المحتوى الرئيسى

المثقفون على الإسلام

04/02 16:38

تزايدت فى الفترة الأخيرة قضايا ازدراء الأديان، والأصح القول (ازدراء الدين الإسلامى).

ذلك الدين القّيم لكنه مستباح ومدان من المثقفين، أو الذين يدّعون على أنفسهم تلك الصفة!. 

فالمثقف مبدع، يملك حرية تعبير لا حدود لها، فيطلق لخياله العنان.. ولا يجد ما يتعافى، ويتفلسف، ويفرد عليه عضلاته بقوة إلا "ديانة الإسلام"!!.

وخير مثال (إسلام بحيرى) والذى استند فى برنامجه "مع إسلام" إلى كتب من الفقه الإسلامى، يفندها ويحللها، ويتصيد ما بها من أخطاء غير مقصودة، معتمداً أن أمة "اقرأ" لا تقرأ، غير أن تلك الكتب ليست متداولة لدى عوام المسلمين، حتى أن كاتبيها ليسوا من أعلام الفقه والتفسير، وهنا يحدث الالتباس والتشكيك فى العقيدة.. مبرراً أن مقاصده مما يفعل، هو الإصلاح، وتجديد الخطاب الديني، فهو مصلح ومثقف، ومساهم ضمن من ساهموا، فى القضاء على الثورة الدينية، التى قامت فى مصر، بعد القضاء على حكم الإخوان المسلمين.. على حد قوله.. 

والمثال الثاني.. فاطمة ناعوت، والتى سخرت وتهكمت من شعيرة "ذبح الأضحية" إحدى شعائر فريضة الحج عبر تدوينه لها على الفيس بوك قائلة "كل مذبحة وأنتم بخير" .

وللحق فقد أنصف القضاء المصرى "ديانة الإسلام" بحبس إسلام بحيرى عام، وحتى عندما قدم استشكالاً على قرار حبسه، تم رفض الاستشكال، وهو حاليًا خلف القضبان.. وبعده بأيام صدر الحكم ضد ناعوت، بالحبس ثلاث سنوات، وغرامة عشرين ألف جنيه. 

صدرت تلك الأحكام وسط صمت مؤسسة الأزهر، ومشايخ السلفية، فقد كانت قلوبهم لاهية بالعمل السياسي! بينما تضامن معهما عدد ليس بالكثير من بعض المثقفين، على رأسهم حلمى النمنم وزير الثقافة. 

لا شك أن ما يقولونه ويدّعونه، حجتهم فيه ضعيفة، فالدين ليس هشاً ليناً فى قلب المسلم الحق. 

لكن لماذا الإصرار على تشويه صورة الإسلام؟ ما الحكمة؟ ولمصلحة من؟  فهناك عقائد بها شطحات لا يقبلها عقل أو منطق، ولم نجد عبر التاريخ مثقف لديه، قدر ضئيل من الجرأة، ليتفكّر أو لينقد، كتابًا واحدًا، لتلك الديانات سواء سماوية أو غير!. 

وكما يقول فاروق جويدة فى رسالته الموجهة إلى سلمان رشدى (المثقف أيضًا) ومؤلف رواية آيات شيطانية .. 

هل تجرؤ أن تكسر يوماً أحد الصلبان 

أن تسخر يوماً من عيسى 

أو أن تلقى مريم فى النيران 

خبرنى يوماً حين تفيق من الهذيان هل هذا حق الفنان.... ؟ 

وبالتالى فإن المثقف الذى يأخذ جزءًا، يتفلسف عليه، ويترك آخر، لا يكون مثقفًا صحيحًا، وإنما نصف أو ربع مثقف (كسر مثقف)!

الأمثلة على المثقفين الذين اتخذوا من الإسلام مادة للسخرية والنقد، لا تنتهي، فكان فى الماضى فرج فودة، ثم سيد القمني، واللذان اتخذا الليبرالية المتطرفة، والعلمانية المتطرفة، ديناً لهما، فقد خلق الإنسان بعض المصطلحات الفكرية السياسية ( الأيدلوجية)، والتى تتناسب مع نسبة تقبله للدين، ليبرر هروبه وعدم تقيده، بالفروض الدينية الملزمة له. فالعلمانية.. تعنى فصل الدين عن الدولة بحجة أن الدين مقدس ولا يجب تلويثه ( بلعبة السياسة القذرة) وما لله لله وما لقيصر لقيصر.. 

وإذا كانت العلمانية تفصل الدين ولا تحاربه، فقد اختلف مفهومها فى تركيا إبان حكم كمال أتاتورك، فقد كانت الدولة بكل مؤسساتها فوق الدين! وهذا يفسر أن مفهوم الايدولوجيا يختلف حسب تطرف الدولة أو الفرد تجاه الدين.

صورة أخرى للمثقفين، وهم الروائيون والأدباء، والذين تعرضوا للدين مباشرة فى أعمالهم، فكان نجيب محفوظ فى روايته الأشهر (أولاد حارتنا)، والذى تعرض فيها مباشرةً للذات الإلهية، والأنبياء أصحاب الديانات الثلاث، وأيضًا حيدر حيدر فى روايته (وليمة لأعشاب البحر) حول مناضل شيوعى سورى هرب إلى الجزائر.. والتى أحدثت جدلاً، واستنكاراً شديداً، لما بها من إساءة للإسلام، وتطاول على الذات الإلهية! 

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل