ثقب أسود يومض بالضوء الأحمر

يومض بسرعةٍ أكبر بعشر مراتٍ من رفَّة عين!

يبدو الأمر كما لو أن الثقوب السوداء كان ينقصها المزيد من السمات الغريبة والمخيفة! فقد رصد علماء الفلك واحداً من أكثر تدفقات الثقوب السوداء سطوعاً خلال سنوات، حيث كانت كلُّ نبضةٍ منه تُصدر طاقةً مكافئةً لـ 1000 شمس.

وفقاً لتقريرٍ أعده فريقٌ من العلماء في جامعة ساوثهامبتون في المملكة المتحدة، فقد شوهد هذا الحدث في حزيران/يونيو من العام 2015، وذلك لدى قيام الثقب الأسود V404 Cygni -الذي يبعد تقريباً حوالي 7800 سنةٍ ضوئيةٍ عن الأرض- بالسطوع بشكلٍ مستمرٍ لمدةٍ تزيد عن الأسبوعين، عندما كان يبتلع موادَّ قادمةً من نجمٍ مجاور. 

كانت الومضات الحمراء الساطعة من الطاقة نتيجة المواد المنبعثة من الثقب الأسود عند ابتلاعه موادَّ أخرى، عند التهام V404 cygni لمواد النجم، فإن بعضاً منها انبعث على شكل تدفقٍ في قاعدة الثقب الأسود، ولا تزال الكيفية التي تشكلت بها هذه التدفقات بالضبط لغزاً محيراً. 

على الرغم من أن الانفجارات كانت قصيرةً جداً، إلا أنها كانت قويةً بشكلٍ شديد، ووفقاً للفريق: "كل ومضةٍ كانت كثيفةً للغاية، وتكافئ الطاقة الصادرة عن 1000 شمسٍ تقريباً، كما أن بعض هذه الومضات استغرق جزءاً من 40 جزءاً من الثانية، وهو أسرع بعشر مراتٍ من سرعة رفَّة العين النموذجية".

أتت هذه الأنباء بعد أن تمكَّن الباحثون في لايغو LIGO من حساب أنه يمكن للثقوب السوداء إطلاق ما يصل إلى 36 سيبتيليون يوتاوات -وهو عدد يبدو مثيراً للسخرية، بحيث تظنه مختلَقاً- لدى اندماجها مع بعضها، وهي ظاهرةٌ يمكن أن تؤدي إلى تموجاتٍ في الزمكان بدلاً من انفجاراتٍ تطلق ومضاتٍ حمراء اللون.

وعلى اعتبار أن هذه الأحداث قد وقعت في أماكن بعيدة جداً، فإن دراسة انفجارات الثقوب السوداء تُعتبر تحدياً تاماً، ففي حالة الثقب V404 Cygni، استخدم العلماء كاميرا فائقة تقوم بالتصوير بشكلٍ سريع، تم تركيبها على تلسكوب ويليام هرشل في جزر الكناري.

مكنت هذه الكاميرا الفائقة الفريق من التقاط صورٍ ملونةٍ للانفجارات، ومع ذلك، ما كان لشيء أن يصبح ممكناً لو لم يقم العلماء من كل أنحاء العالم، بمشاركة المعلومات المتعلقة بالموعد الوشيك لحدوث هذه الانفجارات. 

في الأساس، لو أن أحداً لم يكن يعرف بأن لثقبٍ أسودَ معيَّن تاريخ من الانفجارات، ما كنا لنعلم أين سنبحث عنها أو نرصدها، كان الانفجار الأخير للثقب الأسود V404 cygni في العام 1989، وهذا الأمر جعل الباحثين يرصدونه مسبقاً لالتقاط أفلامٍ عن انفجاراته.