافرت إلى السودان نهاية الأسبوع الماضي، في زيارة استمرت يومين، التقت بها بالمسؤولين السودانيين، وأولياء أمور الطلاب المصريين، وعن تلك الزيارة أكدت "مكرم" في تصريح لـ"مصراوي" إنها تلقت "تعهد" بالإفراج عن الطلاب الـ26 وأولياء الأمور الستة المحتجزين بتهمة تسريب الامتحانات خلال الأسبوع الجاري، مضيفة أن سبب القبض على الطلاب هو محولة السلطات السودانية للتوصل إلى خيوط الشبكة المتهمة بتسريب امتحانات الثانوية العامة السودانية.

وأضافت "مكرم" إنها أطلعت على المستندات التي تزعم السلطات السودانية أنها تكشف تورط الطلاب في تسريب الامتحانات، والذين تم القبض عليهم بالتزامن مع ضبط عدد من الطلاب الأردنيين، وقالت وزيرة الهجرة إن السودان يعبر هذه القضية أمن قومي، وأن إجراءات عودة الطلاب إلى مصر أو بقائهم في السودان لاستكمال باقي الامتحانات هي ترتيبات لوجستية تأتي عقب خطوة الإفراج عنهم كأولوية.

كان "جمعة" بين نحو 15 من أولياء الأمور، الذين التقوا وزيرة شؤون الهجرة نبيلة مكرة لمرتين، أثناء زيارتها للسودان، لبحث شأن الطلاب المقبوض عليهم "قالت لنا إنها أخذت عهد بالإفراج عن الطلاب وأن معاها تفويض بالرجوع لما يخرجوا"، لكنه نفس الرجل تساوره أن الأمر أكبر من كونه "مسألة غش" يظن الأب أن السياسة لها يد في القضية حسب قوله.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل