المحتوى الرئيسى

«بنما» تهز العالم بـ11.5 مليون وثيقة

04/04 14:14

• ملايين الوثائق المسربة فى تحقيق عالمى تظهر تورط 140 زعيم سياسي بينهم 12 رئيس حكومة حالى وسابق فى عمليات تهرب ضريبي وغسيل أموال عبر شركة بنمية

• بوتين على رأس المتورطين فى الفساد بـ2 مليار دولار .. والقائمة تضم الرئيس الصيني وأمير قطر السابق ورئيس وزرائه والأسد والقذافى وووالد كاميرون وأياد علاوى

• الشركة البنمية باعت سندات مالية لسياسيين ومشاهير ومحتالين وتجار مخدرات.. والبيانات تظهر عمليات ماليه لأكثر من 214 ألف شركة "أفشور" فى 200 دولة حول العالم

كشف تحقيق صحفي ضخم نشر، أمس الأحد، شاركت فيه أكثر من 100 صحيفة حول العالم استنادا إلى 11.5 ملايين وثيقة مسربة حصلت عليها، أن 140 زعيما سياسيا من دول العالم بينهم 12 رئيس حكومة حالي أو سابق، هربوا أموالا من بلدانهم إلى ملاذات ضريبية.

وأوضح الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، ومقره واشنطن على موقعه الالكتروني أن الوثائق تحتوي على بيانات تتعلق بعمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة "أوفشور" في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم، مشيرا إلي أنه تم تسريب هذه الوثائق من مكتب المحاماة البنمي "موساك فونسيكا" الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ أربعين عاما، ولم يوضح كيف تم تهريب هذه الوثائق التي أطلق عليها اسم "أوراق بنما".

وحصلت صحيفة "تسود دويتشه تسايتونغ" الألمانية علي هذه الوثائق أولا، قبل أن يتولى الاتحاد نفسه توزيعها على 370 صحفي من أكثر من سبعين بلدا من أجل التحقيق فيها في عمل مضن استمر حوالى عام كامل.

وبحسب ما جاء فى الوثائق فإن احتيال عالمى قامت به شركات قانونية وبنوك كبرى لبيع سندات مالية لسياسيين ومحتالين وتجار مخدرات ومليارديرات ومشاهير ونجوم رياضة، حيث تم تهريب أموالهم بشكل سري وبالتالي عدم وقوعهم تحت طائلة الضرائب. وجاء على رأس هذه القائمة كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء باكستان نواز شريف، والرئيس السوري بشار الأسد، ولارئيس الصيني شي جينبينج، ووالد رئيس وزراء بريطانيا، ورئيس وزراء أيسلندا الحالى، ونجم الكرة الشهير ليونيل ميسي، ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني، والأمير القطرى السابق حمد بن خليفة، ورئيس وزرائه حمد بن جاسم، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والرئيس السودانى الأسبق أحمد على المرغنى، ورئيس الوزراء العراقي الأسبق أياد علاوى.

وبحسب شبكة "بي بي سي" فإن القصة بدات بعد الحصول على كمية كبيرة من الوثائق من شركة قانونية كبرى في بنما، واسمها موساكفونسكا، والتي لديها أفرع في هونج كونج وميامي وزيورخ وأكثر من 35 مكان أخر حول العالم، هذه الشركة تقوم بالتعاقد مع مسئولين سياسيين عالميين من أجل تهريب أموالهم للخارج. وتضمنت الوثائق إيميلات وتفصيلات لحسابات بنكية لأكثر من 40 عام، والتي تكشف كيف تم تهريب الاموال ضمن نظام مالي عالمي سري.

خطاب فونسكا لوكالة التحقيقات في جزر فريجينيا

ومع تتبع "الشروق" للوثائق على موقع الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين الذى قام بنشر الوثائق، جاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على رأس قائمة المتورطين، حيث أفادت الوثائق المتعلقة به أن أشخاصا مرتبطين بالرئيس بوتين هربوا أموالا تزيد عن ملياري دولار بمساعدة من مصارف وشركات وهمية. وكتب الاتحاد على موقعه الالكتروني ان "شركاء لبوتين زوروا مدفوعات وغيروا تواريخ وثائق وحصلوا على نفوذ لدى وسائل إعلام وشركات صناعة سيارات في روسيا".

وأشار تقرير لصحيفة "جارديان" البريطانية، أمس، إلي أن "اسم بوتين لا يظهر في الوثائق، ولكن الوثائق تكشف أن دائرته المقربة ربحت ملايين الدولارات من صفقات لا يمكن أن تتم دون رعايته وموافقته"، لافته إلي أن "عائلة بوتين انتفعت أيضا من هذه الأموال".

وأوضحت الصحيفة أن "خيط الوثائق يبدأ في بنما، ويمر بروسيا وسويسرا وقبرص، ويشمل منتجعا خاصا للتزلج شهد عرس كاترينا، الإبنة الصغرى لبوتين، عام 2013".

ولفتت الصحيفة أيضاً إلي أن "وثائق بنما أشارت إلى سيرجيه رولدوجين، الصديق المقرب لبوتين الذي عرف الأخير على لودميلا التي تزوجها لاحقا كما أنه الأب الروحي لابنته الكبرى ماريا".

مشيرة إلى أن "رولدوجين، حسب الوثائق، عازف موسيقي، يسيطر على أصول طائلة تقدر قيمتها بمئة مليون دولار على الأقل"، مضيفة أنه "يبدو أن رولدوجين اختير لهذا الدور كراع للأصول لأنه ليس شخصية مشهورة"

ونفى رولدوجين في خطابات إلى بنوك في سويسرا ولوكسمبورج أنه على صلة بأي شخصية عامة في روسيا، قائلا إنه ليس رجل أعمال.

بدورها، ذكرت صحيفة "لا ناسيون" الارجنتينية التي شاركت في التحقيق أن الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري كان عضوا في مجلس إدارة شركة اوفشور مسجلة في جزر الباهاماس، لكن الحكومة الأرجنتينية أكدت أن الرئيس "لم يساهم أبدا في رأسمال هذه الشركة" بل كان "مديرا عابرا" لهذه الشركة.

إلي ذلك، كشفت الوثائق أيضا شركات مرتبطة بأفراد من عائلة الرئيس الصيني شي جينبينج الذي يرفع لواء مكافحة الفساد في بلاده. وبين اقرباء الرئيس الصيني الذين وردت اسمائهم دينغ جياجي زوج الشقيقة الكبرى لشي. وقال الاتحاد إن "دينج أصبح في 2009 - عندما كان شي عضوا في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني الذي يتمتع بنفوذ كبير- مشاهما في شركتين وهميتين في الجزر العذراء البريطانية".

كما ورد اسم لي تشاولين ابنة رئيس الوزراء الصيني الأسبق، لي بينج (1987 - 1998). وقد استفادت من مؤسسة في لشتنشتاين تديرها شركة مسجلة في الجزر العذراء البريطانية عندما كان والدها رئيسا للحكومة.

وتشمل الوثائق معاملات جرت على مدى أكثر من أربعة عقود (1977-2005) لشركات تولى تسجيلها مكتب المحاماة البنمي ومن بينها معاملات اجراها يان دونالد كاميرون والد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والذي توفي في 2010، وآخرى اجراها موظفون مقربون من الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز.

وتضمنت البيانات شركات سرية في الخارج مرتبطة بشخصيات عربية من أبرزهم أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة، ورئيس وزراءه ووزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم. وبحسب الوثائق، فإنه فى العام 2002 امتلك حمد بن جاسم شركة في جزر فيرجن و3 شركات أخرى في جزر الباهاما، لكنه حل تلك الشركات بعد عدة أعوام، وبدأ في عام 2011 استثمارات جديدة بمشاركة أمير قطر السابق الأمير حمد في لوكسومبرج كانت على علاقة بالشركة البنمية.

وتابعت الوثائق، إن الأمير السابق، كان فى مارس 2014 أى بعد أقل من عام من تسليم الحكم لنجله الأمير تميم، تواصل محامى الأمير فى لوكسمبورج مع شركة "موساك فونسيكا" عارضا عليهم شراء شركة مسجلة وجاهزة للعمل فى جزر الفيرجين البريطانية، وكانت مملوكة سابقاً للأمير ولديها حساب بنكى فى لوكسمبرج وأنها ستشارك فى أسهم شركات أخرى فى جنوب أفريقيا.

وعلى المستوى الرياضي، وردت فى الوثائق شخصيات ذائعة السيط فى عالم المستديرة، حيث جاءت أسماءميشال بلاتيني وليونيل ميسي، إلى جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي لم يستفق بعد من الفضائح المتتالية التي هزت أعلى هرمه في الأشهر الأخيرة. وفي هذا الاطار فإن أربعة من الاعضاء الـ16 في الهيئة التنفيذية للفيفا استخدموا، بحسب الوثائق المسربة، شركات أوفشور اسسها مكتب موساك فونسيكا.

ووردت في هذه الوثائق أيضا أسماء حوالى 20 لاعب كرة قدم من الصف الأول بينهم خصوصا لاعبون في فرق برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد، وفي مقدم هؤلاء ليونيل ميسي.

وبحسب الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، فإن النجم الأرجنيتي الحائز مرات عديدة على جائزة "الكرة الذهبية" شريك مع والده في ملكية شركة مقرها في بنما. وورد اسم النجم ووالده للمرة الاولى في وثائق مكتب المحاماة في 13 يونيو 2013 أي غداة توجيه الاتهام اليهما بالتهرب الضريبي في أسبانيا.

ومن نجوم عالم الكرة الواردة اسماؤهم في الوثائق برز ايضا اسم ميشال بلاتيني الذي استعان بخدمات مكتب المحاماة في 2007، العام الذي تولى فيه رئاسة الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، لتأسيس شركة في بنما.

وتعليقا على هذه المعلومات، قال بلاتيني في بيان، نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أن المرجع في هذه القضية هو "إدارة الضرائب في سويسرا، بلد إقامته الضريبية منذ 2007".

من جانبها، أعلنت الحكومة البنمية، أمس الأول، أنها "ستتعاون بشكل وثيق" مع القضاء إذا ما تم فتح تحقيق قضائي استنادا إلى الوثائق المسربة. لكن مكتب موساك فونسيكا دان عملية التسريب معتبرا انها "جريمة" و"هجوما" يستهدف بنما.

وأكد مكتب موساك فونسيكا في بيان له، إنه ملتزم بالبروتوكولات الدولية لضمان أن الشركات التي يضمها لا تستخدم في التهرب الضريبي وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب أو أي غرض غير قانوني.

وقال المكتب إنه "حريص في عمله ويأسف على إساءة استخدام خدماته"، مضيفا أنه "على مدى 40 عاما عملت موساك فونسيكا بعيدا عن أي شبهات في بلدنا وفي المناطق الأخرى التي توجد بها عمليات لنا. لم يوجه الاتهام قط لشركتنا ولم تدان في أي عمل إجرامي".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل