المحتوى الرئيسى

الصراع التركي الروسي يؤجج اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان بعد 30 عامًا من تجميد النزاع

04/02 18:47

أعلنت أذربيجان عن تدمير ٦ دبابات و١٥ بطارية مدفعية ودشم محصنة والقضاء على أكثر من 100 عسكري أرميني خلال الاشتباكات الأخيرة.

من جانبه أعلن رئيس الوزراء الأرمييني أوفيك أبراميان، أن قوات بلاده حملت الجانب الاذربيجاني خسائر كبيرة، وهي تسيطر على الوضع كليا، مشيرا إلى أن المؤسسات الدفاعية الأرمينية مستعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل نشر الاستقرار في منطقة النزاع. وأكد أن القوات الأرمينية أجبرت الخصم على التراجع وكبدته خسائر جسيمة وفرضت سيطرتها الكاملة على الوضع.

هذا واندلعت معارك عنيفة على خط التماس بين القوات الأرمينية والأذربيجانية في إقليم قرة باغ الجبلية (ناجورني كارباخ) المتنازع عليه بين البلدين اللذين يتبادلان حاليا الاتهامات بخرق الهدنة القائمة هناك منذ أمد بعيد.وكان الوضع قد تأزَّم بشكل خطير في ليلة الجمعة على السبت، 1 إلى 2 أبريل الحالي. ويتبادل الجانبان الاتهامات بخصوص انتهاك الهدنة. ويفيد الطرفان بوقوع اشتباكات عنيفة مع استخدام الطيران والمدفعية.

وتؤكد أذربيجان أن الجيش الوطني فرض سيطرته من جديد بالكامل على عدة تلال استراتيجية وبعض المراكز السكنية وتم تحرير التلال بالكامل حول قرية "تاليش" والمركز السكني "سيسولان"، وكذلك على المرتفع الاستراتيجي الهام "لالتبس".

وأعلن النائب الأول لوزير الدفاع الأرميني أن القوات المسلحة الأذربيجانية شنت هجمات لا مثيل لها منذ إعلان وقف إطلاق النار في ١٩٩٤، وأشار إلى أن القوات الأرمينية شنت هجوما معاكسا.

ودعا الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان إلى عقد جلسة لمجلس الأمن القومي مساء السبت لبحث الوضع في قره باغ.

واعتبر المتحدث الصحفي باسم رئاسة جمهورية قره باغ غير المعترف بها دافيد بابايان، أن تركيا قد تكون متورطة في تصعيد النزاع في المنطقة. وقال بابايان "كنا نعلن دوما أن أذربيجان لا يمكن أن تسلك مثل هذا السلوك بمبادرة أذربيجانية فحسب. على الأغلب تدعمها قوى معينة، لاسيما تركيا". وأضاف أن مثل هذا التصعيد في المنطقة لم يحدث منذ عام ١٩٩٤ حيث "استخدمت القوات الأذربيجانية الأسلحة الثقيلة في عدة قطاعات على خط التماس وقامت بمحاولات للاختراق، لكنها جوبهت بالرد الملائم فتراجعت إلى المواقع السابقة متكبدة خسائر جسيمة".

والمعروف أن علاقات قوية تربط أذربيجان بتركيا، حيث قام رئيس أذربيجان إلهام علييف عام 2013  بأول زيارة خارجية له إلى تركيا عقب فوزه بولاية رئاسية ثالثة. كما تتعاون أذربيجان مع تركيا خاصة في المجال العسكري، وتبادل الوفود العسكرية رفيعة المستوى. وقام وفد عسكري تركي بزيارة باكو في ٨ يناير 2014  اشترت أذربيجان على أثرها صواريخ مضادة للدبابات من طراز"UMTAS" و"OTMAS".

وأفادت وزارة دفاع جمهورية قرة باغ غير المعترف بها أفادت بأن قوات أذربيجان قامت ليلة السبت بهجوم على عدة محاور في منطقة النزاع، واستخدمت المدفعية والطيران والمدرعات، ومن الجانب الآخر أعلنت وزارة دفاع أذربيجان أن "القوات المسلحة الأرمينية خرقت خلال الـ24 ساعة الماضية نظام وقف إطلاق النار 127 مرة على مختلف محاور خط التماس".

وكان النزاع اندلع بين البلدين عام ١٩٨٨ (قبل انهيار الاتحاد السوفيتي بعامين) على إقليم قرة باغ الجبلية حين أعلنت الأغلبية الأرمنية لسكان الإقليم الذي كان منطقة أذربيجانية ذاتية الحكم، عن الخروج من جمهورية أذربيجان السوفيتية. وكانت منطقة قرة باغ، التي تسكنها أغلبية أرمنية مسرحا لحرب خلفت 30 ألف قتيل ومئات الآلاف من اللاجئين بين عامي ١٩٨٨ و١٩٩٤.

ولم توقع أي اتفاقية سلام بين البلدين رغم سنوات عديدة من المفاوضات ورغم التوقيع على وقف إطلاق النار.

وكانت مقدمات هذه الاشتباكات قد ظهرت عندما طالب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في 30 مارس الماضي في واشنطن، أرمينيا بسحب قواتها "فورا" من إقليم قرة باغ الجبلية المتنازع عليه. وقال علييف خلال اللقاء إن "حل النزاع يجب أن يقوم على أساس قرار مجلس الأمن الذي يدعو لانسحاب القوات الأرمينية الفوري من أراضينا"، معتبرا أن كل النزاعات على أراضي الاتحاد السوفيتي السابق يجب حلها على أساس عدم المساس بوحدة أراضي الدول. ودعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من جانبه إلى "حل نهائي للنزاع المجمد في قره باغ والذي يجب أن يكون حلا تفاوضيا".

وعلى الصعيد الروسي، تحدث الكثير من وسائل الإعلام عن الأثر التركي في تفاقم الأوضاع بين أذربيجان وأرمينيا. خاصة وأن أرمينيا عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تضم عدة دول سوفيتية سابقة من بينها روسيا، ووجود قواعد عسكرية روسية في أرمينيا التي تعتمد بشكل رئيسي على الدعم الروسي في كافة مناحي الحياة. 

في هذا السياق دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرفي النزاع الأذربيجاني – الأرميني إلى ضبط النفس والوقف الفوري لإطلاق النار. وأعلن الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس شديد القلق بسبب استئناف القتال على خط التماس في منطقة قرة باغ.

وقال بيسكوف إن الرئيس الروسي "يشعر بالأسف لأن الوضع يتجه من جديد نحو المواجهة المسلحة"، وأضاف أن جهودا نشطة، يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تسوية النزاع، بذلت في الآونة الأخيرة في إطار الجهود الثلاثية (روسيا وأرمينيا وأذربيجان) ودوليا في إطار مجموعة مينسك لمنظمة التعاون الأوروبي (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة).

من جانبها دعت وزارة الخارجية الروسية طرفي النزاع إلى ضبط النفس ووقف إطلاق النار، وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا " ندعو الطرفين إلى ضبط النفس والتخلي الفوري عن العنف"، منوهة بأن روسيا شرعت بالتشاور مع الشركاء في مجموعة مينسك.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل