المحتوى الرئيسى

الشناوي: الإرهاب دمر مصر.. والخراب وصل الحقول والدكاكين

04/03 12:04

سيظل التاريخ شاهدا على دموية الجماعة وعنفهم مهما حاول قيادات «المحظورة» التنصل منها رغم وجود مئات الوثائق التى تؤكد «دمويتهم» منذ نشأتها وحتى حلها فى السنوات 1948 و1952 ثم 2014، عقب عزل الإخوانى محمد مرسى.

ففى يناير 1948 أعلن البوليس أنه اكتشف بمحض الصدفة مجموعة من الشباب تتدرب سراً على السلاح فى منطقة جبل المقطم وبمداهمة المجموعة ضبط البوليس 165 قنبلة ومجموعات من الأسلحة، وقال زعيم المجموعة السيد فايز، تم التخلص منه بعبوة ناسفة مع أخيه الصغير لأنه أراد الثرثرة عن أسرار التنظيم «إن السلاح يجرى تجميعه من أجل فلسطين وإن الشباب يتدرب من أجل فلسطين».

فى 22 مارس 1948م عندما قتل اثنان من الإخوان المستشار أحمد بك الخازندار، بسبب إصداره حكماً - اعتبره المرشد حسن البنا قاسياً - على أحد أعضاء الجماعة، وقد سبق أن اتهم الاثنان بالهجوم على مجموعة من الجنود الإنجليز فى أحد الملاهى الليلية، ويكتشف البوليس الصلة بين الشابين ومجموعة المقطم وبين جهاز سرى مسلح داخل جمعية الإخوان المسلمين، ويُقبض لوقت قصير على المرشد حسن البنا نفسه، ولكنه لا يلبث أن يُفرج عنه لعدم كفاية الأدلة.

وفى 20 يونية 1948م أشعل عضوان من أعضاء الجهاز السرى النيران فى بعض منازل حارة اليهود بالقاهرة، وهذا يفسر دعوة القيادى البارز عصام العريان بعودة اليهودية مرة أخرى إلى مصر حتى يتأكدوا من تخلى الإخوان عن العنف ضدهم.

فى 19 يوليو 1948 تم تفجير محلى «شيكوريل» و«أركو» وهما مملوكان لتجار من اليهود، وكان الأسبوع الأخير من يوليو والأول من أغسطس من العام نفسه هما أسبوعا الرعب بالقاهرة حيث تتوالى الانفجارات فى ممتلكات اليهود ويهتز قلب العاصمة بتفجيرات عنيفة راح ضحيتها الكثيرون من الأبرياء، وخلال أسبوعين دُمرت محلات بنزايون وجاتينيو وشركة الدلتا التجارية ومحطة ماركونى للتلغراف اللاسلكى، وهو ما يحدث الآن من تفجيرات هنا وهنا بدأت بمحاولة اغتيال وزير داخلية مصر اللواء محمد إبراهيم ولن تتوقف بالهجوم المتكرر على أفراد الجيش والشرطة فى سيناء وسائر محافظات مصر..

فى 22 من سبتمبر 1948 نُسف عدة منازل مرة أخرى فى حارة اليهود ثم وقع انفجار عنيف فى مبنى شركة الإعلانات الشرقية، وأعاد الإرهاب نفسه أمام مبنى وزارة الخارجية المصرية فى 2014.

بينما فى 15 نوفمبر 1948 ضبطت سيارة جيب وقبض البوليس على اثنين وثلاثين من أهم كوادر الجهاز السرى، وعلى وثائق وأرشيف الجهاز بأكمله بما فيها خططه وتشكيلاته وأسماء الكثيرين من قادته وأعضائه، وكان حسن البنا قد أمضى معظم شهر أكتوبر وبضعة أيام من نوفمبر مؤدياً فريضة الحج، ليبتعد قليلا عن احتمال القبض عليه، فما أن عاد إلى القاهرة حتى تم القبض عليه لوجود دليل ضده فى سيارة الجيب المضبوطة، وهى القضية التى عرفت إعلامياً باسم «سيارة الجيب» ولمسئوليته المباشرة عن حادث نسف شركة الإعلانات قبل مغادرته مصر.

والبنا الذى شحن نفوس اتباعه إلى أقصى مدى بالمشاعر الإرهابية والتحريض ضد الحكومة تجاه قضية فلسطين يجد نفسه مطالباً إما أن يواجه القصر والحكومة، وإما أن يواجه أتباعه، وحاول أن يتخذ موقفاً وسطاً، وكان شباب الجامعة من الإخوان وغيرهم يغلى رفضاً للشروط التى خضعت لها الحكومة فى اتفاقية الهدنة فى فلسطين، ولعل البنا حاول أن يلعب بآخر أوراقه مستغلاً نفوذه وسط طلاب الجامعة، ليخفف قبضة الحكومة عن عنق الجماعة، وخرج البوليس ليردعهم، ودارت معارك مسلحة أمام فناء كلية طب قصر العينى أحد مراكز القوة بالنسبة لطلاب الإخوان، واستخدم البوليس الرصاص، واستخدم الإخوان المتفجرات، وكان حكمدار العاصمة سليم زكى يقود المعركة من سيارته وسددت نحوه قنبلة أصابته إصابة مباشرة، وعلى أثر ذلك، صدر قرار من الحاكم العسكرى، «كانت الأحكام العرفية معلنة بسبب حرب فلسطين» بإيقاف صحيفة الجماعة.

وفى 28 ديسمبر 1948 (كانون الأول) وقعت الواقعة ولم يكن لوقعتها كاذبة، إذ قام طالب فى الثالث والعشرين من عمره يُدعى عبدالمجيد أحمد حسن بارتداء ملابس شرطة ودلف إلى وزارة الداخلية وقام بإطلاق رصاصتين على رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى باشا، داخل مقر الوزارة ليلقى مصرعه فى الحال وشيَّعت الحكومة جثمان رئيس وزراء مصر هاتفين فى صراحة الموت لـ«حسن البنا».

وأتى إبراهيم عبدالهادى رئيساً للوزراء خلفاً للنقراشى باشا وحاول إحكام سيطرته - وقد نجح - على مقاليد الدولة وبذلك اكتسب عبدالهادى لنفسه عداء الجماعة ووجه ضربات للتنظيم حتى تستعيد الدولة هيبتها من براثن الجماعة.

لقد أنكر قاتل النقراشى باشا أثناء التحقيقات معه كل الأدلة التى تؤكد تورطه وصمد لمدة واحد وعشرين يوما كاملة فى مواجهة أدلة راسخة ولم يعترف بمن أصدر أوامر القتل له ومن ساعده فى الحصول على ملابس الشرطة لكنه ما لبث أن انهار تماماً عندما قرأ بيان مرشده البنا «بيان للناس» يستنكر فيه أعمال رجاله ورفاق طريقه، ويدمغها بالإرهاب والخروج على تعاليم الإسلام، وبعد يومين من صدور البيان قُبض على أحد قادة الجهاز السرى وهو يحاول نسف مكتب النائب العام، لإحراق أوراق ومستندات قضية سيارة الجيب حتى لا تتم إدانة المقبوض عليهم من أعضاء التنظيم وباءت محاولته بالفشل الذريع.

فيضطر البنا إزاء تلك الحادثة الإرهابية إلى كتابة بيانه الشهير حتى يتبرأ فيه من القائمين بهذا الفعل، وعنوانه بـ«ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين» الذى قال فيه: «وقع هذا الحادث الجديد، حادث محاولة نسف مكتب سعادة النائب العام، وذكرت الجرائد أن مرتكبه كان من الإخوان المسلمين فشعرت بأن من الواجب أن أعلن أن مرتكب هذا الجرم الفظيع وأمثاله من الجرائم لا يمكن أن يكون من الإخوان ولا من المسلمين، وليعلم أولئك الصغار من العابثين أن خطابات التهديد التى يبعثون بها إلى كبار الرجال وغيرهم لن تزيد أحداً منهم إلا شعورا بواجبه وحرصاً تاماً على أدائه، فليقلعوا عن هذه السفاسف ولينصرفوا إلى خدمة بلادهم كل فى حدود عمله، إن كانوا يستطيعون عمل شىء نافع مفيد، وإنى لأعلن أن منذ اليوم سأعتبر أى حادث من هذه الحوادث يقع من أى فرد سبق اتصاله بجماعة الإخوان موجهاً إلى شخصى ولا يسعنى إزاءه إلا أن أقدم نفسى للقصاص وأطلب من جهات الاختصاص تجريدى من جنسيتى المصرية التى لا يستحقها إلا الشرفاء الأبرياء، فليتدبر ذلك من يسمعون ويطيعون، وسيكشف التحقيق عن الأصيل والدخيل، ولله عاقبة الأمور».

كل هذه الأحداث الدامية رصدها كامل الشناوى بمقالة متفردة بعنوان «الإرهاب» لتؤكد التاريخ الأسود للجماعة والتى كشف فيها صراحة عن استخدام الإخوان للعنف سبيلا ومنهجا لتحقيق مأربهم وهى الوصول للسلطة.. فقد كتب الشناوى متسائلاً:

ديناميت، مدافع، قنابل، مسدسات، بنادق، ألغام، أجهزة سرية تصنع الإرهاب والخراب.

لمن هذه الاستعدادات كلها؟ إن كانت للعدو فلماذا هى سرية؟ إنها لنا نحن.. لحريتنا، لأفكارنا، لآرائنا، لعقائدنا، لأعمارها.. أنها تهديد للحاكم والمحكوم معاً، بل هى أخطر على المحكوم، لأن الحاكم يستطيع أن يواجه الحديد والنار بالحديد والنار.. إما المحكومون العزل من السلاح فكيف يحمون أنفسهم من السلاح؟ كيف يغمضون أعينهم وفى كل جدار احتمال لوجود مخزن ذخائر كيف يقفون أو يقعدون..؟ وتحت كل أرض احتمال لوجود قنابل مخبأة؟.. كيف يمشون والطريق نار ولغم..؟ وكيف نمارس أعمالنا والدمار يكمن فى كل مكتب وكل مدرسة، وكل دكان..؟ حتى حقول الزراعة أصبحت هى الأخرى ملغمة...؟

إن هذا الإرهاب هو حكم على مصر بالشلل، والتأخر والفزع.. إننى لا أعجب كيف استطاعت السلطات أن تضع يدها على كل هذه الأموال، ولكنى أعجب كيف استطاع الإرهابيون أن يصنعوا كل هذا وهم آمنون مطمئنون؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل