المحتوى الرئيسى

في يوم عيدهم.. علاء: عايز أكون ضابط شرطة أحمي المواطنين

04/01 13:38

حرموا من أغلى ما فى الحياة، وكتب عليهم القدر أن يخوضوا معاركها وحيدين بلا سند ومن دون سلاح، تلازمهم دوماً دموع ملتهبة كعين الشمس، وحرارة لا تخففها كل فاكهة العالم، وحنين لا تطفئ لوعته مياه السماء والأرض، فى يوم عيد اليتيم.. عاشت «الوفد» فرحة هؤلاء الأطفال الأيتام بيوم عيدهم، الذى يصادف الجمعة الأولى من أبريل من كل عام، شاركناهم السعادة، واستمعنا لأمانيهم وآمالهم وأحلامهم، وأنين قلوبهم الموجوعة بفقدان الأب أو الأم، 61 طفلاً فى دار «الهنا» بمصر القديمة، نشأوا وترعرعوا فى دار تحتضنهم جميعاً، يرعاهم عدد من الأمهات البديلات، يجسدن دور الأم بكل عاطفتها ومسئولياتها، إضافة لدور الإخصائى الاجتماعى والنفسى الذى يقوم بدور الأب والأخ الأكبر.

عقارب الساعة تشير إلى الثانية ظهراً، عاد الأطفال من المدارس إلى غرفهم، بدلوا ملابسهم، دخلوا الدار بمنتهى الهدوء والنظام، ألقوا التحية بصوت واحد وسلموا علينا واحداً تلو الآخر، جلسوا معنا تكسو وجوههم فرحة وابتسامة عريضة تملأ المكان بالحب.. بدأوا معنا الكلام وكأنهم وجدوا من يحتفى بأصواتهم، ويستمع لأحلامهم الصغيرة.

داخل الدار تحاصرك الابتسامات من الجميع، العاملين والمقيمين من الأمهات البديلات والإخصائيين الاجتماعيين، هذه الحالة من الفرحة والهدوء والطمأنينة داخل الدار تؤكد العلاقة الوثيقة بين المقيمين بالدار.. ينطلق الأطفال يذاكرون ويلعبون ويمارسون الرياضة والرسم والموسيقى فى جو عائلى، ربما كان لا يوجد ما يعوض الطفل عن حضن أمه الدافئ، ولكن وجود الأم البديلة عوضهم بعض الشيء.

«علاء» البالغ من العمر 8 سنوات، يتمنى عندما يكبر أن يكون ضابط شرطة حتى يحمى الناس.. ويوفر الحماية اللازمة للمواطنين من قنابل الإرهاب.. وبالقرب منه كان يقف «نادر» بابتسامته العريضة وعينيه الواسعتين وهو في العمر نفسه، نفسه لما يكبر يكون مدرباً لكرة القدم، أما عن الهدية التى يتمنى الحصول عليها فهى كرة قدم. 

‎وبينما كنا نتحدث معهم شاهدنا بعض الأمهات البديلات، وحرص كل واحد من الأطفال على تقديم هدية صغيرة لأمهاتهم.. وهو ما أثلج صدر هند محمد، إحدى الأمهات البديلات، قائلة: أحاول أن أمنحهم حناناً زائداً تعويضاً لهم عن حنان الأم الذى افتقدوه لأن التعامل معهم بحنان يمنحهم الدفء العائلى الذى سلب منهم.

وتضيف: نحاول باعتبارنا أمهات بديلات أن ندمجهم مع المحيط الخارجى من خلال القيام برحلات عدة أو زيارات خارج الدار.

‎استكملنا الجولة، وعند دخولنا إلى المكتبة وجدنا بعض الأطفال يقرأون الكتب.. فاقتربنا من أحدهم ويدعى «عبدالرحمن» وسألناه عما يحب قراءته، فأجاب: «أحب قراءة القصص الخيالية»، فربما كانت تلك القصص تبعده ولو للحظات عن الواقع الذى يعيشه.

«ممدوح»، البالغ من العمر 9 سنوات، يحب الرسم، فهو يجعله يعبر بحرية عن كل ما يشعر به، وهو يحب كثيراً الألوان ويحلم بأن يكون رساماً كبيراً يرسم لوحات تعبر عن حياة الأطفال الأيتام ويبيعها ويتبرع بها لصالح دور الأيتام.

‎أما «محمد»، الذى يبلغ 8 سنوات، فيقول: إنه يحلم بأن يكون طبيباً يداوى جراح المرضى.. وأضاف: أنا كل يوم أذهب للمدرسة فى الصباح وأرى أصحابى مع آبائهم وأمهاتهم.. ولكن ما يخفف عنى آلامى وأحزانى وجود الأم البديلة التى تعوضنى جزءاً صغيراً من حنان الأم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل