المحتوى الرئيسى

المستشفيات الحكومية.. خرابات (2)

04/01 13:37

«أرمنت» دون أسرة و«الدولى» مقبرة ومدير التأمين يعترف بسوء

تعانى الأقصر المدينة السياحية من تدن واضح فى الخدمات الصحية، فالمستشفيات الحكومية تعانى عجزاً حاداً فى الأطباء ففى قلب المدينة السياحية وبجوار المعابد التاريخية، فمستشفى الأقصر الدولى الذى يتباهى به العاملون فى وزارة الصحة ويعتبرونه صرحاً عظيماً ويصفه أبناء الأقصر بأنه مقبرة مصرية حديثة، فما هو إلا مبنى ضخم وأجهزة طبية ويحتاج إلى أطباء متخصصين، حيث لا يعمل بهذا الصرح إلا طاقم الأمن فقط ويمنع الممرض من الدخول مما يؤدى إلى نشوب معارك يومية.

وفى مستشفى أرمنت، أكد المرضى أنهم ينامون على الأسرة المتهالكة دون ملايات، بالإضافة إلى الإهمال برغم مظهرها الجمالى ويوجد به أجهزة طبية حديثة وبعضها يحتاج إلى صيانة فقط لإعادة تشغيلها بخلاف الأطباء لهم مستشفى إسنا المركزى، فلا يصلح لاستقبال الحيوانات، غير أن هناك روائح كريهة بالمستشفى بسبب انسداد مواسير الصرف الصحى داخل المبنى الجديد للمستشفى، مما أسفر عنه تحليل هذه المياه وانتشار البكتيريا والذباب، مشيراً إلى أن المبنيين الملحقين بالمستشفى عائمان على مياه الصرف الصحى.

وأضاف همام أحمد همام أن جميع مستشفيات الأقصر فى حالة ترد خاصة مستشفى أرمنت العام، وحميات أرمنت غير الصالحة فلابد من تغيير الواقع الأليم وذلك عن طريق العمل المستمر وتلبية احتياجات المستشفى فشلت فى تقديم الخدمة العلاجية بالتزامن.

وأكد خالد خليل أن مستشفى القرنة المركزى الذى يعد من أهم مستشفيات المحافظة لأنه يقع فى منطقة أثرية بجوار وادى الملوك ومعبد حتشبسوت يعانى الإهمال الشديد، ولا يمكنك الذهاب إليه لأنك لا تجد أية خدمات على الإطلاق سوى تحويلك لمستشفى الأقصر الدولى، فدور المستشفى يقتصر على ذلك الأمر.

رغم أن القرنة هى المنطقة التى تستقبل آلاف الزوار يومياً، وبات يشكو حالة من الإهمال والعجز فى الكوادر الطبية القادرة على تشغيل معداته الحديثة والاستفادة من تجهيزاته التى تكلفت الملايين، حيث يفتقر المستشفى لأى نوع من أنواع الخدمات الطبية أو الصحية سوى الاتصال السريع فى حالة وصول أى حادثة أو طوارئ بسيارة الإسعاف لنقل المصاب.

وقد اعترفت الدكتورة ناهد محمد أحمد، وكيل وزارة الصحة بالأقصر، بأن هناك نقصاً فى كافة التخصصات من الأطباء إلا أنه تم فتح باب التعاقد مع أطباء من خارج المستشفى لسد العجز فى عدد من التخصصات، بجانب الإعداد لإنشاء وافتتاح بنك للدم داخل مستشفى القرنة، بجانب إعادة توزيع الأقسام التى يتعامل معها المرضى المترددون بشكل يومى للتيسير عليهم، وجمع ما يحتاجونه من خدمات عاجلة من أشعة وتحاليل طبية فى مكان واحد.

ويؤكد يوسف اسرافيل، من البعيرات غرب الأقصر أن وحدة البعيرات الصحية بنجع العزبة لا يوجد بها طبيب، لمدة اثنى عشر يوماً متواصلة حيث إن نجاح أى مؤسسة طبية يقع على عاتق الطبيب ووزارة الصحة.

أما داخل مستشفى القرنة روت لنا نجلاء أحمد أنها فى إحدى المرات وأثناء تلقيها العلاج، انقطع التيار الكهربائى بالمستشفى، تم توصيل الأجهزة على ماكينة الكهرباء الخاصة بالمستشفى، ولكن شاء القدر أن تلتهم النيران الماكينة الكهربائية، كما أن الأجهزة لا تعمل سوى عشرين دقيقة بعد انقطاع التيار الكهربائى عنها، فيقوم طاقم التمريض بإدخال الدم مرة أخرى للمريض خوفاً من حدوث تجلط بالدم، وبذلك تكون عملية الغسيل غير مكتملة.

فيما شكا عدد كبير من أهالى قرية الأقالتة بالبر الغربى بمحافظة الأقصر من سوء تدنى مستوى الوحدة الصحية بالقرية، وعدم وجود عدد كاف فى الأطباء المتخصصين بالوحدة، كما لا يوجد طبيب أسنان، ولا معمل تحليل، وقيل إن بعض الأجهزة معطلة بسبب عدم وجود فنيين داخل الوحدة الصحية، بخلاف العجز الحاد فى الأدوية والمستلزمات الطبية.

ومن جانبه، اعترف الدكتور طارق صيام، مدير العيادة الشاملة للتأمين الصحى، بوجود مشاكل لا حصر لها فى تقديم الخدمة الصحية للمنتفعين أو المرضى فى التأمين الصحى، وطالب محافظ الأقصر ووزارة الصحة بضرورة التبرع بقطعة أرض وإنشاء مستشفى للتأمين الصحى، لأن الأقصر ليس بها مستشفى للتأمين، كذلك ضرورة تعيين عودة من الأطباء المتخصصين، بدلاً من التعاقد مع أطباء يعملون خارج المستشفى وأن حضورهم يأتى حسب مزاجهم.

وقال محمد بدر، مدير التأمين الصحى، إن منظومة التأمين الصحى بالأقصر لن تحل إلا بتنفيذ توصيتين أساسيتين هما: الأولى تعيين طبيب فى كل تخصص فى العيادة الشاملة يكون متواجداً من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية ظهراً ومخاطبة المحافظ فى هذا الشأن، والثانية: التبرع بقطعة أرض لإنشاء مستشفى للتأمين الصحى بالأقصر.

«قويسنا» بدون أدوية.. والإهمال يحاصر «أشمون»

لا شك أن القطاع الصحى بمحافظة المنوفية يحتاج إلى سرعة تدخل وزير الصحة ومحافظ المنوفية خاصة أن المستشفيات تعانى حالة من الفوضى ونقص الأدوية وعجز فى الأطباء وتردى مستوى النظافة.

فرغم قيام الدولة بصرف ملايين الجنيهات لإنشاء مستشفى قويسنا المركزى لخدمة 25 قرية تابعة لها فإن المستشفى يعانى عجزاً شديداً فى الأطباء فى معظم التخصصات وعلى رأسها قسم العظام والجراحة والأوعية الدموية حيث يرى الأهالى أن دور المستشفى يقتصر على إجراء الإسعافات الأولية فقط ثم يتم تحويل المرضى إلى المستشفى الجامعى بشبين الكوم!!

وأوضح محمد بدر أن مستشفى قويسنا المركزى يعانى نقصاً حاداً فى الأدوية والمستلزمات الطبية، فالمريض يقوم بشراء جميع مستلزمات العملية الجراحية والأدوية فهذا قد يكون عبئاً شديداً على شريحة كبيرة من المجتمع.

وأضاف «بدر» أن المشكلة الحقيقية تكمن فى عجز أطباء بعض التخصصات التى لابد أن تكون متوفرة على مدار اليوم وعلى رأسها اخصائى العظام والمخ والأعصاب وعمل عناية مركزة لأمراض المخ والأعصاب.

وترى علياء عبدالفتاح أن المستشفى يعانى نقصاً حاداً فى  حضّانات الأطفال فعندما وضعت طفلى الأول أكد لنا الطبيب ضرورة حجز الطفل فى الحضّانة وعمل تحليل دم له كل يوم ولكن عندما وصلنا مستشفى قويسنا المركزى أكد لنا مسئول الاستقبال أنه لا يوجد مكان لدخول الطفل قسم الحضانات لاكتمال العدد.

وأضافت «علياء» أننا قمنا بالتوجه إلى مستشفى خاص حيث إن تكلفة اليوم الواحد تجاوزت الـ300 جنيه، أى أننا دفعنا 3 آلاف جنيه بخلاف الأدوية والتحاليل.

وكشف محمد سليم عن وجود قوائم انتظار للمرضى بمن فيهم مرضى القلب و الصدر والعمليات الجراحية الحرجة التى تتطلب سرعة إجراء عملية جراحية وإنقاذ حياة المريض ولكن للأسف يتألم المريض ويموت ويدفن وبعد شهور من موته يقع اسمه فى قائمة دخول المستشفى!!

ويضيف مجدى الشافعى، أحد أبناء المركز، أن مستشفى قويسنا المركزى يقع على الطريق الزراعى السريع ويستقبل الحوادث مما يؤدى إلى شلل داخل المستشفى، لذلك نحن نطالب وزير الصحة ومحافظ المنوفية بضرورة بناء مستشفى للطوارئ وتزويد العناية المركزة بـ4 أسرة أخرى لرفع كفاءة العناية المركزة وجهاز رنين مغناطيسى وأشعة مقطعية جديدة.

أما قرية شطانوف فيوجد بها مستشفى «التكامل» الذى كلف الدولة مئات الملايين حيث تم تجهيزه بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية ولكن للأسف مرت 8 سنوات على افتتاحه ولم يستفد منها أهالى القرية.

وعند زيارتنا للمستشفى كشف لنا عم طه عن وجود أجهزة حديثة لم يتم استخدامها باستثناء عيادة الأسنان ومكتب الصحة المخصص لتطعيم الأطفال واستخراج شهادات الميلاد والوفاة!!

وعندما تجولنا داخل المستشفى فوجئنا بوجود عناية مركزة على أحدث مستوى وغسالة ضخمة يعتليها الصدأ لم يتم استخدامها ومعمل به معدات طبية وأجهزة طبية أخرى تطل منها الفئران!!

وأوضح لنا عبدالله السنى أحد أهالى القرية أن دولة اليابان هى من قامت ببناء المستشفى كمنحة لمصر لتطور القطاع الصحى بالمحافظة وقد تم تجهيزها بأحدث الأجهزة ولكنها لم تستغل حتى الآن مما أدى إلى تهالك الأجهزة الطبية وقيام الحشرات والقوارض والقطط باحتلال المبنى!!

وأضاف عادل الكفراوى أن بعض الأهالى أطلق عليهم مستشفى الأشباح نتيجة إهمال وزارة الصحة لها فلابد من تحرك المسئولين لتشغيل المستشفى وإصلاح المعدات الطبية التى تلفت وتكليف أطباء للعمل بالمستشفى للاستفادة من المبنى والأجهزة ويعد مستشفى أشمون من أهم المستشفيات داخل المحافظة ويخدم أكثر من 600 ألف نسمة ولكن التسيب والفشل الإدارى رسم ملامح الإهمال والتخلف!!

وقال أحمد محمد الذى يرافق والده المريض بالسكر وضغط الدم إن المستشفى يعانى نقص الأدوية وبلغ الإهمال به إلى تشخيص حالات المرضى تشخيصاً غير صحى، فوالدى يعانى ارتفاعاً بضغط الدم وعند وصولنا قام الطبيب الممارس بقياس الضغط أكد لنا وجود انخفاض حاد فى ضغط الدم وعندما طلبت منه قياس الضغط مرة أخرى للتأكد اكتشف الطبيب ارتفاع الضغط بعد عدة مرات من القياس.

وقالت رشا محمود إن المستشفى سيئ للغاية ومستوى النظافة مترد للغاية لأن المريض يحتاج إلى مكان نظيف ومعقم وهادئ وهذه عوامل مهمة لشفاء المرضى ولكن المستشفى ملىء بالقطط والحشرات ورائحة المستشفى تدعو المريض للهرب أو الموت داخل المستشفى!!

نقص فى الأطباء و51٪ نسبة الإشغال.. و«النصر» تنتظر البناء منذ 11 عاماً

ربما تختلف الحالة الطبية فى بورسعيد عن غيرها فى المحافظات الأخرى، فهى أفضل فى بعضها ولكنها دون المستوى فى البعض الآخر والأسباب متعددة، فالمدينة الحرة تضم 7 مستشفيات منها 3 أعوام هى الأميرى أو بورسعيد العام وبورفؤاد العام والزهور و4 أخرى متخصصة هى الرمد والحميات والصدر والنصر بالإضافة إلى مستشفى النساء المتوقف، ويوجد بها أيضاً 31 مركزاً طبياً ووحدة صحية بخلاف 2 مستشفى للتأمين الصحى هما المبرة والتضامن، وبنظرة سريعة وجولة خاطفة عليها نجد أن بورسعيد لا تحتاج إلى عدد أسرة إضافية أو بناء مستشفيات خرسانية جديدة لأنها لم تستغل الموجود فيها حالياً من الأسرة ربما لأن المسئولين فى هذه المستشفيات يفتقدون حسن الإدارة فى تخصيص الأسرة للمرضى وخاصة فى العنايات المركزة التى تتكدس بالمرضى دون حاجتهم للبقاء داخل العناية والأسباب كثيرة.

الصدر والحميات.. فى خبر كان

أما مستشفى المصح البحرى «الصدر» فحدث ولا حرج فلا رعاية ولا خدمة ولا أطباء ولا تمريض وليس لهم علاقة بالصحة على الإطلاق فالصدر لا يوجد به سوى 43 سريراً، مشغول منها 11 فقط وباقى المبنى خال تماماً ويحتاج لتطوير شامل ورفع كفاءة وتخصيص دور واحد فقط للأمراض الصدرية ووحدة عزل وعناية صدر والباقى يجب التفكير فى استغلاله كمستشفى عام فى هذه المنطقة وتزويدها بالأجهزة والقوى البشرية بدلاً من إهمالها بهذا الشكل ويحتاج ذلك لقرار من محافظ بورسعيد والتواصل مع وزير الصحة، والمستشفى المجاور له هو مستشفى حميات بورسعيد فهو مبنى متهالك ولا توجد به خدمات طبية ويشتكى المرضى من سوء الخدمة والمعاملة ويحتاج لتنفيذ خطة تطوير معطلة لإنشاء 2 أسانسير وتجهيزات لا تتجاوز الـ600 ألف جنيه لتقديم خدمة أفضل للمرضى.

مستشفى بورفؤاد العام الذى يحتاج إعادة إحلال وتجديد وتطوير يستلزم توفير مساحات جديدة لمدينة بورسعيد واعتبارها محافظة مستقلة لصعوبة الانتقال ما بين بورفؤاد وبورسعيد وهو ما بدأت الوزارة أن تنتبه له ولذلك قررت تنفيذ مقترحات اللجنة المشكلة من كلية الهندسة جامعة عين شمس من الوزارة والتى طالبت برفع كفاءة المبنى الرئيسى و3 ملحقات به وهى تحتوى على 116 سريراً وتزويدها بأحدث جهاز أشعة مقطعية وتوفير القوى البشرية للمستشفى ولذلك هناك مطالب شعبية بضرورة مشاركة هيئة قناة السويس فى أعمال التطوير الجديدة كما وعد بذلك الفريق مهاب مميش والاستجابة الفورية لأهالى مدينة تئن من عدم وجود خدمات طبية متميزة مع توفير الأدوية والمستلزمات الطبية.

أما مستشفى النصر العام الذى تم هدم المبنى الرئيسى به منذ 11 عاماً فمازال تحت الإنشاء فى جزء والباقى أرض فضاء والجزء الثالث مخصص الحضانات والعيادة الخارجية ولذلك سيتم تنفيذ خطة جديدة للاستفادة من المبنى الجديد بإنشاء جراحات عامة للأطفال والأورام ومستشفى متخصص للأطفال فى بورسعيد وهى خدمة تقدم لأول مرة فى بورسعيد مع التفكير فى الاستفادة من قطعة الأرض الخالية لطرحها لأهل الخير للتبرع لإنشاء مركز متخصص فى الأورام شبيه بمستشفى 57357 بدلاً من السفر للقاهرة بأبناء المدينة.

إحلال وتجديد الاستقبال فى الأميرى

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل