المحتوى الرئيسى

المقربون من هيكل يتحدثون فى حفل تكريمه

04/03 09:45

- إبراهيم المعلم: كان مولعا بالمعرفة فى كل شىء.. ومات وهو حزين على أحوال الصحافة المصرية

- السناوى: كان أسطورة حية ولا يوجد خليفة له

- الصياد: حرص على تعريف نفسه بأنه صحفى فقط.. ومن يرد التعلم منه فليقرأ كتبه الستين

- شريف عامر: كان مدركا لفكرة «تغيير المنصات» والتجديد طبقا لروح العصر

فى أمسية ممتعة وسط نيل القاهرة بفندق جراند حياة أقام النادى الإعلامى الدنماركى المصرى للحوار، حفلا لتكريم اسم الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، بمناسبة مرور 40 يوما على رحيله اطلق عليها «الجورنالجى»، كان محورها جلسة نقاشية ألقت المزيد من الضوء على دور وقيمة ومكانة الراحل عبر العديد من المحاور.

المتحدثون الأربعة فى الندوة يجمع بينهم قربهم الانسانى من الراحل الكبير لسنوات طوال وهم كل من المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الشروق والكاتب الصحفى عبدالله السناوى والكاتب الصحفى أيمن الصياد رئيس تحرير «وجهات نظر» والإعلامى الكبير شريف عامر، وأدار الحلقة الإعلامى المتميز عمرو عبدالحميد الذى قال إنه حفل تكريم للجورنالجى كما أحب أن يُدعى، وليس للتأبين.

وشهدت الحلقة حضورا مميزا تقدمه الإعلامى الكبير حمدى قنديل، وياسر عبدالعزيز ومحمد هانى وجمال الشاعر، وخالد داود، وهشام يونس، واحمد الصاوى وخالد البرماوى، محمد سعد عبدالحفيظ وعماد الدين حسين ونهى النحاس مديرة النادى الإعلامى.

فى البداية قال عمرو عبدالحميد إن بصمات هيكل سوف تبقى ثم سأل: عن «خليفة هيكل»..

الإجابة الأولى جاءت من عبدالله السناوى، الذى قال إن هيكل لا خليفة له فى الصحافة باعتبار أن تجربته فريدة لا يستطيع أحد أن يصل إليها لما تضمنته من الجمع بين الصحافة والسياسة، مؤكدا أن محاولة العزل بين الصحافة والسياسة صعبة جدا، وهو ما تغلب عليه هيكل وهذا ما يميزه عن الجميع، تجربة متكاملة فى الحياة، مؤكدا أنه لا يوجد شخص امتداد لآخر.

وأشار السناوى إلى أن هيكل بنى شخصية واعية ومدركة استطاعت التعامل مع الرؤساء الذين عاصرهم والاحداث الكثيرة التى عاشها، فأصبح حجم هيكل يتجاوز مفهوم الصحفى، فكان شريكا أساسيا فى ثورة 23 يوليو 1952، وقادته الصحافة إلى السياسة والتأريخ، متأثرا باساتذته الصحفيين محمد التابعى ومحمود عزمى، كامل الشناوى.

وانتهى السناوى إلى أن الفارق بين هيكل والمواهب الاخرى التى عاصرته فى الخمسينيات هو قلمه الذى استطاع بناء روئ وسياسات واستراتيجيات 23 يولية 1952، مضيفا انه كان اسطورة حقيقية بالمعنى الحى المؤثر وليس المعنى الميتافيزيقى.

وقال أيمن الصياد، إنه لم يتخيل يوما أن يعمل مع الأستاذ، وأنه فى مدرسته الابتدائية كانت مُعلمته تطلب منه تحليل مقال هيكل «بصراحة» وشاء القدر أن يصادقه ويعمل معه فى مجلة وجهات نظر، مشيرا إلى أن هيكل كان يبادر ضيوفه بسؤال «إيه الأخبار؟!» وهى طريقته المعهودة فى البحث عن الخبر، وكان يعرف نفسه باعتباره صحفيا وكفى.

أضاف الصياد انه من الظلم ان نحصر هيكل فقط فى انه صحفى بل علينا ان نضيف التأثيرات العميقة التى تركها فى محيطه.

وأضاف الصياد، إلى أن هيكل الصحفى كان يرفض تطويع الصحف والمجلات للحدث، فكان يقول: «لابد ان تكون على مسافة كافية من الحدث للوقوف على ما فات القارئ من الحدث». لافتا إلى أن هيكل بعدما تجاوز الثمانين من العمر طلبنى لكى أساعده فى معرفة استخدام التقنيات الحديثة.

أما الاعلامى شريف عامر، فقال إنه لم يحالفه الحظ بالعمل مع هيكل، وأن محاولاته للتقرب من هيكل باءت بالفشل، ولكن بعد عودته من امريكا وتجربته الإعلامية كمذيع برامج «توك شو» استدعاه هيكل وأشاد به قائلا: «كان استدعائى شهادة على قيمة ما أفعله وقال لى انت صفحة لم تلوث.. وتقدم خدمة جيدة فحافظ عليها».

ولفت عامر، إلى أن هيكل كان مؤمنا بفكرة تغيير المنصات، فبعد جولات من الصحافة المطبوعة والتفرغ للكتابة رأى أنه بحاجة إلى منصة جديدة لتقديم ما فى جعبته من خلال برنامج على قناة الجزيرة وصولا إلى برنامج «مصر أين وإلى أين؟» مع الإعلامية لميس الحديدى فى سى بى سى.

وتدخل عمرو عبدالحميد للقول إنه لم يقابل «هيكل» سوى مرة وحيدة فى افطار رمضانى لدار الشروق فى عام 2009، بدعوة من المهندس ابراهيم المعلم، وسلم يومها على هيكل وسط جمع غفير، الا ان كتابات هيكل كانت عونه ودليله فى تغطيته كمراسل حربى فى الشيشان، والعراق، ولبنان وافغانستان.

وعند هذه اللحظة انضم إلى حلقة النقاش المهندس إبراهيم المعلم، الذى روى قصة معرفته بالكاتب الكبير بقوله انه عمل محررا بالقسم الرياضى بالأهرام مع الناقد الكبير الراحل نجيب المستكاوى وعمره 18 عاما. وقتها دخل إلى احدى القاعات يخبر على حمدى الجمال امرا ما، وفؤجى ان الجميع ينظرون إليه فى ذهول وصمت رهيب، وهو الوحيد الذى لم يدرك وقتها ان هيكل يترأس اجتماعا لقسم الدسيك المركزى.

المعرفة الحقيقية بدأت بعد حصول الشروق على حقوق الطبعة العربية من كتاب «مدافع آية الله»، وبعدها توثقت العلاقة وصار يحسب نفسه باعتباره احد افراد اسرة هيكل.

اضاف المعلم أنه ألح على هيكل كى يكتب كتابا خاصا عن علاقته بعبدالناصر. ثم اقنعه بجمع بعض المقالات فى كتاب صار عنوانه «احاديث فى العاصفة»، وقام باختيار بعضها الاستاذ فهمى هويدى.

بعد ذلك قال المعلم ان هيكل القى محاصرة مهمة فى معهد الإدارة العليا بالاسكندرية عن مستقبل مصر لم تنشر الا فى جريدة العربى الناصرية، وقتها اقنع المعلم هيكل بطبعها فى كراسة وتكررت الفكرة خمس مرات بعد ذلك.

ثم روى المعلم فكرة مجلة وجهات نظر التى خطرت له هو وحلمى التونى اثناء وجودهما فى معرض فرانكفورت للكتاب كى يكون القارئ المصرى والعربى مطلعا على احدث الافكار والنظريات والدراسات فى العالم، وعندما طرحها على هيكل وجده متحمسا للفكرة ومضيفا لها وكان متابعا جيدا يوميا لكل ما يدور فى العالم.

وروى المعلم كيف ان هيكل قدم عرضا رائعا وقاسيا فى نفس الوقت لكتاب الدكتور بطرس بطرس غالى «5 أعوام فى بيت من زجاج» رغم الصداقة بينهما. ثم المقالات التى قادت إلى تغيير حكومى كبير فى المغرب عن رجال الملك الراحل الحسن الثانى.

وقال المعلم إن محاضر اجتماعات مجلس تحرير وجهات نظر بحضور هيكل تستحق ان تنشر لقيمتها واهميتها.

وعدد المعلم الصفات التى كان يتمتع يها هيكل من أسلوب بديع ودراية كبيرة بكل شىء من الأدب والشعر العربى والاجنبى إلى الموسيقى الشرقية والغربية والموضة والأكل، وقارئ جيد للتاريخ، وآخر زياراته كانت لإسبانيا حيث اصطحب احفاده ليعرفوا تاريخهم وحضارتهم فى الاندلس.

وكان فوق هذا وذاك ابن بلد وصاحب نكتة وحس ساخر وفكاهى. وسأل المعلم الحاضرين: بشأن علاقة عبدالناصر وهيكل.. من الذى تأثر بمن؟

وقال المعلم حديثه إن «هيكل» مات حزينا على مستوى الصحافة فى مصر.

وعن فكرة إحياء مؤسسة هيكل التى أنشئت فى 2007.

قال السناوى، إن هيكل كان ينتابه هاجسان الأول من الصحفيين وثانيا من الحكومة، من عرض وثائقه على الجميع، فلم يكن لديه ثقة فى بعض الصحفيين ولا فى الحكومة أيام مبارك، مؤكدا خوفه من أن يتم تداول الوثائق فى غير مكانها واقتطاعها من سياقها.

وأضاف السناوى، أن هيكل اطمئن بعد ثورة 25 يناير ووضع وثائقه وكتبه المهمة فى دولة أوروبية «ليست بريطانيا» وكانت مرتبة ومنظمة هناك تطلبه ليرسل لك الوثيقة التى تريدها وقتما تشاء، وبعد فترة أعادها إلى منزله الريفى فى برقاش، إلى أن تعرض منزله للحريق الذى نال ما يقارب 80% من الكتب والوثائق التى يمتلكها هيكل.

وتدخل الصياد، فى أن هيكل يملك رصيدا من 60 كتابا مؤثرا فى الأدب والسياسة والصحافة والتاريخ فمن أراد ان يتعلم عليه أن يرجع إلى كتبه.

وقال ابراهيم المعلم، ان المشروع توقف بسبب خوف هيكل من الحرب الشعواء التى كانت تسود البلاد فى ذلك الوقت، وأن هيكل أراد الانفتاح على الصحافة العالمية، وتعجب من وجود رؤساء تحرير فى مصر منقطعى الصلة برؤساء تحرير الجرائد العالمية وغير متواصلين معهم.

وقال المهندس إبراهيم المعلم، إن جميع الوثائق التى يملكها هيكل عرضها فى كتبه ونُشرت ماعدا تلك التى تتعلق بالمغامرات النسائية للشخصيات العامة وخطابات المديح مثل خطابات أنيس منصور لهيكل، والمذكرات الشخصية مثل يوميات مصطفى أمين.

فيما أكد عبدالله السناوى، أن هيكل بدأ الحصول على الوثائق فى بداية عهد جمال عبدالناصر، والتى كانت تحمل توقيعه، ثم بعدها فى فترة حكم السادات، بالإضافة إلى تلك الوثائق الأجنبية التى حصل عليها عن طريق الشراء أو نسخها من المكتبات العالمية.

وقال أيمن الصياد، إن هيكل كان شديد التعلق بالصحافة المطبوعة، وانه كان يرى انها ستصبح صحافة الرأى المتعمق، فى ظل تطور التكنولوجيا والانترنت الذى يساعد على تناقل الأخبار بسرعة.

فيما قال السناوى، ان مجد هيكل بنى على صحافة الخبر وليس على صحافة الرأى، مشيرا إلى انه آمن بانتهاء الصحافة الورقية. مؤكدا أن هيكل كان على سرير المرض فى ايامه الاخيرة وقت زخم مناقشات البرلمان الحالى، وكان يسأل عن آخر التطورات.

وقال المهندس إبراهيم المعلم إن الصحافة الورقية تعانى من مشكلة فى العالم وأن فى مقمة الصحف الورقية التى ستبقى تأتى «النيويورك تايم والايكونومست وفايننشال تايمز»، لكن الصحافة الالكترونية أثرت على الصحافة الورقية بشكل كبير خاصة فى مصر وهذا ما كان يراه «هيكل».

واكد المعلم، أن هيكل لاحظ المعادلة وهو ما دفعه للتطوير من نفسه، وانه طلب مهندسا لتعليمه استخدام التقنيات الحديثة.

واتفق الكاتب الكبير حمدى قنديل على ان الصحافة المصرية تمر بفترة صعبة جدا لا تسر احدا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل