المحتوى الرئيسى

في الداخل والخارج.. "الأزهر" يثور ضد "الإسلاموفوبيا".. "الأوروبي" يعتمد "الإفتاء" كمرجعية.. و"الطيب" يكسب "البوندستاج"

03/31 18:05

في ظل انتشار الجماعات الإرهابية بمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا تحت شعار "الخلافة الإسلامية" و"دولة الإسلام"، بات حتمًا على أكبر مؤسسة دينية سنية في العالم، متمثلة في الأزهر الشريف الزود عن الإسلام وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

مؤسستا "الأزهر والأوقاف" فطنتا للأمر وبدأتا حملات موجهة إلى الغرب للكشف عن الصورة الحقيقية للإسلام، خاصة بعد تطور الأحداث ومهاجمة الجاليات الإسلامية هناك كرد على العمليات الإرهابية التي تتم تحت ستار "الإسلام".

تلك الهجمات كثرت عقب الأحداث الإرهابية التي تبناها تنظيم "داعش" الإرهابي في فرنسا والتي أودت بحياة 129 شخصا، وإصابة 350 آخرين، فيما أعقبها بأسابيع هجومًا على محطة مترو ومطار بالعاصمة البلجيكية بروكسل اودي بحياة 34 وأصيب 198 آخرين.

أحرقت مصاحف وبعض المساجد وتعنتت أجهزة الأمن ضد المسلمين ووصل الأمر إلى حد المطالبة بتهجيرهم من أوروبا، وبدت ظاهرة "الإسلاموفوبيا" الأكثر انتشارًا في المجتمعات الغربية بينما بدا التضييق على المسلمين ومنعهم من ممارسة مظاهرهم الدينية يلقى قبولًا لدي العديد من حكومات أوروبا.

كان لكلمة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب التاريخية أمام البرلمان الألماني، صدى واسع على مستوى وسائل الإعلام العالمية بعد أن نجح في ضحد الأفكار الإرهابية وتقديم الإسلام في صورته الحقيقية كدين تسامح وإخاء بخلاف الصورة السيئة التي سوقتها التنظيمات الإرهابية، حيث أبرزتها وسائل الإعلام العالمية كفكر مواجهة للتنظيمات الإرهابية من داخل الدين الإسلامي.

وأكد الطيب، استعداده للتفاعل مع المجتمع الأوروبي من أجل ترسيخ ثقافة السلام هناك وإنشاء مركز أزهري بألمانيا لتعليم اللغة العربية، ليصبح مركز إشعاع لتعريف الناس بحقيقة الدين الإسلامي، إلى جانب تدريب الأئمة الألمان على مواجهة التحديات المعاصرة، قائلًا:" الدين الإسلامي لا يأمر بالقتل، كما انه حرّم الاعتداء على النفس البشرية أياً كان دينها أو لونها أو عرقها".

وعلق وزير داخلية ألمانيا "توماس دي ميزير"، على كلمة شيخ الأزهر بالبرلمان الألماني، قائلًا: "خطابه العالمي في البرلمان الألماني أوضح العديد من الأمور، ونقدر زيارة شيخ الأزهر لألمانيا".

ووصف المركز الألماني للإعلام، شيخ الأزهر بأنه يمثل الجانب السمح في الإسلام وصاحب تأثير قوي لكونه يقود جامع وجامعة الأزهر منذ عام 2010 وهي إحدى أهم المؤسسات العلمية في العالم السني، فيما حصل هاشتاج "شيخ الأزهر" على المركز الأول في الأكثر تداولًا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

ومن جهته أكد الدكتور محمد عبدالعاطي عباس عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقليوبية، في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن مؤسسة الأزهر تقوم بنشاط كبير وملحوظ في تحسين صورة الإسلام في الغرب، قائلًا" الدكتور الطيب قام بزيارات كثيرة للدول الأوروبية كان آخرها ألمانيا حيث ترك انطباعًا رائعًا عن الإسلام وله مردود شعبي جيد، حيث أوفدت ألمانيا وزير الداخلية الألماني لشكره على تحسين صورة الإسلام التي نال منها الدواعش وجعلوا الاوروبيين ينظرون للإسلام بأنه يدعو للقتل والتخويف ونحتاج إلى مثل هذه الزيارات للعلماء ومن ينوب عنهم لنشر سماحة الإسلام".

وتابع عبد العاطي، موجهًا رسالةً إلى الدولة المصرية: "على الدولة المصرية حكومة وشعبا أن تتوجه نحو الأزهر وتضعه في مكانه اللائق به وعلماؤه بعد أن تم اختطاف المنبر الاسلامى من جماعة غير متخصصين في الدراسات الإسلامية واظهروا وجه الأزهر غير الصحيح كما يتعين على الحكومة دعم الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب وتحسين صورة الإسلام".

وقال الداعية الإسلامي محمد الملاح: "إن الأزهر له دور في نشر صورة الإسلام المعتدلة بكل جوانبها متمثلا في أبناءه ممن لديهم الدرجات العلمية والفكر المعتدل الوسطي ومحاربة الأفكار المتطرفة، وجميع زيارات شيخ الأزهر ناجحة وتؤتي ثمارها في تصحيح صورة الإسلام في الخارج وتصحيح الأفكار المتطرفة التي تنسب الي الإسلام".

وكان لكلمة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أمام البرلمان الأوروبي، صدي كبير وسائل الإعلام الغربية، حيث أكد أن خطر الإرهاب أصبح يهدد الجميع، وأن الدين الإسلامي يحض على الالتزام باحترام حقوق الإنسان والحريات وأن الإسلام ضد التطرف على طول الخط، ولكن لابد من اتخاذ خطوات ملموسة لغلق الباب أمام هؤلاء القلة المنحرفة عن تعاليم الأديان".

وأبرزت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية كلمة مفتي الجمهورية بالبرلمان الأوروبي والتي دعا فيها إلى التوحد والتكاتف ضد الإرهاب الذي يضرب مناطق عديدة من أنحاء العالم، حيث أبرزت تأكيد المفتي أن العالم ليس محصنا من الجرائم الإرهابية وأنه لا يوجد سلاح أقوى في وجه التطرف إلا بنشر التعاليم الصحيحة للأديان.

ونقلت الصحيفة، قول المفتي:"الإرهاب أصبح عابراً للحدود وأنه أصبح كالسرطان يجب استئصاله ".

وفي نوفمبر الماضي، أعلن مستشار مفتي الجمهورية، الدكتور إبراهيم نجم، اعتماد دار الإفتاء المصرية كمرجعية في البرلمان الأوروبي، فيما يخص الفتوى وقضاياها، بعد لقاء جمع بينه وبين جمع النائب المسلم بالبرلمان الأوروبي سجاد كريم، لافتًا إلى أن دار الإفتاء انتهت من ترجمة التقارير الصادرة عن مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، ونشر خطاب وسطي قادر على مواجهة القدرات العالية للتنظيمات المتطرفة.

وأصدرت الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، مجلة "نور"، إلى جانب مجلة "الفردوس" التي تصدر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لتشكيل البنية العقلية للأطفال الناشئة، مع مواجهة الجماعات المتطرفة بتفكيك شبهاتها والرد عليها بالأدلة العلمية الدامغة، وذلك عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، فيما جاءت فكرة إنشاء مجلة "بصيرة" الإلكترونية باللغة الإنجليزية كفكرة لدار الإفتاء لنشر صورة الإسلام الحقيقية.

كما أصدرت وزارة الأوقاف عدة إصدارات أهمها كتاب "مفاهيم يجب أن تصحح"، وتم ترجمته إلى 4 لغات غربية، إلى جانب كما تم إطلاق 3 صفحات للوزارة باللغات الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تصحيح صورة الإسلام في الخارج.

وقال الدكتور محمد عبدالعاطي: "إن هناك أهمية كبيرة لدور الميديا في تحريك الشعوب وصنع الحضارات فلها تأثير على العقليات الإنسانية العربية والغربية ويتعين علينا مواكبة العصر للدعوة للإسلام من خلال قوافل العلماء التي تزداد، كما يتعين على الإعلام المصري والعربي فرد مساحات لعلماء الأزهر لنشر الدين ووسطيته، إلى جانب تقديم الاحترام للعلماء ولا يتم تتبع سقطاتهم لأن "لحوم العلماء مسمومة من أكلها مات ومن شمها مرض".

وأطلقت دار الإفتاء المصرية حملة عالمية تستهدف الوصول إلى 10 ملايين شخص حول العالم موجهة لغير المسلمين للتعريف بنبي الرحمة محمد "صلى الله عليه وسلم"، حيث أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية أن الحملة تأتي كرد عملي على الحملات المعادية للإسلام والتي زادت وتيرتها إلى جانب محاولة لتصحيح النظرة المشوهة للإسلام التي خلفتها مشاهد العنف باسم الدين.

وشملت الحملة زيارات علماء الدين لدول أوروبا وأميركا وشرق آسيا للتعريف بنبي الرحمة، وبهدف استعادة الصورة الحضارية للإسلام في مواجهة جماعات الإرهاب والتطرف.

كما أطلقت دار الإفتاء "مرصد الإفتاء" بـ 10 لغات، بعد مبادرة مفتي الجمهورية لرصد فتاوى التكفير والتطرف، والرد عليها وعلى الجماعات المتطرفة على مواقعها الإلكترونية، والسعي إلى توعية الشباب المسلم بوسطية الإسلام وحمايته من التطرف، وتنظيم قوافل تجوب العالم شرقاً وغرباً لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام.

وأعلن وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، أنه سيم إطلاق عدة خدمات جديدة في مقدمتها تطبيقات للفتوى على أنظمة "أندرويد"، و"آي أو إس" لأجهزة الهواتف الذكية، إيمانا من دار الإفتاء بضرورة مواكبة التكنولوجيا الحديثة في وسائل الاتصال، لضمان الوصول لأكبر شريحة ممكنة من المسلمين حول العالم، إلى جانب تكثيف نشاطات الدار الخارجية لتصحيح صورة الإسلام ومواجهة الإسلاموفوبيا التي زادت وتيرتها مؤخرًا، عبر إطلاق قوافل إفتائية تجوب قارات العالم الخمس تضم نخبة كبيرة من كبار العلماء لعقد لقاءات مع المسؤولين في دول العالم، وعقد لقاءات بهدف نشر الوعي الإفتائي الصحيح.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل