المحتوى الرئيسى

الرئيس السبسي و"اللغو الثورجي"

04/04 08:30

لقاء سابق بين قائد السبسي وحمة الهمامي

صباح الخير من تونس ٤

صباح الخير من تونس 5

صباح الخير من تونس (٢)

صباح الخير من تونس 10

صباح الخير من تونس 12

صباح الخير من تونس 13

صباح الخير من تونس 14

في حواره الأخير مع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، انتقد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الأداء السياسي والإعلامي للجبهة الشعبية التي تضم حزب العمل ذا الاتجاه الشيوعي، وتيارات بعثية وقومية، مشيرا الى انها (أي الجبهة) لا تفعل شيئًا آخر غير عرقلة عمل الحكومة بسلبيتها المطلقة، وتحريضها الدائم على الإحتجاجات، التي من شأنها أن تزيد في تعفن الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية. ودعا الرئيس السبسي الجبهة المذكورة الى التعقل والاعتدال، طالبا منها ان تنتقد عمل الحكومة من خلال نوابها المنتخبين في مجلس نواب الشعب (البرلمان)، وليس انطلاقا من الشارع، والتحريض الدائم على العصيان والاضرابات.

اثارت هذه الانتقادات التي اطلقها الرئيس السبسي برصانة ومن دون اي تشنج، غضب قادة الجبهة، فراحوا يردون عليه بعنف وبعصبية، كما هي حالهم دائما وأبدا. وأحدهم، وهو نائب في مجلس الشعب، قال إن السبسي "لم يتخلص بعد من عقلية الحزب الواحد" كما كانت الحال في زمن الحبيب بورقيبة، وبالتالي لا يمكنه بأية حال من الاحوال ان يكون ديمقراطيا!. اما الآخر فقد قال إن السبسي ينتقد الجبهة تهربًا من الاعتراف بفشل الحكومة التي افرزتها انتخابات خريف 2014. والثالث والرابع والخامس انتفخت اوداجهم، وجحظت عيونهم، وفقدوا اعصابهم من شدة الانفعال، وهم يردون على تصريحات الرئيس. 

وأظن ان قادة الجبهة الشعبية غالبا ما يتحدثون وكأنهم لا يعرفون جيدا منطلقاتهم الفكرية والايديولوجية، أو هم يوهمون بذلك. فهم يعيبون على الرئيس السبسي وعلى آخرين عدم فهمهم لـ"الديمقراطية" في معناها الصحيح، والحال انهم يعلمون ان هذه الديمقراطية التي يبالغون في تمجيدها في هذه الايام، وفي المطالبة بها، غائبة عن فكرهم الشيوعي او البعثي. والتاريخ المعاصر شاهد على ذلك. وليس علينا ان نذكر بما كان يحدث في البلدان الشيوعية قبل انهيار جدار برلين، أو بما عرفه العراق في ظل حكم البعثيين، لكي يقتنع قادة الجبهة الشعبية في تونس بأن اتهامهم لخصومهم السياسيين بـ"عدم احترام الديمقراطية" ضرب من الهراء، ومن الكذب المفضوح.

من حقّ الرئيس السبسي ان يطالب الجبهة الشعبية بالكفّ عن التحريض على الفوضى والاحتجاجات. فهي لا تفعل إلاّ ذلك منذ انهيار نظام زين العابدين بن علي. وهي التي تزعمت حملات "ديغاج" (ارحل) التي اضرت بمؤسسات الدولة، واخرجت من وزارة الداخلية ضباطا كبارا، لتصبح البلاد مهددة يوميا في أمنها واستقرارها. وهي التي تورطت في العديد من الاحتجاجات الخطيرة التي هزت البلاد خلال السنوات الخمس الماضية. وهي التي تحب ان يجلس زعماؤها على الربوة المريحة لكي يتفرجوا ساخرين ومنددين بكل من يحاولون اصلاح ما فسد، أو تقويم ما اعوج، أو اعادة الاعتبار لمن ظلم، أو تم تهميشه وإقصاؤه. والجبهة الشعبية كانت اول من اعد قوائم سوداء للمعارضين لتوجهاتها لتثبت بذلك نزعتها الإقصائية والانتقامية.

لا يتذكر التونسيون أنهم سمعوا كلمة خير، أو رأيًا ايجابيًا من الناطق الرسمي باسم "الجبهة الشعبية" حمة الهمامي، حتى انهم لقبوه بـ"السيد لا". ولا يكف قادة الجهة الشعبية عن توجيه الانتقادات اللاذعة إلى الشرطة والمؤسسات الأمنية، مع انهم يتمتعون بحماية منها على مدار الساعة، خصوصا بعد تنامي "الارهاب"، وانتشاره بشكل مخيف. وهم يتجنبون الحديث عن الازمة الاقتصادية الخانقة، وعن المصاعب الخطيرة التي تواجهها البلاد راهنا، مكتفين برفع الشعارات الجوفاء، واطلاق خطابات ديماغوجية منتفخة بـ"الثورجية"، والادعاءات الفارغة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل